ثورة غضب في نادي الطلبة

1٬308

أحمد رحيم نعمة/

الطلبة، تاريخ وأسماء وإنجازات وجمهور عاشق لفريقه، اسم ارتبط بأقوى العروض الكروية في الملاعب المختلفة، لاسيما مشاركته المميزة في بطولة كأس الكوؤس الآسيوية وحصوله على مركز الوصيف بعد الفريق الياباني الذي كان يضم مجموعة كبيرة من لاعبي المنتخب الياباني، فضلاً عن حصوله على لقب الدوري العراقي خمس مرات.

جيل من عمالقة التدريب تناوبوا على قيادة مسيرة الأنيق، الذي فقد أناقته، لعل أبرزهم عمو بابا وجمال صالح ويحيى علوان وأيوب أوديشو وثاثر أحمد. وهم مدرسة تخرجت فيها أسماء لامعة في تاريخ الكرة، يأتي في مقدمتهم القناص حسين سعيد وعباس عبيد وحارس محمد وأبو الهيل وسهيل صابر ومحد ناصر وجمال علي وثائر أحمد ونزار أشرف ويحيى علوان ووميض منير وحبيب جعفر وعلي حسين ومهدي كريم واحمد صلاح وباسم عباس ويونس محمود ومجموعة كبيرة من النجوم، بحيث كان نصف المنتخب الوطني العراقي من الطلبة والقسم الآخر منتخب أولمبي، لكن الطلبة اليوم غير الطلبة الأمس، فهو يعاني أزمات مختلفة تضرب بقوة مستقبله الغامض.

الشبكة ارتأت أن تستمع إلى آراء عدد من النقاد والمتابعين عن قصة نادي الطلبة وأسباب تراجعه:

ثورة غضب

البداية كانت مع الصحفي الرياضي يوسف فعل الذي قال: تبعثرت أوراق الأنيق في فضاء الدوري، وتمزقت بعواصف سوء النتائج، وثارت ثورة الغضب ضد ادارة النادي بقيادة علاء كاظم الذي لم يجد الحلول المناسبة للخروج من الأزمة المالية الطلابية وفشل في ايجاد المنقذ بعد تخلي وزارة التعليم العالي عن توفير الدعم للفريق وتركه وحيداً يصارع طعنات الهزائم، وتمسك علاء كاظم بالكرسي بغض النظر عن النتائج.

انهيار الأنيق يؤثر على قوة الدوري ومنافساته لأنه من أضلاع المربع الذهبي للأندية الجماهيرية التي اذا مرضت أصيب الدوري بالوهن والتقهقر، فالطلبة عريق بإنجازاته ويمتلك من روعة التاريخ الكثير. ومن البطولات ما يفتخر بها أي فريق، فقد تخرجت في النادي نجوم لاتعد ولا تحصى من عمالقة الكرة والتدريب والإدارة، فالنادي مدرسة لتخريج الكفاءات والإبداع والتفوق في جميع الألعاب الفردية والجماعية، لذلك فإن تخلفه عن ركب الفرق يقلل من هيبة الدوري وقيمته الفنية ورقيّ المستوى.

يضيف فعل: أن تدهور الأنيق تتحمل مسؤوليته أطراف متعددة منها وزارة التعليم العالي وإدارة النادي واللاعبون، الوزارة أهملت النادي في الليلة الظلماء، وصبّت النار على الزيت بسبب عدم اقتناعها بعمل الإدارة، وإصرارها على عدم الإيفاء بالمستحقات المالية للنادي، طالما بقيت الادارة الحالية تدير دفّة أمور النادي. بذلك سلطت مطرقة العوز المالي الثقيل على رأس الأنيق، أما الادارة فإنها، بالمختصر المفيد، عليها الاستقالة لصعوبة العمل في ظل الأجواء المشبعة بقلة المال والمشاكل المتفاقمة مع الوزارة الداعمة للنادي والجمهور الغاضب على سوء النتائج، فإدارة علاء كاظم تعتمد على معونة الوزارة التي أقفلت الميزانية بالشمع الأحمر فتاهت الادارة في غياهب الديون.

المشكلة في الإدارة

فيما قال الصحفي الرياضي حسي الشمري: الكل يتحمل المسؤولية بنسب مختلفة ولكن الإدارة تتحمل الجانب الأكبر، إضافة إلى الاختيارات غير الموفقة للاعبين، فضلاً عن الملاك التدريبي الذي لم يحسن إدارة المباريات بالشكل السليم ولهذا تمت إقالة المدرب وتبقى المشكلة في الإدارة بسبب عملها السيئ.

الطلبة .. أكثر الأندية تغييراً للمدربين

الصحفي الرياضي محمد عجيل كان له رأي عن أحوال الأنيق عندما قال: الطلبة ومنذ فترة طويلة يعاني من مشاكل إدراية أثرت سلباً على نتائج الفريق، لأن الاستقرار الفني يرتبط بالاستقرار الإداري هذا أمر، الأمر الآخر أن الطلبة أكثر الأندية تغييراً للمدربين، ما أعطى انطباعاً لدى الكثيرين أن العلاقة الحميمة ربما تكون مفقودة بين الادارة والمدرب.

التمسك بالكرسي ( خراب)!!

بينما يذكر الصحفي نعيم حاجم: اذا ما أردنا أن نبحث عمن يتحمل مسؤولية هذا التراجع لفريق الطلبة فإن من المنطقي أن الاتهامات لم تذهب بعيداً عن إدارة علاء كاظم التي لم تحقق أي نجاح في أي اتجاه، حيث تم إلغاء الألعاب الأخرى وظل الأمر مقتصراً على فريق كرة القدم، وفي موضوع المنشآت الرياضية ظل ملعب النادي يعاني الإهمال، وفي الدوري لا يحتاج الموضوع إلى شرح جديد بعد كل ما تقدم.

كاظم يتحجج دائماً بالضائقة المالية، وربما نلتمس له بعض العذر في هذا الجانب، لكننا نقول مثلما يقول أي عاقل: اذا كانت الظروف أقوى منك وفوق طاقة تحملك فاترك النادي لأبنائه الآخرين لكي يجربوا قدرتهم على الأقل في قيادة الدفّة نحو شاطئ الأمان، بدلاً من التمسك بالكرسي الذي لن ينفع الطلبة، بل سيزيد الأمر سوءاً وخراباً.

ترك الكرسي لأبنائه

الصحفي الرياضي حسين عودة قال: مثلما يتحدث أي عاقل أنه اذا كانت الظروف أقوى من تحمّل رئيس النادي فعليه ترك النادي لأبنائه الآخرين لكي يجربوا قدرتهم في الأقل في قيادة الدفة نحو شاطئ الأمان، بدلاً من التمسك بالكرسي الذي لن ينفع الطلبة بل سيزداد الأمر سوءاً وخراباً وقد يحدث ما لا يتمناه كل عشاق الكرة العراقية وليس الأنيق فقط وهو أن نرى الفريق الطلابي وهو يهبط إلى دوري المظاليم.

ضائقة مالية

الصحفي الرياضي سيف المالكي: أجد أن السبب الأهم لفقدان الأنيق أناقته هي المشاكل التي تشوب عمل الادارة، فضلاً عن عدم اختيار جهاز فني قادر على قيادة الأنيق لناصية النجاح وتعاقد الادارة مع لاعبين لم يصلوا لدرجة النجومية بسبب الوضع المالي الذي يعيشه النادي، هذه الأسباب اجتمعت وأدت إلى فقدان الطلبة أناقته التي عرف بها.