بعد النجاة من سيطرات الدواعش (هلهولة) عراقية وسط التراشقات!!
أحمد رحيم نعمة /
اختتمت -قبل ايام- بطولة العرب الــ 13 بالكك بوكسنغ التي جرت وقائعها على قاعة نادي الجلاء الرياضي في العاصمة السورية دمشق بمشاركة 11 منتخباً عربياً، وقد حصل منتخب العراق على المركز الأول بجدارة واستحقاق بعد أن نال 31 ميدالية متنوعة ، 17 ميدالية ذهبية و9 ميداليات فضية و 5 ميداليات برونزية.. ليتربع على عرش الصدارة العربية، وللمرة الثانية على التوالي، بعد إنجاز العام الماضي الذي خطف لقبه أسود العراق بالكك بوكسنغ.
إيفاد بدون كتاب!
قبل انطلاق البطولة بثمانية أيام أرسل الاتحاد العراقي المركزي بالكك بوكسنغ كتاب المشاركة في البطولة الى وزارة الشباب والرياضة لغرض طبع كتاب إيفاد اللاعبين للمشاركة في البطولة العربية بالكك بوكسنغ في سوريا ، لكن مكتب الاتحادات الرياضية في وزارة الشباب والرياضة (غلّس) على موضوع الكتاب على الرغم من مراجعات أعضاء الاتحاد للوزارة، ومع تقدم الأيام أصبح الأمر صعباً على اتحاد الكك بوكسنغ، فقرر السفر الى سوريا للمشاركة في البطولة، إذ شارك المنتخب العراقي وحقق إعجازاً بحق عندما خطف لاعبوه 17وساماً ذهبياً طرزت صدورهم برغم التعب الذي رافقهم في رحلتهم الى سوريا.
القائد يقود الأبطال
حقا أنها رحلة الموت.. فبعد أن طال انتظار كتاب الإيفاد وقلة الأموال المخصصة للوفد العراقي، قرر المنتخب السفر براً الى سوريا والمخاطرة من أجل المشاركة في البطولة، وقد انطلق الوفد العراقي المكون من قائد الاتحاد اللواء قاسم الواسطي، الذي كان قد أجرى عملية جراحية في عينيه قبل السفر بيومين، لكنه أصر على مرافقة اللاعبين في رحلة الموت دفاعاً عن ألوان وعودة الرياضة العراقية الى منصات التتويج. ذهب الوفد المكون من رئيس الاتحاد اللواء قاسم الواسطي ونائب رئيس الاتحاد وحكام ومدربين زاد عديدهم على الـــ40 شخصاً الى سوريا من ساحة اللقاء في المنصور، قاطعين مئات الأميال، إذ استغرقت الرحلة للوصول إلى سوريا مايقارب الــ 35 ساعة، وقد رافق رحلة المنتخب الكثير من العقبات، ولاسيما أن الطريق في الصحراء غير مؤمن! وعند دخول (المنشأة) التي كانت تقل المنتخب الى منطقة دير الزور السورية، انتاب الرعب نفوس اللاعبين وهم يشاهدون (الدواعش ) عن بعد! وهم محملين بالأسلحة على دراجاتهم النارية، وقد أوقف الوفد في سيطرات وهمية لأكثر من مرة في الاراضي السورية جرى فيها تفتيش الحافلة وأخذ صناديق الماء والعطور وبعض أغراض اللاعبين، وبعد خوف وقلق من الوفد مرت ساعات عصيبة على الوفد خلال السير على حدود سوريا، لكنها عدّت بسلام ليصل الوفد العراقي الى الفندق.
العودة الى بغداد
بعد اختتام البطولة ناشد الوفد العراقي (الحاصل على بطولة العرب) أكثر من مسؤول رياضي لكي يخصصوا طائرة لنقل الوفد من سوريا الى العراق، لكن أحداً لم يصغ للمناشدة، وكأن أعضاء المنتخب ليسوا من أبناء العراق الجريح، بل إن أكثر المسوؤلين على الرياضة العراقية كانوا يعلمون جيداً بما يمر به الوفد العراقي خلال رحلتهم الصعبة، لكنهم اكتفوا بالتهائي والتبريكات لحصول المنتخب على المركز الأول! وهكذا عاد الوفد العراقي في نفس الطريق الذي سلكوه في رحلة الذهاب، ليلة ونصف الليلة وهم يسيرون في طريق الموت.. أبطال حققوا الإنجاز يسيرون في طريق خطر جداً، لكن الله عز وجل كان مع هؤلاء الفتية الذين عشقوا بلدهم الذي تكالبت عليه الضباع! من كل حدب صوب، إذ لم تنجُ حتى الرياضة العراقية من هذه الضباع التي مازالت مستمرة في محاصرة الأبطال.
