جدّية اللاعب الأجنبي ولا مبالاة العراقي

900

أميرة محسن /

يتساءل المتابعون العراقيون للدوريات الأوروبية عن سر الفارق الكبير بين مستوى اللاعب العراقي والأجنبي، فاللاعب الأجنبي حتى لو تقدم في العمر، فإنه يزداد نشاطاً وحيوية، بينما ترى اللاعب العراقي في حالة يرثى لها حين يبلغ الثلاثين من عمره، يؤدي أداءً جيداً في مباراة ويخفق في (عشرين)! هذا التفاوت والتباين في المستوى استاء منه الكثير من متابعي ومدربي الكرة..
عن هذا الفرق في المستويات استطلعنا آراء بعض مدربي الأندية العراقية ولاعبيها، فكانت البداية مع مدرب فريق نادي النفط باسم قاسم الذي قال:
الثقافة الاحترافية لدى اللاعب الأجنبي أوسع منها لدى اللاعب العراقي المحلي، من حيث الاهتمام بزيادة الجرعات التدريبية والالتزام بتطبيق التوصيات التدريبية المناطة بهم من قبل الكادر التدريبي داخل الملعب وخارجه، كذلك مستوى الاستيعاب يكون أكثر لدى اللاعب الأجنبي من اللاعب المحلي العراقي.

لاعبنا يتأثر بالعامل النفسي
المدرب الشاب أحمد عبد الجبار مدرب فريق نادي الصناعات الكهربائية يقول: أعتقد أن اللاعب الأجنبي أكثر التزاماً من نواحٍ عدة، منها احترامه للوقت، وانضباطه التكتيكي داخل الملعب، فضلاً عن أنه أكثر ثقافة من حيث الاعتناء بالأمور الجانبية مثل التغذية والنوم وغيرها، أما لاعبنا العراقي فهو غالباً ما يتأثر بالعامل النفسي فتراه في قمة مستواه تارة، بينما ينخفض أداؤه بشكل مفاجئ تارة أخرى، هو يتاثر كثيراً بالاستثارة والدفاعية والحواجز وغيرها من الأمور المؤثرة في الجانب النفسي، وهناك فروقات من حيث التفكير والقوة الجسمانية واللياقة البدنية، وكذلك التدرج التدريبي الصحيح بالنسبة للاعب الأوروبي الذي يكاد ينعدم عند لاعبينا.
مستويات متفاوتة
حمادي أحمد مهاجم فريق نادي القوة الجوية قال: في المرتبة الأولى يأتي الالتزام والاحترام والانضباط والعمل باحترافية عالية من قبل اللاعبين. وأضاف أن اللاعب العراقي اذا التزم بما يمليه عليه المدرب سيكون بدون شك كاللاعب الأجنبي وربما أفضل، إلا أن أغلب لاعبينا لا يهتمون ولايطبقون هذه الوصايا، لذلك نجد أن معظم لاعبينا يظهرون بمستويات متفاوتة في المباريات.

فرق كبير
أما نجم المنتخب الوطني العراقي السابق هشام محمد فقال: الفروقات كبيرة وكثيرة، تبدأ من الأمور الثقافية والرياضية بصورة عامة، وتشمل الجانب البدني والنفسي والفني والفكري، لذلك لا توجد مقارنة أصلاً، فاللاعب الأجنبي مسلح بكل هذه الأمور، لكن اللاعب العراقي مع الأسف لا يملك سوى الغيرة داخل الملعب.

خطط سليمة
جلال حسن، حارس مرمى المنتخب العراقي، قال: أنا أرى أن الفرق بالفكر فقط، أي أن تأسيس اللاعب الأجنبي صحيح ومبني على خطط سليمة، فاللاعب الأجنبي منذ صغره مبني وفق برامج وضعت لنجاحه كي يستمر على نحو جيد.

ثقافة اللاعب الأوروبي
المدرب حيدر محمود يقول : هناك عناصر عدة للتفوق، منها أن يكون جميع اللاعبين من خريجي الأكاديميات والفئات العمرية، ويكون بناؤهم ليس في كرة القدم فقط، بل في كل شيء من حيث احترام المهنة والانضباط العالي وعدم الغرور والتعالي. إن المسألة الأهم لدى اللاعب الاوروبي هي بناء ثقافته، وهذا ما نفتقده في أغلب لاعبينا اليوم، كيف يحترم المنافس والجمهور والحكم، كذلك الفريق الخصم، وكيف يحافظ على نفسه ومستواه، وكلما بذل المزيد من الجهد كلما كان جيداً.

التعلّم من الصغر
فيما قال نجم دفاع نادي الطلبة سلام شاكر: إنها ثقافة الاحتراف، فاللاعب لابد أن يطور نفسه ويثقفها ويزيد من إمكانيته في الملعب، بل إن عليه أن يبتعد عن الأمور والظروف التي تحد من مستواه، كل هذه الأمور يُفترض أن يبدأ بها اللاعب منذ الصغر لكي يكون الأساس صحيحاً.

أساس غير صحيح
المدرب حسن أحمد يقول : لاعبنا المحلي يلعب بمزاجية، ينخفض مستواه ويرتفع، فهو لا يثبت على حال، وأغلب لاعبينا غير مستقرين في اللعب، فهم يتأثرون بكل شيء من حولهم لأن الأساس غير صحيح.

المحلي لا يقارن بالأجنبي
وأشار مدرب فريق القوة الجوية أيوب أوديشو الى الاختلاف عندما قال: إن الاختلافات واضحة ولا يختلف عليها اثنان، أولها البنية الأساسية والترتيب في أساسيات اللاعب، أي البدء من الفئات العمرية الى الناشئة، وهكذا كي يبنى اللاعب بناءً صحيحاً فضلاً عن الالتزام والتسلح بالثقافة الرياضية واتباع التعليمات من المعنيين.
ويضيف أوديشو: يرتبط مستوى لاعبينا انطلاقاً من الفئات الصغرى بالبناء غير السليم الذي يتلقاه اللاعب المحلي، ما جعله يجهل أبجديات التكتيك. هناك عوامل أخرى تتسبب في هذه القضية، فاللاعب المحلي لا يخضع لبرنامج استرجاع فعّال، ولا تتوفر الوسائل اللازمة لذلك، دون أن ننسى أيضاً أن اللاعبين في حد ذاتهم لا يتعاملون بطريقة احترافية في هذا الصدد، وليس لديهم برنامج خاص بالرياضيين، وهو ما يؤثر سلباً على حالتهم البدنية. إن مستوى اللاعب المحلي لا يقارن باللاعب الأجنبي، فمثلاً في مباريات داخل ملعبنا لا نشاهد ثلاث تمريرات متتالية، اللاعب المحلي يحتاج الى جهد كبير، أما الأجنبي فهو جاهز تكنيكياً وذهنياً ونفسياً، والمدرب يجد سهولة كبيرة في التعامل معه ومثال على ذلك الانسجام السريع بينهم في الملعب، لهذا يكون للّعبة طعم ونكهةٌ خاصة.