حكّام الكرة العراقية.. اعتداءات متكررة وسط صمت الأندية!
بغداد / أحمد رحيم نعمة
منذ فترة ليست بالقصيرة وحكام الكرة العراقية يعانون خلال قيادتهم مباريات الدوري الكروي، سواء في دوري النجوم أو الممتاز، إذ كثيراً ما تعرضوا إلى التهديد والسب من قبل الجماهير المحبة لأنديتها، فضلاً عن شكواهم من عدم تسديد أجورهم التحكيمية. أمور كثيرة رافقت مسيرة الحكام العراقيين خلال الفترتين الماضية والحالية، حتى وصل الحد ببعض الحكام إلى ترك عملهم التحكيمي بسبب هذه المنغصات والاعتداءات المستمرة عليهم.
آخر هذه الاعتداءات العلنية كان من قبل أحد الجماهير ضد الحكم الدولي حسين فلاح، إذ قام المشجع برمي حجر كبير استقر في رأس الحكم حسين فأسقطه أرضاً مع نزيف قوي في الرأس، لتجرى له عملية بأحد عشر (خياط) في الرأس. حدث ذلك على ملعب كربلاء في مباراة دهوك وكربلاء ضمن دوري النجوم.
لكن لم يبد أي كان الاهتمام ومتابعة القضية، ما جعل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يوعز بمتابعة قضية الحكم حسين، كونه سفيراً للعراق خلال قيادته المباريات الخارجية.
الحلقة الأضعف
يقول الحكم الدولي السابق حسين تركي: حقيقة ومن دون مجاملة، تألق الحكم العراقي خلال قيادته المباريات الخارجية والداخلية، بل أثبت جدارته، وبشهادة اللجان العربية والآسيوية، إلا أن حكامنا يعانون الأمرّين في الدوري العراقي، حيث اعتبروا الحلقة الأضعف في مفهوم كرة القدم، وهو بالطبع مفهوم خاطئ لايمت لكرة القدم العراقية بأية صلة، تلك الكرة التي أنجبت خيرة الحكام على مدى السنين الطوال، فضلاً عن الأسماء اللامعة. مضيفاً: أن الاعتداءات على الطواقم التحكيمية ليست وليدة اليوم، فقد حصلت مشكلات كثيرة للحكام في الدوريات الماضية، ولم يتم الحزم فيها من قبل المعنيين، وآخرها الاعتداء على الحكم الدولي حسين فلاح، الذي شاهده الجميع خلال النقل المباشر على التلفاز في مباراة كربلاء ودهوك، فالمشجع الرياضي عندما يذهب إلى الملعب لمناصرة الفريق الذي يشجعه فإنه بلا شك سيهتف ويؤازر فريقه، حتى إن كان متأخراً في المباراة، سعياً إلى بث روح الحماسة في نفوس لاعبي فريقه من أجل تقديم المستوى العالي، وبالتالي تحقيق الفوز في المباراة، لكن في بعض الأحيان تحدث أمور غير طبيعية خلال سير المباراة، ربما يكون سببها مدربو ولاعبو الفريقين، وفي الأغلب تكون الجماهير المؤازرة لفرقها السبب الرئيس في المشكلات التي تحدث. ففي الموسم الكروي العراقي الحالي رافق مبارياته الكثير من أعمال شغب الجماهير، كالاعتداءات على الطواقم التحكيمية، هنا لابد من إصدار عقوبات سريعة ضد مفتعل المشكلات من أجل نجاح الدوري.
عقوبات صارمة
أما الصحفي الرياضي محمد مخيلف فيقول: من دون شك أن ما تعرض إليه الحكم الدولي المساعد حسين فلاح من اعتداء سافر، يعد تعدياً على كرة القدم العراقية وعلى جميع الحكام، وهو عمل يجب أن يلاقي أشد العقوبات الصارمة، سواء على مستوى المحاكم العراقية أو على مستوى المؤسسات الرياضية العراقية. في البداية علينا أن نعترف أن مثل هذه الأفعال غير المسؤولة لا تمت بصلة إلى الروح الرياضية التي يحرص الجميع على ترسيخها في ملاعبنا، كما أنها تعد تعدياً على سيادة القانون والأخلاقيات الرياضية، وتهدد سلامة مَن يعملون في المجال الرياضي بشكل عام، ويجب أن تتخذ بحق من قام بهذا الفعل جميع الإجراءات القانونية الرادعة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل. لذلك على اتحاد الكرة اتخاذ قرارات سريعة بحق المشجع الذي قام بالاعتداء على الحكم المساعد حسين فلاح بأسرع وقت ممكن، لأن قرار حكام الكرة بالاعتذار عن قيادة مباريات الجولة الثالثة عشرة من دوري نجوم العراق يشكل خطراً حقيقياً يهدد مسابقة الدوري.
من أمنَ العقاب أساء الأدب
فيما يرى الصحفي الرياضي نعيم حاجم : أن السبب الرئيس الذي يقف وراء حدوث أعمال الشغب والاعتداء على الطواقم التحكيمية في الملاعب هو غياب الثقافة الرياضية لدى الكثير من الجمهور، وهذا ما أسهم في انتشار حالات سلبية، أبرزها الاعتداء على الحكام، سواء بالألفاظ النابية أو التجاوز بصورة مباشرة، وهذا أمر تتحمل مسؤوليته جهات عدة، أبرزها القوات الأمنية المسؤولة عن أمن الملاعب، أو اتحاد الكرة الذي يصدر قرارات بالضد من أفراد تابعين للروابط الجماهيرية ويتراجع عنها، وهذا ما يحصل في كل مرة، فمن أمنَ العقاب أساء الأدب. لذا يجب أن تكون القرارات الصادرة بحق هؤلاء نهائية وأن يتم منعهم من دخول الملاعب بشكل نهائي، مع إكمال الإجراءات الأخرى بحقهم في المحاكم العراقية.