خيسوس كاساس الإسباني هل يعود بالكرة العراقية إلى سكة الانتصارات ؟

396

أحمد رحيم نعمة /

منذ عام 2007 ولغاية اليوم، مرت الكرة العراقية بإخفاقات كبيرة، بل أصبحت محطة عبور للمنتخبات في البطولات العربية والآسيوية، بعد أن كانت تعتلي الصدارتين العربية والآسيوية في الثلاثة عقود ماضية. وقد أشرف على تدريب المنتخب العراقي خلال الفترات السابقة العديد من المدربين الأجانب كان آخرهم الهولندي أدفوكات، لكن الجميع أخفقوا في تحقيق إنجازات لكرتنا التي مازالت تراوح في مكانها.
كاساس يقود الأسود في خليجي 25
بعد طول انتظار وبحث، جرى اختيار المدرب الإسباني كاساس لتدريب المنتخب الوطني في رحلته المقبلة، إذ جرى توقيع العقد معه بصحبة كادره الفني المساعد، وسيقود الأسود في بطولة خليجي 25 التي ستقام مطلع العام المقبل في محافظة البصرة. كاساس حضر الى بغداد لمتابعة دوري الكرة العراقي الممتاز من أجل اختيار اللاعبين الذين يستحقون اللعب ضمن المنتخب، وقد شاهدت الجماهير الرياضية العراقية المدرب الإسباني وهو يتابع الدوري العراقي، سواء في بغداد او المحافظات، فهل ينجح كاساس في قيادة الأسود والعودة بالفريق الى سكة الانتصارات؟ هذا ما ستفصح عنه الأيام المقبلة، ولاسيما مشاركة المنتخب في بطولة كأس الخليج التي ستنطلق في الأسابيع القليلة المقبلة..
عن إمكانية المدرب الإسباني ومدى قدرته في قيادة المنتخب الوطني وهل ينجح في مهمته، “مجلة الشبكة العراقية” التقت العديد من المدربين واللاعبين الذين تحدثوا عن مستقبل الكرة العراقية في ظل قيادة المدرب الإسباني وهل أن بإمكانه العودة بكرتنا الى الأضواء، أم أن الحال سيبقى على ما هو عليه مكملاً لإخفاقات المدربين الأجانب الذين سبقوه ….
المدرب ثائر محمد أكد على إمكانية نجاح المدرب الإسباني في مهمته مع المنتخب، إذ قال : “لا ننكر أن جميع المدربين الأجانب الذين أشرفوا على قيادة المنتخب في الفترة السابقة أخفقوا في قيادة الأسود، بل أضاعوا فرصة كانت سانحة لتأهل العراق الى نهائيات كاس العالم، فقد كانت مجموعة منتخبنا في التصفيات الآسيوية سهله جداً، لكن المدربين أضاعوها بسبب الاختيارات الخاطئة في نوعية اللاعبين والخطط غير الصحيحة التي أدت الى إخفاق منتخبنا في مبارياته.” وأضاف: “نتمنى على المدرب الجديد الإسباني خوسيوس كاساس أن يقرأ بتمعن نفسية وإمكانية اللاعب العراقي، إذ أن الساحة الكروية العراقية مليئة بالمواهب الكروية. وقد نجح هذا المدرب منذ بداية تسلمه المهمة عندما حضر مباريات الدوري وهو يبحث عن المواهب الكروية، وهذا شيء يسعدنا من أجل بناء منتخب وطني قوي قادر على مقارعة المنتخبات الآسيوية، إن شاء الله ينجح في مهمته ويعود بالكرة العراقية الى أمجادها.. نتمنى ذلك.”
تخطيط ناجح
فيما عبّر المدرب عبد الإله عبد الحميد عن تفاؤله بتسليم مهمة تدريب المنتخب العراقي الى الإسباني كاساس، وقال: “الحقيقة أن الجميع متفائلون بهذا المدرب، فهو منذ الوهلة الأولى منهمك في إعداد منتخب قوي قادر على تخطي المنتخبات العربية والآسيوية، والدليل على عمله الناجح هو حضوره مباريات الدوري لاختيار اللاعبين المميزين، أعتقد أن هذا المدرب حريص على اختيار اللاعبين، مع أنه لغاية الآن لم يجد اللاعبين الذين سوف يعتمد عليهم في تشكيلته، لأنه غير مقتنع بالمستوى الذي يقدمه اللاعبون في الدوري، فقد سمعته يقول إن مستويات اللاعبين الذين يلعبون المباريات في الدوري غير جيدة إطلاقاً، ولابد لنا من الانتظار لأننا نريد لاعبين نعتمد عليهم في المباريات الرسمية.” وأضاف عبد الإله أن “المرحلة الماضية كانت عصيبة على الكرة العراقية من خلال الإخفاقات المستمرة التي رافقتها خلال البطولات العربية والآسيوية، على الرغم من إناطة المهام التدريبية الى مدربين أجانب، لكنهم لم ينجحوا في تحقيق إنجازات للمنتخب العراقي، نتمنى أن ينجح المدرب الإسباني في مهمته التدريبية، ولاسيما أن كادره المساعد كان قد عمل معه منذ فترة طويلة، وهم بلاشك سيكونون حالة واحدة في البحث عن الأسلوب الناجح للكرة العراقية، أملنا كبير في نجاح الجميع من أجل إفراح جماهيرنا العراقية التي حبست فرحة الانتصار منذ مدة من الزمن.”
النجاح بعد المعاناة
أما اللاعب الدولي السابق طالب عبد اللطيف فقد قال: “الكرة العراقية عانت الأمرّين في الفترة السابقة، نتيجة الإخفاقات المستمرة، بل أصبح منتخبنا من أضعف المنتخبات العربية، إذ يمكن اجتيازه بكل سهولة بسبب الاختيار الخاطئ للاعبين من قبل الكوادر التدريبية التي أشرفت على تدريب المنتخب، سواء من المحليين أو الأجانب، مع أن اختيار الكادر الإسباني الذي يقوده كاساس لغاية الآن مازالت صورته مبهمة، لكن يمكن أن يتبين ذلك في بطولة كأس الخليج التي ستقام في البصرة، حيث سيتوضح كل شيء من خلال التشكيلة التي سوف يختارها المدرب الإسباني. بعض جماهيرنا تبدو مطمئنه لهذا المدرب الذي وضع في أولويات عمله مهمة اختيار اللاعب الأجدر بارتداء فانيلة المنتخب، وهذا العمل يصب في خدمة الكرة العراقية، إذ لابد من اختيار اللاعبين (السوبر) من أجل تحقيق الانتصارات للكرة العراقية والعودة بقوة الى سكة الإنجازات. كلنا شاهدنا مباريات كأس العالم في قطر وكيف تطورت الكرتان العربية والآسيوية بشكل مثير، والدليل فوز المنتخب السعودي على أقوى منتخب في العالم، المنتخب الأرجنتيني، كذلك فوز منتخب تونس على بطل كأس العالم للنسخة الماضية المنتخب الفرنسي. الحقيقة أن المنتخبات العربية تطورت، بينما ظلت الكرة العراقية في تراجع مخيف. يبقى أملنا كبيراً في المدرب الإسباني بالعودة بأسود الرافدين الى سابق عهدهم عندما كانت كرتنا تتسيد البطولات العربية والآسيوية.”