حارس مرمى المنتخب الكويتي السابق عبد الرضا عباس: حكام المباراة ظلموا المنتخب العراقي

279

بغداد ــ أميرة محسن/
تصوير: علي الغرباوي/
كان واحداً من نجوم العصر الذهبي للكرة الكويتية، التي أبدعت خليجياً وآسيوياً، ونجحت في التأهل بأول فريق عربي من قارة آسيا الى كأس العالم بكرة القدم.
يحظى (أبو صكر)، الاسم الذي يحبه ويناديه به أصدقاؤه ومحبوه، بشعبية كبيرة في العراق، تعززت بعد دورة كأس الخليج العربي التي أقيمت في البصرة. (مجلة “الشبكة)” العراقية التقت أبا صكر في هذا الحوار الذي تطرق فيه الى العديد من الذكريات والملفات الرياضية المهمة…
*أصبحت جماهيريتك طاغية في كل أنحاء العراق..
-أولا أنا أشكر الأخ علي نوري، الذي اتصل بي واتفقنا على أن أكون من ضيوف البرنامج، فأنا عندي معلومات وثقافة عالية جداً عن الآثار والعتبات المقدسة في العراق، وطيبة وكرم أهل العراق، وأول زيارة كانت لي مع الفريق الكويتي في بطولة خليجي 5 سنة 79 وكنا في ذلك الوقت لاعبين، وظل حبي لبغداد والعراق وشوقي لزيارته كبيراً، حتى حانت الفرصة في خليجي البصرة حين اطلعت أكثر على تاريخ العراق وأصبحت من المحبين لأهل العراق والبصرة وبغداد، والجميل في هذا كله هو الجمهور العراقي الذي أستقبلني كلاعب منتخب سابقاً، وكويتياً، وأنا كنت احتاج عند دخولي لموطئ قدم في العراق.
*ماذا تقصد بموطئ قدم؟
-يعني أن أكون موجوداً في الساحة والشارع العراقي الرياضي، من هنا عشقت العراق والعراقيين الذين يشعرون الشخص بأنه واحد منهم، واستطعنا أنا والأخ علي نوري وعدد من الزملاء الخليجيين والعرب إيصال رسالة الى المجتمع الخليجي بأن المجتمع العراقي الذي استقبلنا وتقبلنا قبولاً جيداً، إنما هو حب وتقدير لنا، وكنت ألتقي بعض المسؤولين الرياضيين وأعمل لقاءات وأبعثها لكي أنقل الصورة الصحيحة عن العراق وشعبه، فكانت رسالتنا جميلة واجتماعية في المقام الأول.
الجواهري والسياب
*هل صحيح أنك قلت “سوف آتي مشياً إذا أصبح خليجي 25 في البصرة؟”
ــ نعم، هذا وعد قطعته على نفسي منذ سنوات.. وهو رسالة مجازية للمجتمع الخليجي، وللذين يقولون إن العراق غير آمن ويخافون الذهاب إليه، قلت لهم سوف أذهب مشياً على الأقدام، كدليل على الأمن والأمان في العراق، وقد كنت صريحاً وواضحاً منذ البداية في أن أقدم شيئاً للعراق، ولهذا الشعب الطيب الذي اعتبره شعباً حبيباً، وبالتالي يجب علينا كرياضيين أن ندعم ملف عودة العراق الى الوسط الرياضي والساحة الرياضية، لأنها عودة القوة للكرة الرياضية والخليجية والعربية والآسيوية، فوجود العراق على الساحة الرياضية قضية مهمة جداً لا يستطيع أحد أن يجادل فيها، لأن العراق هو من أعطى الأهمية لدورات كأس الخليج، لذا فإن من واجبنا كرياضيين أن ندعم الملف العراقي، ورأينا أنه يجب أن يكون هذا الملف في البصرة، لما لهذه المدينة من مكانة اجتماعية وتاريخية.
*وكيف تصف مشاعرك لحظة وصولك الى العراق؟
ــ كنت سعيد جداً حين وصولي الى صفوان، وكان هناك استقبال كبير وفرحة كبيرة، ومن هنا أتت هذه الرسالة الجميلة التي تبعتها رسائل أجمل، ومازال الشعب العراقي يشيد بخطوة خليجي 25 في البصرة، ومازالت لها الأصداء في كل مكان.
* أنت متهم بإقامة صداقات مع المسؤولين العراقيين..
-هذا الاتهام بحكم احترامي المسؤولين العراقيين، والبصريين على وجه التحديد، لأفكاري وآرائي التي أقولها بمحبة ووضوح، وكان لي حديث شيق وممتع مع محافظ البصرة الأستاذ أسعد العيداني تبادلنا فيه الأفكار والرؤى.
