دوري الكرة العراقي.. صاعد.. نازل

186

أحمد رحيم نعمة /

انتهت -قبل أيام- مباريات الدور18 من المرحلة الأولى للدوري الكروي العراقي الممتاز، بعدم استقراره على متصدر، فدور يكون الزوراء فيه متصدراً، ويوم آخر للقوة الجوية، ومن ثم يصبح الطلبة متصدراً الدوري. وهكذا تتغير في كل مرحلة قائمة الفرق، والسبب في كل ما يحدث هو تقارب مستويات الفرق المشاركة في الدوري، إذ حتى حينما يلعب متذيل قائمة الفرق مع المتصدر، تحسم النتيجة أحياناً للفريق الذي يحتل المركز الأخير.
المباريات التي خاضتها الأندية لغاية الدور 18 لم تكن بالمستوى الذي يفرح المتابعين للدوري العراقي، فقد كان هناك الكثير من المباريات المملة، إذ لا مستوى ولا أداء، سواء من الفرق الجماهيرية أو الفرق الأخرى، بل لم تظهر مواهب كروية خلال المباريات، برغم حضور المدرب الإسباني كاساس وكادره التدريبي المساعد بعض المباريات، إلا أنه لم يقتنع بالمستويات التي يقدمها اللاعبون في المباريات، ما جعله يفكر في متابعة اللاعبين العراقيين المغتربين، عسى أن يجد من يسد بعض الفراغات في المنتخب الوطني العراقي، الذي تنتظره مهام خارجية مهمة، منها تصفيات كأس العالم وبطولة كأس آسيا.
عن انحسار المواهب في الدوري الكروي الممتاز والمشكلات الذي تعتريه وأمور أخرى، حدثنا عنها عدد من المدربين واللاعبين، وكانت البداية مع المدرب الوطني السابق حسن أحمد الذي تحدث قائلاً:
مستوى متذبذب لمعظم الفرق
“منذ أن انطلق الدوري الكروي الممتاز وحتى نهاية الدور 18، لم تستقر الفرق في أدائها لأسباب كثيرة، أولها الاختيار الخاطئ لبعض اللاعبين، كما أن تبديل الكوادر التدريبية كان من تلك الأسباب ، كذلك فإن الجماهير المحبة لهذا النادي او ذاك لها تأثير على اللاعبين.. كل هذه الأمور اجتمعت في دوري الموسم الحالي فأصبح المستوى المتذبذب عنوان المباريات لدى معظم الفرق المشاركة في الدوري. كذلك شهدنا في الأدوار الأخيرة بعض المشكلات داخل وخارج الملعب، ألقت بظلالها على مستوى الفرق. هذه الأمور حين تأتي مجتمعة تؤثر طبعاً على مستوى الكرة العراقية. نتمنى أن ترتفع وتيرة المنافسة القوية بين الفرق من أجل بروز المواهب التي لم تفصح -لغاية الآن- عن إمكانياتها، أملنا كبير في أن يكون المقبل أفضل، سواء في الأداء أو النتائج.”
مباريات الفرق الشعبية أقوى!
فيما قال مدرب حراس المنتخب الشبابي سابقاً جابر محمد: “الدوري الممتاز لغاية الآن لم يظهر لنا صورة البطل، ولاسيما أن بعض المباريات التي خاضتها الفرق بدت كأنها مباريات لفرق شعبية، بل ربما تكون مباريات الفرق الشعبية أقوى منها بكثير، إذ لا طعم ولا أداء ولا ومستوى! برغم توفر الملاعب الحديثة لدى غالبية الأندية، لكن المستوى العام ظل هابطاً بسبب عدم ظهور مواهب تفرح الجماهير التي تحضر المباريات، عدا بعض الأندية المعروفة التي تقدم أداء جيداً في المباريات، كالقوة الجوية والطلبة والزوراء والشرطة، مع أنها في بعض