زينب علي: الطب والرياضة وجهان لعملة واحدة

1٬005

أميرة محسن /

نجمة من المنتخب الوطني العراقي، تحمل الحزام الاسود في لعبة التايكواندو المعترف به دوليا من كوريا الجنوبية، في الصباح تعمل طبيبة أسنان وبعد انتهاء عملها تذهب إلى وحدتها التدريبية، كانت بالنسبة لها مجرد هواية، لكن شغفها في لعبتها جعلها تكون بطلة من بطلات اللعبة، (مجلة الشبكة العراقية) التقت طبيبة الأسنان ولاعبة المنتخب الوطني للتايكواندو زينب علي، فدار معها هذا الحوار:
*ما سبب اختيارك هذه اللعبة الصعبة؟
– بدأت برياضة التايكواندو وأنا بعمر العشر سنوات عام 2004، لم أكن أتوقع أن أصل إلى هذه المرحله المتقدمة في رياضتي ولم أضع في خاطري أن أمثّل المنتخب الوطني يوما ما، كل ما أردته هو أن امارس واتعلّم هذه الرياضة بأي شكل من الاشكال كوني أحبها منذ طفولتي، فبدأت بالتمارين داخل المنزل وبعد فترة قصيرة تحدّث والدي إلى أحد أصدقائه المدربين ليعلّمني التايكواندو في البيت وهذا ما حصل حقا، فقد كان المدرب يأتي ليعطيني حصة أسبوعياً حتى بدأ يلاحظ تقدّماً في مستواي، ما جعله يقنع والدي لالتحق معهم في النادي، هنا بدأ مشواري الحقيقي في التايكواندو بعد أن انضممت لنادي العربي سنة ٢٠٠٩.
*كيف استطعت التوفيق بين الرياضة والدراسة العلمية الصعبة؟
– التوفيق بين مجالين مختلفين لا يعد أمرا صعبا في حال استطاع الشخص أن يتحكّم بوقته وجهده، يعني أنّي لم أجد تلك الصعوبة في التوفيق بين دراستي والرياضة، فأنا أسير على مبدأ في حياتي هو أن أعطي كل شيء حقه… تنظيم الوقت وعمل خطة أو جدول يومي وأسبوعي وشهري وسنوي يساعد كثيرا في استغلال الوقت بشكل أفضل وتوزيع الجهد على كل ما يهم بصورة متساوية دون التقصير في أي جانب.
*من كان المشجّع الأول لك؟
-المشجع الأول لي هو ذاتي، فإن ممارسة رياضة الفنون القتالية في مجتمعنا الشرقي قد تواجه صعوبة كبيرة ورفضاً كبيراً وهذا ما حدث معي في بادئ الأمر، لكني لم استسلم واستمريت بتشجيع نفسي على الاستمرار كنت أثق بنفسي أنّني من الممكن أن أحقّق شيئا وأنا انتمي إلى هذه الرياضة واستطيع أن أحقّق بها إنجازاً معيناً بعد أن شاهدت عائلتي إصراري على ممارسة التايكواندو وبعد مشاركتي بعدد من البطولات وإحراز مراكز متقدمة أصبحوا يشجعوني ويدعموني، لأنهم يعرفون أنّي استطيع أن أحقّق أكثر من ذلك.
*ماذا تعني لك هذه الرياضة؟
– رياضة التايكواندو أصبحت جزءاً لايتجزأ مني … تعكس شخصيتي وتمثلني، فبعيدا عن كونها رياضة قتالية عنيفة الا أنّها تُعلّم الكثير من المبادئ والقيم الاخلاقية، فهي منحدرة من تاريخ قديم لكوريا الجنوبية يمكن من خلالها تعلم الاحترام وصقل الذات والثقة بالنفس والجرأة والشجاعة والقوة وعدم الاستسلام إضافة إلى ضبط النفس وهدوء الأعصاب.
*هل شاركت في بطولات؟