لا وجود للاستقبال!
بعد تتويج العراق بكأس العرب بالكك بوكسنغ، انبرى المسؤولون الرياضيون –كعادتهم- في نشر التهاني والتبريكات من خلال الصحف والفضائيات فقط! فيما كان الوفد يتأمل باستقبال يليق بالأبطال، لكن ويا لحزن النجوم لم يأت أي من المسؤولين، بل إنهم حتى لم يرسلوا أحد وكلائهم لاستقبال الوفد، على الرغم من أن الوفد وصل بغداد في الساعة العاشرة، وهو وقت مناسب جداً. هذا الأمر ولد إحباطاً كبيراً لنجوم العرب وآسيا، حين تساءل غالبيتهم: لماذا هذا الحقد على اللعبة؟ بل لماذا التفريق بين لعبة وأخرى؟ ألم نكن نقاتل في حلبات القتال العنيف من أجل سمعة العراق؟ لقد جازفنا بأرواحنا من أجل سمعة بلدنا الغالي.
ماذا قالوا عن البطولة والمنتخب العراقي؟
رئيس الاتحاد العربي لرياضة الكك بوكسنغ الدكتور باسل الشاعر تحدث عن البطولة قائلاً: البطولة العربية كانت قوية جداً بوجود منتخبات عربية قوية، إذ تالق المنتخب العراقي بشكل لافت للنظر محافظاً على اللقب، فقد استطاع في العام الماضي أن يخطف اللقب في البطولة التي أقيمت في العراق. البطولة هذا العام كانت جيدة من حيث التنظيم الجيد من قبل الاتحاد السوري الذي نجح في التنظيم بشكل جيد. ،وأضاف الشاعر: لقد ظهر في البطولة الكثير من المواهب سواء للمتقدمين أو الشباب، بل كان للعنصر النسائي حضور واضح في البطولة، إذ استطاعت بعض الشابات تقديم مستويات رائعة على حلبة النزال، ولاسيما لاعبات المنتخبات: السوري والإماراتي والفلسيطيني، لقد شارك في البطولة أكثر من 200 لاعب ولاعبة قدموا أروع مايكون خلال نزالات البطولة التي اعتبرت من اقوى البطولات التي تقام، فالمنتخبات العربية في تطور دائم إن شاء الله.
لم الشمل العربي
فيما قال الأمين العام للاتحاد العربي وصفي الشوابكة : لقد نجح الاتحاد السوري باقامة هذه البطولة التي جمعت شمل الشباب العربي، أكثر من 200مشارك في البطولة قدموا أروع مايكون خلال المنافسات، ولاسيما المنتخب الوطني العراقي الذي تألق لاعبوه من خلال حصدهم لـــ17 وساماً ذهبياً كانت كفيلة بإحرازهم المركز الأول والاحتفاظ باللقب للمرة الثانية على التوالي، كما ظهر خلال منافسات البطولة الكثير من المواهب التي سيكون لها شأن كبير في المنافسات العالمية، لايسعني إلا أن أقدم الشكر الجزيل للاتحاد السوري على هذا التنظيم الجيد للبطولة، كما أهنئ الاتحاد العراقي لحصولهم على المركز الأول بجدارة.
من أجل الرياضة العراقية
أما رئيس الاتحاد العراقي المركزي بالكك بوكسنغ اللواء قاسم الواسطي فتحدث قائلاً: كانت رحلة متعبة جداً رافقها الخوف والقلق من المجهول ونحن نشق طريق الموت من أجل سمعة الرياضة العراقية، لقد عاهدنا أنفسنا أن نكون عند حسن الظن، على الرغم من المخاطر التي كانت -ومازالت- تحيط برياضتنا، لقد قدم لاعبونا أروع ما يكون على حلبات المنافسه، كانوا نعم الأبطال وهم يقدمون سمفونيات رائعة على حلبات المنافسة، توجوها بسبعة عشر وساماً ذهبياً وتسعة أوسمة فضية وخمسة أوسمة برونزية. وأضاف الواسطي: لقد كنا نأمل أن يكون هناك استقبال لأبطالنا من قبل مسؤولي الرياضة العراقية، لكن على مايبدو فإن المسؤولين مشغولون بأمور اخرى جعلتهم يعزفون عن الحضور! وهذا الأمر ولد إحباطاً شديداً للاعبينا الذين كانوا يتأملون أن يكون هناك استقبال واحتفال خاص بهم نتيجة حصولهم على المركز الأول في البطولة التي كانت قوية جداً.