دورة الألعاب الآسيوية المقبلة..هل تغطي على إخفاقات الاتحادات في الدورة العربية؟
بغداد / أحمد رحيم نعمة/
سبع ميداليات ذهبية فقط! هي حصيلة العراق في دورة الألعاب العربية التي اختتمت مؤخراً في الجزائر، ليحتل العراق المركز التاسع في قائمة الأوسمة. وقد تحققت أكثر الأوسمة الذهبية في لعبة واحدة هي المصارعة. وإذا نظرنا إلى مستوى الإنفاق المالي للرياضة، نعتقد أنه كان كبيراً بالمقارنة مع دول عربية مثل الأردن وتونس والمغرب وسوريا، التي تفوقت في حصيلتها الذهبية على العراق. أين ذهبت هذه الأموال؟
هل من رقيب على الاتحادات الرياضية التي على ما يبدو أنها تدار بعقليات لا صلة لها بالتخطيط والإنجاز؟ ومن المسؤول عن إخفاقات منتخباتنا الرياضية الوطنية لجميع الألعاب في الدورة العربية بالجزائر، الوزارة الشبابية أم الأولمبية أم الاتحادات؟
فاذا كانت منتخباتنا الوطنية لم تحقق ما يطمح إليه الوسط الرياضي، فكيف بها وهي تدخل المعترك الآسيوي الصعب في دورة الألعاب الآسيوية التي ستقام في الصين خلال الشهر المقبل.
عن إخفاقات الألعاب الرياضية العراقية في الدورة العربية في الجزائر، والمشاركة المقبلة لمنتخباتنا في الدورة الآسيوية، تحدث العديد من المعنيين بالشأن الرياضي. وكانت البداية مع النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية الدكتورعقيل مفتن الذي تحدث قائلاً:
مشاركة نوعية في الألعاب الآسيوية
الحقيقة أن المكتب التنفيذي للّجنة الاولمبية الوطنية العراقية غير راض عن الذي تحقق في دورة الألعاب العربية التي اختمت مؤخراً في الجزائر، لذلك فإن اللجنة الأولمبية ستكون لها جلسة مكاشفة وإعادة تقييم شامل مع إدارات الاتحادات التي أخفق رياضيوها في منافسات دورة الألعاب العربية. وأضاف أن العراق سيشارك بوفد نوعي في دورة الألعاب الآسيوية المقبلة، التي من المؤمل انطلاقها في مدينة هانغتشو الصينية الشهر المقبل، فالمكتب التنفيذي عازم على أن تكون المشاركة القارية نوعية لا كمية من خلال اختيار الرياضيين القادرين على ارتقاء منصات التتويج الآسيوي، ندرك جيداً حجمنا الرياضي آسيوياً، ونعرف أرقام رياضيينا، لكننا نطمح إلى تعزيز موقفنا بالتركيز على ألعاب بعينها ومن الله التوفيق.
لابد أن تعيد اللجنة الأولمبية حساباتها مع الاتحادات
كما تحدث رئيس الوفد الإعلامي للدورة العربية في الجزائر الصحفي جعفر العلوجي قائلاً: في الدورة العربية أعاد أبطال المصارعة والملاكمة ورفع الأثقال الروح الى وجودنا في الدورة العربية، أجد أن من المهم جداً أن تعيد اللجنة الأولمبية الوطنية حساباتها مع الاتحادات التي كانت تتبجح بجاهزيتها، وكانت تستنزفنا بمعسكراتها وإعداداتها التي تكشفت عن لا شيء يذكر في الدورة العربية، وباتت نتائجها مخجلة أمام جماهيرنا أولاً وأمام من يرسلهم للمشاركة، ومن غير المنطقي والمقبول إطلاقاً أن يكون التعامل مع الاتحادات مستقبلاً على مسافة واحدة ما لم تتغير النتائج وواقع انتشار الألعاب التي خيبت أملنا، ولم تثمر مشاركاتها في الدورة العربية سوى عن حلولنا في ذيل قائمة المشاركين. بالمقابل فإن من قدم وتوج واعتلى منصات الشرف لابد أن يكون التعامل معه إيجابيا بالقدر الذي لمسناه منهم، ودعمهم من قبل أعلى المستويات لتعزيز إنجازاتنا في المستقبل، هذه الحقيقة الراسخة تدور في مخيلتنا وعقولنا جميعاً دون أن نتجنى على أحد بخلاف الحقيقة الماثلة على الأرض، فلا مجاملة تذكر، ومن المعيب جداً أن نجد من يجامل ويختلق الأعذار أمام ميدان المنافسة الصريحة الذي يشبه قاعة الامتحان والمرور فيها لمن يجتهد وينجح ولاعزاء للفاشلين .
اتحادات بائسة
أما الصحفي الرياضي القدير فيصل صالح فقال: قراءة متأنية في المشاركة العراقية بدورة الألعاب العربية لمعرفة عمن يتحمل مسؤولية الإخفاق لدى معظم الاتحادات الرياضية التي شاركت في منافسات هذه البطولة، التي كشفت المستور المعروف في عمل هذه الاتحادات البائسة. من وجهة نظري المتواضعة أقول إن المسؤول الأول عن هذا الإخفاق هو ذلك الذي كان ومازال ينظر من خلال (واقع مرير)، ولاسيما أنه شخصياً قد لعب دوراً في حدوثه، فقد تسلل إلى الاتحادات الرياضية الكثير من الفاسدين والفاشلين وسراق المال العام، وتغول هؤلاء أكثر عندما صدر قانون اللجنة الأولمبية، الذي منح الاتحادات الرياضية استقلالية مالية وإدارية وفنية، وأصبحت ارتباطات هذه الاتحادات مع اتحاداتها الدولية وليس مع اللجنة الأولمبية، التي يحاول مكتبها التنفيذي، وفي مقدمته الدكتور عقيل مفتن أن يدفع الاتحادات لتحقيق إنجاز رياضي عراقي من خلال مساعدة هذه الاتحادات في إقامة المعسكرات التدريبية وتذليل الصعوبات الإدارية أمام المشاركات العراقية، معتمداً في ذلك على دعم كل رياضي عراقي يحقق الإنجاز في البطولات التي يشارك العراق فيها ومن (جيبه الخاص) وليس من خزينة الدولة التي كانت ومازالت منهوبة من أصحاب النظريات الرياضية الفاشلة.
أخفقت عربياً فكيف بها آسيوياً..؟
آخر المتحدثين كان المدرب محمد علي الذي تحدث قائلاً: أعتقد أن اتحادات المصارعة، والملاكمة، وكرة اليد، ورفع الأثقال، والجودو، هي الاتحادات الوحيدة التي تستحق المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية التي ستقام في الصين خلال شهر أيلول المقبل، إذ إن بقية الاتحادات لن تقدم ولن تؤخر في الألعاب الآسيوية في الصين، بل ستكون المراكز الأخيرة من نصيب منتخباتنا بدون أي نقاش، فهي أخفقت عربياً فكيف بها آسيوياً؟