دوري الكرة العراقي.. ملاعب خالية، محترفون عواجيز وأداء باهت

792

 أميرة محسن /

أنتهى قبل أيام النصف الأول من المرحلة الأولى لدوري الكرة الممتاز، وما زال المستوى الفني العام لفرق أنديتنا لا يرتقي الى مستوى الطموح الذي ننشده ونريده، فالأسباب والتداعيات التي تقف وراء ذلك كثيرة، أولها تدني أداء معظم فرقنا نتيجة تواضع الامكانات الفنية لمدربي بعضها، ما أدى الى اختفاء وتلاشي ظهور المواهب والطاقات الشبابية المبدعة التي هي بحاجة الى مدرب مكتشف، فضلا عن اعتماد البعض من مدربينا على لاعبي الخبرة لتحقيق الانجاز من دون منح الفرصة المناسبة للدماء الشابة للكشف عن حقيقة مستوياتهم، وتركهم أسرى دكة البدلاء

وأقرب دليل على ذلك اختفاء أبرز لاعبي منتخبي الناشئين والشباب الذين لم نجد لهم أثراً يذكر فوق المستطيل الأخضر، الا في إستثناءات بسيطة جدا، فضلا عن إفتقاد الملاعب الصالحة للعب كون معظمها لا يصلح للسير فوقه وليس العب، ما يؤدي ذلك الى تعرض العديد من اللاعبين لاصابات بليغة، أمور كثيرة اسهمت في تردي أوضاع الدوري العراقي.. عن الأسباب والمسببات تحدث أكثر من مدرب كان أولهم:
المدرب سليم عباس الذي تحدث قائلا: برغم المشاكل الكبيرة التي تحيط بالدوري الكروي العراقي، إلا أن البعض من أنديتنا حافظ على مستوياته الفنية مثل فرق نفط الوسط وأمانة بغداد والشرطة والنفط والحدود، وتأتي تلك الأفضلية في المحافظة على المستوى الفني من خلال التسميات الصائبة لادارات تلك الاندية التي تمكنت من الاحتفاظ بملاكاتها التدريبية، فضلا عن المحافظة على معظم عناصر فرقها، إذ مازال فريق نفط الوسط يتصدر الدوري وبقوة من خلال عروضه الجيدة ونتائجه الايجابية وتلاحقه فرق أمانة بغداد والميناء والنفط كظله في ظل الفارق النقطي الضئيل، ولن نتفاجأ بالمستوى الفني المميز لفريقي أمانة بغداد والنفط وهما حاليا في افضل حالتيهما الفنية بوجود ملاكاتهما التدريبية الشبابية التي اثبتت حضورها الفاعل وعناصرهما الواعدة والقادرة على صناعة الفوز وتقف خلفهما ادارتان تعرفان كيف تتعامل بايجابية مع فرقها، ويأتي من بعدهما فريق الحدود بمدربه الشاب المجتهد عادل نعمة الذي وضع كل ثقته بلاعبيه الشباب للابحار في أمواج بحر الدوري وهو يبدع ويمتع بتحقيق افضل النتائج التي شكلت منه رقما صعبا في منافسة الأندية الكبيرة، ونجد النقيض لتلك الفرق ومنها كربلاء والكرخ وزاخو والسماوة القابعة في المراكز الأخيرة في الدوري، حيث التعثرات المتواصلة والنتائج البائسة التي جعلت منها محطة استراحة للفرق الأخرى، ولربما نجد العذر لادارات تلك الأندية في ظل التواضع في أداء فرقها بسبب ضعف الجانب المادي الذي توقف عليه استقطاب لاعبي (السوبر) أو اختيار عناصر شبابية مميزة، لكن هذا وحده لا يكفي لتبرئة مسؤولية الادارات، بل عليها ان تقوم بترتيب أوراق انديتها من جديد كي يعيدوا بارقة الأمل اليها بغية مواصلة الصراع من أجل البقاء في دوري الكبار، ما دام هناك متسع من الوقت لتدارك سوء النتائج عبر استقطاب عناصر جديدة خلال مدة توقف الدوري بين المرحلتين، أو التعاقد مع مدربين قادرين على إنتشال فرقهم مما هي عليه، وليس الوقوف مكتوفي الأيدي وانتظار نهاية الموسم لمغادرة دوري الاضواء صوب دوري المظاليم.