المباريات تحرج أمام الفرق الأخرى، بل قد تفقد نقاطاً مهمة بسبب المستوى غير الثابت. هذه الأمور تؤثر بالتأكيد على مستوى الكرة العراقية، وإذا بقي الدوري ضعيفاً، فبدون شك سيكون منتخبنا في حالة غير جيدة. والشيء المحزن في الأمر أن مدرب منتخبنا الوطني كاساس يبحث عن المواهب في الدوري، لكنه لم يجد ما يريده بسبب ضعف امكانيات غالبية اللاعبين في الدوري، إذ أن الأدوار التي مرت على الدوري العراقي كانت غير جيدة من حيث الأداء غير المقنع لدى غالبية الفرق المشاركة.”
مستوى الدوري صفر!
من ناحيته.. تطرق المدرب محمد علي إلى موضوع بحثنا وما تعانيه بعض الفرق والأزمات الملازمة لهم إذ قال إن “غالبية فرق الدوري تعاني من نقص كبير في الأمور المالية، بل إن بعض الأندية استغنت عن مدربيها وبعض لاعبيها بسبب عدم توفر السيولة المالية، هذا الأمر أحد أسباب هبوط مستوى الفرق. كما أن بعض الأندية تعاقدت مع لاعبين من خارج العراق، لم يكونوا بالمستوى المطلوب، لذا كان تأثير التعاقد (الإفلاس) ! أمور كثيرة أسهمت في تردي وضع الدوري العراقي، كما أن للجانب التحكيمي شوطاً في هذه (الزوبعة) من خلال الأخطاء التحكيمية، التي كانت عبئاً كبيراً على بعض الأندية، والأمر المؤسف الذي شاهدناه في الأدوار القليلة الماضية المعارك والمشكلات التي حدثت في الملعب، وفي أماكن المدربين أيضاً، التي كان لها تأثير كبير على مستوى الفرق داخل المستطيل الأخضر، برغم العقوبات التي وجهها اتحاد الكرة للأندية التي تفتعل المشكلات داخل الملعب، لكن تلك المشكلات زادت عن حدها في الآونة الأخيرة، والمسبب فيها إما اللاعب أو المدرب، من خلال اعتراضهم على الحكم او استفزاز جماهير الفريق المنافس، عندها تمتد تلك التصرفات إلى المدرجات أو إلى داخل الملعب. عموماً فإن مستوى الدوري هذا الموسم سجل (صفراً) نتيجة المستوى الهابط لمعظم الفرق المشاركة.”
كاساس في حيرة
إلى ذلك.. أشار الصحفي الرياضي نعيم حاجم إلى الإرهاصات التي تواجه الكرة العراقية فقال: “صحيح أن العراق حاز كأس الخليج 25، لكن أداءه لم يكن مقنعاً في بعض المباريات، ما عدا المباراة الأخيرة أمام عمان، حين قدم أداء مرضياً. المنتخب يفتقد الكثير من المرتكزات ، وكان المدرب كاساس يأمل في أن يجد اللاعبين الذين يملأون المراكز من خلال متابعته للدوري العراقي الممتاز ، لكنه اصطدم بواقع الحال عند مشاهدته المباريات، إذ أنه لم يقتنع -لغاية اليوم- بأي لاعب لتمثيل المنتخب، لأن مستوى الدوري العراقي هابط جداً، بحيث لم يظهر اللاعب الذي يستحق اللعب في المنتخب العراقي، لقد مرّت 18 دوراً من الدوري، لكن الفرق مازالت في دوامة، بمستوى غير مقنع إطلاقاً، حتى الأندية الجماهيرية التي تعاقدت مع لاعبين محترفين، لم يقدموا شيئاً لفرقهم. نتمنى أن تقدم فرقنا مستويات في الأدوار المقبلة وأن تظهر المواهب التي تستحق اللعب لمنتخباتنا الوطنية، لكن إذا ظل الدوري على هذا الحال، فلنقرأ على كرتنا السلام!