*من خلال مشاركاتك في معظم الفعاليات الرياضية.. هل تعتقد أن خيمة 25 كانت الأجمل؟
-للأمانة أقول إن بغداد هي حديث العرب الذي له ثقل ووزن، وإن البصرة هي فرع وأم العراق، لكن لبغداد أثر تاريخي، وليس مجاملة عندما أتذكر بغداد أرى التاريخ، الجواهري والسياب والرصافي، عمالقة العراق الكبير، وما يسعدنا أنه بعد الاحداث والحروب عاد العراق بخير كوردة متفتحة تتلاقفها الأجيال اليافعة، بدأت تزدهر من جديد.
ثمار خليجي بصرة
*ماذا حققت خليجي 25 للعراق؟
-خليجي 25 أخرجت العراق الى النور، الى شاطئ الكورنيش الجميل، وأصبح الاهتمام بالرياضة أكثر، شعبياً وحكومياً، حتى أن الجواز العراق تقدم خطوات، وصارت العملة العراقية أكثر ثباتاً، كما أن المنتخب العراقي أعاد هيبته وعاد الى منصات التتويج من جديد، والانتصار فتح الأبواب التي كانت مجهولة لدى كثير من الخليجيين، وبالذات الكويت، واليوم نسب السيّاح الكويتيين والخليجيين ارتفعت الى 85 بالمائة، وأيضاً السياسة الجديدة في العراق جعلت العراق في مرتبة عليا وفتحت الأبواب لكل الأشقاء الخليجيين والعرب، اليوم بات العراق بوابة مفتوحة للعرب والخليج.
*لماذا لم تشهد الكرة الكويتية تطوراً يوازي تاريخها؟
ــ السبب الكبير هو تدخل السياسيين في الرياضة، وعدم اهتمام الدولة كما تفعل دول الخليج مثل قطر والسعودية والإمارات، لذا فإن على الحكومة تغيير النهج والنظام في الكرة الكويتية، إذ نحتاج الى قوانين جديدة، الى تغيير النمط الإداري في الأندية وتغيير الأندية كل دورتين. كما أن أحد أهم أسباب فشل الكرة الكويتية هو سيطرة بعض الأفراد على فرق الأندية المحلية وكأنها أصبحت ملكاً لهم، وهي قضية خطيرة جداً، كذلك عدم قدرة الدولة على التدخل في السيطرة على الرياضة، بالتالي عدم تفوق وتقدم الأندية، إذ ليست لها مخرجات ولا تستطيع أن تقدم لاعبين موهوبين، بينما حين وصلنا الى كأس العالم كانت الدولة تدير الرياضة، واليوم الأفراد هم من يديرون الرياضة بسبب الأنظمة الموجودة حالياً.
الحكام ظلموا العراق
*كيف شاهت بطولة كأس آسيا؟
-كانت بطولة آسيا متوسطة فنياً الى حد ما، ونحن نعرف أن هناك جانباً استثمارياً، كذلك مراضاة للاتحاد الآسيوي، إذ يراضون كل الاتحادات الآسيوية لكي يعودوا مرة أخرى لرئاسة الاتحاد، لذلك أرى أن ذلك أفشل البطولة الآسيوية، واذا استمروا على نفس النهج فإن الكرة ستخسر الكثير.
*كيف رأيت التحكيم؟
– أراه لم يرتقِ بهذه البطولة، كان تحكيماً موجهاً (فيه تدخل).
*ماذا عن خروج المنتخب العراقي من البطولة؟
-كان ذلك كارثة، وكان التحكيم في أسوأ حالاته، إذ ظلموا المنتخب العراقي الذي كان يجب أن يستمر في البطولة. لقد كانت الجماهير العراقية ملح البطولة، من جمهور الى لاعبين الى إعلام، لكن التحكيم للأسف الشديد حال دون تواجد العراق.
*كيف وجدت العراق؟
-العراق جميل بأهله، لقد أصبح بلدي الثاني، حيث أجد الأمن والأمان لدي الكثير من الأصدقاء هنا في كل العراق.
*مواقف طريفة مرت بك؟
– الإحراج في بغداد أو البصرة كان في (العزائم)، التي تحرجني كثيراً، إذ لا أستطيع أن أرد (العزومة)، في اليوم أتغدى اكثر من مرة سمك ورز وقوزي، وأنا رياضي أتمرن كل يوم ويكون طعامي قليل جداً.. الآن انا لم أمارس لرياضة منذ شهر تقريباً.
*خليجي 26 هل ستقام في الكويت؟
-نعم، والاستعدادات على قدم وساق.
*كلمة أخيرة..
-انا سعيد جداً في هذا البلد الطيب الكريم.. شكرا لك ولمجلة “الشبكة العراقية”.