– شاركت بعدة بطولات محلية منها بطولة أندية العراق في اربيل/2010/مركز ثالث، بطولة أندية بغداد/2011/ مركز أول، بطولة الجمهورية /مركز أول، بطولة جامعات العراق/2014/مركز أول، شاركت بمعسكر تدريبي في مدينة البصرة/2012، معسكر منتخب بغداد /2011، مركز أول في تصفيات المنتخب الوطني 2020 وتم تأهيلنا إلى تصفيات آسيا لكن توقفت كل الأنشطة والبطولات القادمة محليا ودوليا بسبب جائحة كورونا، بعد سنة 2014 انحل الاتحاد وتوقفت نشاطات رياضة التايكواندو وانعدمت البطولات لكني لم اتوقف، شاركت بعدة دورات تدريبية وتحكيمية بداخل وخارج العراق وحصلت على شهادات تقدير ومشاركة من لجنة الحكام العراقيين، دخلت دوره تحكيمية على نظام الواقيات الالكترونية المستخدمة حاليا في البطولات العالمية والاولمبية في جمهورية إيران 2013 وحاليا حكم (حكم مبرمج ) على الواقيات الالكترونية الخاصة بلعبتي التايكواندو وأقدم دورات تعليم عن كيفية استخدام واقيات الـ(دايدو)الالكترونية وحكّمت بأكثر من بطولة محلية.
* إلى ماذا تطمحين؟
– أنا طموحة وطموحاتي تزداد ارتفاعا يوما بعد يوم ومهما أنجزت لا أشعر بالرضا من هذا الجانب، دائما أطمح لتحقيق الافضل وأجعل من نفسي قدوة أو هدفاً لاتغلب عليه، لذلك طموحاتي الكثيرة لا يمكن حصرها بالكلمات، طموحي كرياضية أن أحقّق ميدالية دولية وأرفع اسم بلدي.
*هل من مشاريع بطولات قادمة؟
– الان بعد أن عادت النشاطات الرياضية نستعد كمنتخب وطني للمشاركة في بطولة تونس الدولية المقبلة ومن ثم معسكر في جمهورية مصر العربية استعداداً للتصفيات المؤهلة لبطولة آسيا.
*مع أي الأندية تمارسين اللعبة؟
– ما يقارب 16 عاما في هذه الرياضة ألعب لنادي العربي والمركز الوطني لرعاية الموهبة الرياضية من عمري 10 سنوات. .. أحمل حزاما أسود 2دان معترفاً به دوليا من الاتحاد العالمي للتايكواندو WTF ..ومعهد الكيكيوان في كوريا الجنوبية، حاليا أمثل نادي شباب العدل وكذلك المنتخب الوطني بعد اجتيازي تصفيات المنتخب في مطلع سنة ٢٠٢٠.
*هل لديك هوايات أخرى؟
– نعم لدي هوايات أخرى، فأنا لدي حب المعرفة والتجربة لذلك أحاول أن أدخل كل المجالات لغرض المعرفة، أحب الرسم منذ طفولتي وقد شاركت بعدة معارض فنية وأصنع مجسمات مصغرة، أحب المطالعة وقراءة الكتب والروايات وكذلك تعلم اللغات، إذ درست أكثر من خمس لغات وحاليا أدرس اللغة الاسبانية وأحب العزف والموسيقى وبدأت بدروس للعزف على الكيتار.
*كيف ترين الرياضة النسوية في العراق؟
– رياضة التايكواندو من أقدم الفنون القتالية في العراق، تعاني إهمالا شديدا من قبل المؤسّسات المعنية وكذلك وزارة الشباب والرياضة، أكثر من سبع سنوات كُنا على الهامش بسبب غياب الاتحاد وتوقف كل الانشطة والدعم لهذه الرياضة، على الرغم من كل الصعوبات التي واجهت التايكواندو العراقية الا أنّها غنية بالإنجازات والأبطال وقدمت الشهداء ومع ذلك تفتقر إلى الالتفاتة والدعم وتسليط الاضواء على أبطال هذه اللعبة، سواء الرجال او النساء، الاتحاد الحالي تشكّل وبدأ بتنفيذ خططه ٢٠٢٠.
* ماهي أمنيتك؟
– انشر لعبة التايكواندو على نطاق اوسع في العراق …. لهذا مؤخرا افتتحت قاعة للبنات فقط، قاعة نسائية خاصة بتعليم التايكواندو وفنون الدفاع عن النفس أسست مشروعي الخاص مؤخرا، نظرا لكثرة الرسائل من فتيات يسألون عن أندية وأماكن يتعلمون بها فنوناً قتالية تدربهم فيها مدربة وليس مدرباً، لذلك فتحت قاعة نسائية لتعليم فنون القتال خاصة بالبنات فقط وهي القاعة الأولى من نوعها بالعراق، وأفرح عندما أشاهد الفتاة قوية قلبا وقالبا، لذلك عملت على هذا المشروع كي أساعدهم وأساعد نفسي بنفس الوقت.