الاحتراف سبب الأداء الباهت

مدرب النفط حسن أحمد قال: قبل أن يفتتح الاحتراف الكروي على مصراعيه كان الدوري العراقي بكرة القدم من أقوى الدوريات العربية والآسيوية ، بحيث كانت فرق أنديتنا الرياضية تذهب لخطف البطولات الآسيوية، بل أنها تكون رقما مرعبا في أية بطولة تشارك بها، وأثبتت ذلك البطولات التي حصدتها أنديتنا، حيث كانت تمتلك كوادر تدريبية ولاعبين جيدين أستطاعوا أن يقدموا أروع العروض في البطولات الخارجية، سيما الفرق الجماهيرية التي كان لها الحظ الأوفر في المشاركات الخارجية، بسبب تربعها على عرش الدوري العراقي فترة طويلة، فضلا عن استقطابها لمعظم نجوم المنتخب الوطني العراقي، لكن الأمر اختلف تماما بعد فتح باب الاحتراف وهجرة اغلب لاعبي الأندية العراقية الى الاحتراف الذي ساهم في تردي أوضاع الدوري العراقي الذي أصبح مجرد دوري يقام إذ شاهدنا في المواسم الماضية الدوري (الباهت) والذي عد من أضعف دوريات العالم نتيجة عدم وجود التنظيم والتأجيلات والمشاكل التي رافقته، ما جعل أغلب لاعبي الفرق تهجر الدوري وتتجه صوب الاحتراف، حتى أن كان في أضعف الدول بكرة القدم ، المهم لدى اللاعبين الخلاص من الدوري العراقي، فعلى الرغم من كثرة الفرق المشاركة في الدوري، إلا أن المواهب الكروية اختفت تماما من الدوري، ما عدا بعض الفرق التي تمتلك المواهب الشبابية كنادي النفط الذي فضل الاعتماد على العناصر الشبابية من أبناء النادي وطي صفحة التعاقد مع اللاعبين المحترفين وبالنهاية نتائج الفريق كانت ولازالت جيدة جدا، وبرغم ذلك الدوري لم يرتق الى المستوى المطلوب.

عزوف الجماهير الرياضية

يقول المدرب محمد رشيد : إن الاداء الباهت لمباريات الدوري الكروي العراقي جعل الملاعب العراقية فارغة، بسبب عزوف الجماهير الرياضية عن متابعة المباريات، لاننكر أن هناك اندية قدمت جيلا جديدا من الشباب الذين ابدعوا في المباريات، لكن المحصلة النهائية لمستوى الدوري غير جيدة، فعلى سبيل المثال المباريات الجماهيرية التي اقيمت بين الفرق الأربعة الزوراء والجوية والشرطة والطلبة كانت مملة بسبب نقص الحماسة وافتقادها الى الاداء واللمحة الفنية الجميلة، والحال نفسه ينطبق على بعض المباريات التي كان فيها الاداء باهتا وكانها مباريات للدرجة الثالثة وليس الدوري الممتاز، كما ان للملاعب دورا في الاداء الباهت حيث تبين بما لايقبل الشك أن معظم ملاعب الاندية لاتصلح للعب كرة القدم، لذلك تحصل اصابات للاعبين خلال المباريات، لقد انتهت مباريات الدور (13) من الدوري والمستوى الفني لم يشهد تطورا ملموسا والعديد من المباريات سلبية في الاداء والنتائج، فكان التعادل من دون أهداف في مباراة القمة المنتظرة بين الزوراء والشرطة وبغداد ونفط الجنوب وبهدف مباراة نفط الوسط وأربيل وهي من فرق التسلسلات الأعلى بالترتيب، وتعادل فريقا الحسين والكهرباء سلبيا أيضا متطابقا مع واقعهم الفني. عموما الدوري الكروي العراقي صنف من أضعف الدوريات الآسيوية وربما تتفوق على دورينا الدوري المالديفي ودوري جزر القمر.