بعد ولادة قيصرية..العراق الى نهائيات آسيا عبر بوابة فيتنام

566

تأهل منتخبنا الوطني بكرة القدم الى نهائيات آسيا والمرحلة الثانية من التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018 بعد ولادة قيصرية وفوز خجول على المنتخب الفيتنامي المتواضع بنتيجة 1 ـ صفر.
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع لمنتخب العراق الكروي هذا المآل بحيث يفقد صدارة مجموعة من أسهل المجموعات، إذ ضمت فرقا لم يسبق لها أن حققت انجازات تذكر، أما لمنتخب صال وجال في الملاعب الآسيوية وحمل كؤوسها فان فرقا مثل تايلند وفيتنام وتايوان لاتشكل عائقا أمامه، لكن ماحدث كان صدمة كبيرة ستعيد الحسابات من جديد وتعلن فشلا في المنظومة المسؤولة عن الفريق ابتداء بالاتحاد ومرورا بالحلقات الأدنى.حزن عميق
دخل الفريق العراقي اختبارات عدة أولها تغيير أكثر من مدرب، واختبار مجموعة من اللاعبين الذين لم ينجحوا في وضع الأسود على السكة الصحيحة وآخر الانتكاسات الكروية كان المستوى الهزيل الذي ظهر عليه الفريق أمام المنتخب التايلندي، برغم وجود أبرز اللاعبين المحترفين الذين تألقوا في الدوري المحلي، إلا أن الأسود اثبتوا ضياعهم في بحر التصفيات البسيطة (مدخلين) الجماهير الرياضية العراقية في حزن عميق نتيجة الانتكاسات المتكررة التي اوصلت كرتنا الى منحدر خطير لايمكن بعدها أن تعيد تألقها إلا بعد عملية (الفرمتة) الجذرية!!
مأزق كبير
وعن المستوى المتدني الذي ظهر عليه منتخبنا الوطني في مباريات التصفيات الآسيوية قال عضو اتحاد الكرة فالح موسى (لمجلة الشبكة العراقية) أن اتحاد الكرة العراقي يتحمل مسؤولية كبيرة في ضياع هوية الكرة العراقية، إذ أن جميع المعنيين بشؤون المنتخب سواء الاتحاد أو الجهاز الفني أو اللاعبين هم مسؤولون عن سمعة وتأريخ الكرة العراقية، لقد اشرنا في وقت سابق الى الكثير من الهفوات والأمور السلبية وسبق لي أن وضعتها على طاولة الاتحاد في اجتماعاته الدورية لكن عدم الأخذ بها واهمالها أوصلنا الى طريق حرج واوقعت كرتنا في مأزق كبير واظهرنا تخوفنا من مباراة تايلند نتيجة ما موجود على أرض الواقع من قضايا تدريبية وادارية غير صحيحة.
المسؤولية
المدرب والخبير الكروي عبد الاله عبد الحميد قال أن الجهاز الفني للمنتخب الوطني يتحمل المسؤولية الأكبر لنتيجة مباراة المنتخب أمام تايلند وخروجه متعادلا بهدفين حيث أن المسؤولية لا يتحملها فقط اللاعبون، بل الجهاز الفني الذي تقع عليه المسؤولية الكبيرة لما ظهر عليه اسود الرافدين من أداء لا يسر أحدا وعدم قراءة الخصم بصورة صحيحة فضلا عن الضغط النفسي وأسلوب اللعب الذي تغير من موقف الهجوم إلى التراجع الكبير في الأداء والمستوى وحدوث أخطاء بدائية كان من الممكن تلافيها بسهولة كبيرة إلا أن الأمور جاءت بصورة مغايرة، عموما الكرة العراقية تمر بمرحلة خطيرة، وتحتاج الى حل جذري سواء في الاتحاد أم نوعية المدربين واللاعبين.
