رنا عبدالرحمن رئيسة اللجنة النسوية في اتحاد الكرة العراقي لـ “مجلة الشبكة”: لايوجد أي دعم للكرة النسوية لأسباب مجهولة!

355

حوار: أميرة محسن /

رنا عبد الرحمن.. من اللاعبات العراقيات اللواتي قدمن أجمل مايكون في عالم الكرة النسوية، شاركت مع المنتخب النسوي العراقي للصالات عام 1999، بعدها أصبحت مساعدة لمدرب المنتخب النسوي للساحات المكشوفة رياض نوري عام 2011 .
أصبحت عضوة في الهيئة الإدارية لنادي النفط لدورتين من عام 2012 ولغاية 2020، كما عملت مساعدة لمدرب النفط الكابتن علي حسين خلال وجودها في نادي النفط، لتكون أخيراً على رأس الهرم النسوي وتترأس اللجنة النسوية في اتحاد الكرة العراقي. عن واقع الرياضة النسوية، ولاسيما كرة القدم والدعم المقدم لهذه الشريحة المهمة وأمور اخرى حدثتنا رنا عبد الرحمن في هذا الحوار:
*لم تبقَ على انطلاق بطولة غرب آسيا النسوية سوى فترة قليلة، ما هي استعدادات المنتخب العراقي؟
_لم يستعد المنتخب النسوي للشابات، بل لم يشكّل، على الرغم من أن المشاركة في بطولة غرب آسيا للساحات المكشوفة التي ستقام في لبنان لم تبقَ على انطلاقها إلا أيام .
*هل هناك دعم مادي ومعنوي من قبل المؤسسات الرياضية للعبة؟
_لايوجد أي دعم مع الأسف.. لا مادياً ولامعنوياً! سواء من وزارة الشباب أو الأولمبية، وحتى الأندية الرياضية، الجميع غير جادين في الارتقاء بالرياضة النسوية.
*ما سر استبعاد بعض الأندية للألعاب النسوية؟
_إن السبب في استبعاد الأندية للرياضات النسوية هو الوزارة ومعها الاتحادات الرياضية مع الأسف، لقد طلبنا إدخال فقرة تخص كرة القدم النسوية، بأن لا يعطى أي نادٍ موجود بالدوري الممتاز ترخيصاً بالمشاركة ما لم يكن هناك فريق نسوي في النادي، أعتقد أن الخلل يبدأ من وزارة الشباب، حيث لاتوجد هناك مراكز للموهوبين، إذ أنهم يعتمدون على التربيات، علماً بأن التربيات عملها يختلف عن عمل اتحاد القدم، ولا يمكن تطوير أية رياضة ما لم تكن هناك قوانين تفرض الرياضات النسوية على الأندية، حتى لو اضطررنا الى فرض عقوبات مادية.
*كيف هو واقع الرياضة النسوية في العراق؟
_ إنه رديء الى درجة كبيرة، بسبب فشل جميع الأطراف المعنية بالشأن الرياضي، لدينا أندية أكثرها تابع الى مؤسسات حكومية فعالة، كما أن هناك مواهب كثيرة جداً بين لاعباتنا، لكن لا يوجد من يحتضنها بصورة صحيحة، فالمسؤولون في الساحة، أقولها بكل حزن، غير جادين أو مهتمين، لذا فإن الرياضي العراقي، ذكراً كان أم أنثى لا يستطيع أن يحافظ على وضعه أو الارتقاء الى المستوى المطلوب.
*هل هناك أمل في العودة مجددا؟
_هناك أمل بالتأكيد، وقلتها سابقاً إن النظام يفترض وجود فرق نسوية في الأندية، بخلاف ذلك يجب فرض غرامات مالية في عدم منح تراخيص للأندية في الدوري الممتاز.
*في الزمن الماضي كانت لدينا بطلات في كل الرياضات المتنوعة..
_الرياضة في السابق كانت أفضل، الحقيقة أن هناك فرقاً كبيراً بين الماضي والحاضر، في السابق كان هناك قانون يفرض على الأندية تشكيل فرق نسوية، أما اليوم وعلى الرغم من الانفتاح وكثرة الأموال الخاصة بالأندية، لكن لاتوجد رياضة نسوية، سابقاً كانت هناك رياضة فعالة ومشاركات كثيرة للعنصر النسوي في البطولات المختلفة وفي جميع الألعاب الرياضية، لقد كنا أصحاب إنجازات بات من الصعب الرجوع إليها لبناء قاعدة نسوية صحيحة ما لم نلتزم باللوائح المعمول بها، وتحرير المرأة واستقلاليتها أيضاً عن اتحادات الرجال، وتشكيل اتحاد خاص بالمرأة، كما هو الحال في الدول المجاورة.
* من السبب فى ذلك؟
_السبب هو أنه لا توجد دراسة أولية تخص الرياضة النسوية كما هو معمول به عند الرجال، بوجود آلية تخص الأندية المشاركة في فعاليات الرجال، المسؤولون لا يفكرون بالإنجازات، بل فقط بالمكاسب المادية.
* الرياضة النسوية ناجحة في الإقليم.. فما بالها في الوسط والجنوب؟
_الرياضة ناجحة في كردستان العراق بسبب وجود قاعدة صحيحة تخص العنصر النسوي أسست بطرق علمية، كما أن هناك دعماً مادياً من الأندية ومن حكومة كردستان لتطوير الرياضة النسوية والاهتمام بها واحتضان اللاعبات وتوفير ملاعب للتمرين وتقديم الدعم للألعاب النسوية كافة، أيضاً هناك منح للأندية التي تشارك في فعاليات نسوية، وهذا هو العمل الصحيح الذي يجعل كردستان ناجحة.
*كيف تتطور رياضتنا النسوية وتعود الى أمجادها؟
_تحتاج الرياضة النسوية الى دراسة شاملة وكاملة، واتحادات خاصة بها بعيداً عن أندية الرجال، وميزانية ومنح خاصة فقط بالنشاط النسوي، بخلاف ذلك لايمكن النهوض بواقع الرياضة النسوية، واستقطاب عناصر نسائية ملمّة بالرياضة تقوم بقيادة وتطوير الاتحادات والرياضات النسوية، وليس بالمجاملات والمصالح، وبدون ذلك سوف نبقى في المربع الأول، ولن نتطور، ويبقى حال الرياضة النسوية مزرياً.
*مادوركم في الاتحاد لمساندة الرياضة النسوية ؟
_دور الاتحاد هو تهيئة مشاركات خارجية للفرق النسوية وتوفير حقوق بسيطة لهذه الشريحة المهمة، إذ لا يوجد دور قوي لمساندة اللاعبات، أقولها وأنا رئيسة اللجنة النسوية: ليس لدينا دور فعال، لا في الأندية ولا في إسناد المرأة الرياضية، لأننا مقيدون بالصلاحيات التي نفرضها -كلجنة نسوية- على الأندية، ولاتوجد لدينا ميزانية خاصة بنا لكي ندعم ونساند الرياضة النسوية، على العموم، نتمنى على المسؤولين عن الرياضة العراقية أن يدعموا المفصل الرياضي النسوي من أجل المشاركة في البطولات الخارجية والحصول على الأوسمة.. نتمنى ذلك.