الاتحاد هو السبب
بينما كان لمدرب فريق نادي النفط حسن أحمد رأي عندما قال: أن الاتحاد يتحمل مسؤولية التدهور الحاصل للكرة العراقية، هو من يسمي المدربين واختياراته تخضع للمجاملة فضلا عن عدم امتلاك أي خبرات علمية بالتخطيط وبرمجة أعمالهم لتطوير كرتنا وشاهدنا الانكسار حاصل منذ مجيئهم وبرغم ذلك لا يعترفون بفشلهم ولا يتقبلون خدمة الناس الاختصاص وتهميشهم للكفاءات ويتفاخرون بانجازات وهمية وخاسرة دمرت أجيالا من المواهب بسبب منتخبات التزوير والكابتن يحيى علوان ضحية مثلما كان قبله مدربون افشلهم الاتحاد بسياساته الخاطئة.
اتحاد سيئ
بينما كان للمدرب الدولي السابق هاي مطنش رأي عندما قال أن الهيئة العامة هي التي جاءت بأسوأ اتحاد وكذلك الاتحاد الذي جاء بالمدرب الأضعف على المستوى الفني ونتائجه خلال 6 سنوات والتي أبعد فيها من كل الأندية وأخيرا النزول بالمصافي الى الدرجة الثانية يكافأه الاتحاد على فشله بتسليمه المنتخب ولا استثني اللجنة الاولمبية التي تركت الحبل على الغارب للاتحاد ليعمل مايحلو له كيف يضع الاتحاد (ناس ليسوا) الفنيين مشرفين على المنتخب وهؤلاء لايعرفون ماذا يفعل المدرب؟ وهم يجهلون ابجديات كرة القدم.
اللاعبون أولا وأخيرا
الصحفي الرياضي مهدي العكيلي قال أن اللاعبين تمادوا وطغوا في غيهم وغرورهم ولذلك لم يلعبوا بحرص وتفان في جميع مباريات التصفيات لذلك كانت النتائج مخزية لكرتنا برغم توفير اﻻتحاد المعسكر التدريبي للفريق، فاللاعب يتحمل الجزء الأكبر للانتكاسات التي تحصل لكرتنا.
تخبط اداري
أما الصحفي الرياضي شكري محمود فقال: أن الجميع يشترك بما آل اليه وضع المنتخب العراقي، فان ما حصل من تداعيات لرحلة الفريق في التصفيات الآسيوية المؤهلة لم يكن صدفة، بل هو نتاج لتخبط اداري وفني، فالاتحاد العراقي يتحمل جزءا كبيرا منه بسبب تسميته للملاكات التدريبية غير المؤهلة لقيادة المنتخب وكذلك عدم استقرار الدوري الذي يتحمل الاتحاد تخبطته، ما أثر وانعكس سلبا على رحلة المنتخب ولاعبيه، أما الملاك التدريبي وهنا ليس المدرب وحده من نلقي اللوم عليه، بل كل الكادر التدريبي كان دون مستوى الطموح باستثناء مدرب اللياقة كونزاليز وكان أغلبية الشارع الرياضي معارضا لتولي د. يحيى علوان تدريب المنتخب وما حذر منه الاعلام والشارع العراقي قد حصل للاسف، لو عرجنا على اللاعبين أن البعض منهم لا يستحق التواجد بالمنتخب وتدخلت المجاملات وو… في تسمية اللاعبين وابعاد من يستحق التواجد في المنتخب وهنالك أسماء لها ثقلها وقدمت الكثير سواء في الدوري أم من المحترفين والمغتربين لم تشملهم الدعوة، كما أن البعض من اللاعبين الحاليين وصل الى مرحلة لا يمكنه أن يقدم مثلما كان عليه سابقا وعليهم أن يفكروا مليا بفكرة الاعتزال ليتركوا الفرصة للشباب من أجل تجديد المنتخب بدماء شابة تأخذ فرصتها.. كل تلك المسببات التي وقعت اثرت في وضع المنتخب الذي أصبح غير مطمئن وختاما فان الاعلام لا تخلو مسؤوليته مما حصل من تداعيات وانكسارات لكرتنا التي كانت بالامس القريب تتربع على عرش البطولات الآسيوية.