سلوك اللاعبين داخل الملعب انعكاس للثقافة الرياضية التي تعلَّموها

1٬005

اميرة محسن /

أخطاء كثيرة تحدث داخل ملاعب كرة القدم، منها الاخطاء التحكيمية، انفعالات اللاعبين، كل هذه الأمور تلقي بظلالها على أجواء المباراة، لكن تبقى تصرفات اللاعبين الشيء الأهم في وصول المباراة إلى بر الأمان…
في هذا الموسم حدثت تصرفات غير اعتيادية من بعض اللاعبين كانت غير صحيحة إطلاقا، أدت إلى حرمانهم من لعب المباريات مع الغرامات التي طالتهم من قبل اللجنة التطبيعية العراقية، عن انفعالات اللاعبين داخل الملعب. مجلة الشبكة أخذت آراء بعض المدربين واللاعبين بهذه الظاهرة فكانت هذه المتابعة، حدثنا في البداية المدرب باسم قاسم، قائلاً:

الرياضة توحّد ولا تفرق
تصرفات المدربين واللاعبين وحتى الإداريون يجب أن تتطابق مع الأهداف السامية والنبيلة للرياضة بشكل عام، فالرياضة توحّد ولا تفرق وعلى الجميع أن يكونوا بعيدين كل البعد عن التصرفات غير المبررة، سواء اللاعبين او الكوادر التدريبية وجميع المسؤولين الإداريين الآخرين، كذلك على الجماهير الرياضية أن تبتعد عن جميع الممارسات السياسية والعرقية والعنصرية والدينية وأن لا يجعلوا من الرياضة أداة لتفريق الشعوب وهذا عكس ما ترفعه المنظمات الرياضية والاولمبية وشعارات الاتحاد الدولي وجميعها توحّد ولا تفرق، حيث اللعب النظيف وكلنا هدف واحد وجميع المواثيق الرياضية الدولية التي تنادي بالاهداف النبيلة لجمع الشعوب وتقريبها على اختلاف مذاهبها وأطيافها، لذلك يجب أن تسود روح الاخوة والمحبة والمنافسة بكل احترام وشرف مع المنافسين، مهما كانت قيمة المنافسة وبالأخص المنافسة المحلية ضمن دورينا العراقي يجب أن تكون جميع الجهود تصب لمصلحة المنتخبات الوطنية العراقية وبعيدة كل البعد عن النظرة الناديوية الضيقة.

تجنّب الألفاظ يبعد اللاعب عن العقوبة
بينما كان للاعب الدولي كرار علي رأي قال فيه: تحركات اللاعب وتصرفاته تكمن في أمرين، أولا تعتمد تحركات اللاعب على معايير فنية يضعها المدرب حسب أمور تكتيكية وخططية ليطبقها اللاعب داخل الملعب، لكن موضعنا عن كيف تكون تصرفات اللاعب داخل الملعب من الناحية السلوكية، إذ تختلف سلوكيات اللاعبين من لاعب إلى آخر وتختلف العقول والقابليات بين اللاعبين، فاللاعب الذي يتدرج في الفئات السنية وتعلّم تحت مدربين أكاديميين سوف يكون متعلماً، لأن في كرة القدم يكون التعلّم عملياً ونظرياً، كرة القدم ليست لعبة فقط، إنما تحث على التعاون الجماعي واحترام القانون والتنافس الشريف بين المنافس، معلومة في التحديث الجديد من الفيفا بالتخلي عن كلمة (فريق الخصم او العدو) واستبدالها بالفريق المنافس، لأن كلمة عدو أو خصم بمعنى نحن ليس في مباراة رياضية نحن في حرب، فقررت الفيفا استبدال الكلمة بالمنافس، عموما يوجد عدد نقاط لسلوك اللاعب داخل الملعب يجب تعلمها في المدارس السنية او الأكاديميات في التدرج العمري حتى يصبح بالغاً، يجب أن يكون تعليم اللاعب يصب باتجاه احترام القانون، بمعنى احترام قرارات الحكم ولا يحق التطاول عليها واحترام المنافس واحترام الزميل، وتجنّب اللعب العنيف والمتعمد، وتجنّب الالفاظ السوقية، لأن هذه الأشياء غير مقبولة، فعندما يفعلها اللاعب سوف تفقده الكثير من الأشياء مثل السيطرة على التحكم العقلي، والتعرض إلى عقوبة مادية أو معنوية والتعرض إلى خسارة الفريق والكثير من النقاط السلبية، إذ يجب على اللاعب أن يكون صبورا ويحترم قانون اللعبة والمنافس والزميل، والكثير من الفرق لديها طبيب مختص لشرح كيف يكون سلوك اللعب وكيف يمتص الغضب وكيف يتعامل مع المشاكل وإلى آخره، وجميع الألعاب الرياضة هي رسالة تهدف إلى التعاون والتضحية والحب.

تصرفات غير لائقة
أما المدرب العراقي المحترف في الدوري السعودي صالح جبر فقال: تصرفات أي لاعب هو أن تكون لديه شخصية وثقافة كروية ويحترم الخصم المقابل له وأيضا أسلوب الكلام مع الخصم، أما ضرب اللاعب المنافس او شتمه بالفاظ غير لائقة عن قصد، فهذا اعتبره بنظري قلة ثقافة وإثبات أنه لاعب سيئ لا يجاري الخصم او يعامله بمستواه الذي يكون أقل منه، وقد تطورت هذه الاساليب غير الرياضية في الفترات السابقة بشكل واضح، ما دعا الاتحادات الكروية إلى إنزال أقسى العقوبات باللاعب المسيء وهو ما يستحقه اللاعب.

الهدوء والتركيز
بينما قال لاعب زاخو عصام ياسين: حقيقة أن تصرف اللاعب داخل الملعب محسوب على شخصيته، وعليه يجب أن يكون قدوة وإنموذجا لجميع الرياضيين، لأن كل الانظار تكون على لاعبي كرة القدم بصوره عامة، وبالاخص لاعبي الخبرة وكباتن الفرق، إذ يتطلب من اللاعب داخل المستطيل الاخضر الهدوء والتركيز والتعقل باللعب والالتزام بتعليمات المدرب والاجتهاد باللعب، فالتصرف غير العقلاني من بعض اللاعبين يثير الجماهير الرياضية، بل يسهم في هيجان الجماهير الحاضرة في أرض الملعب .

السيطرة على الادراك الحسي والانفعالي
وتحدّث نجم المنتخب العراقي السابق سلام شاكر قائلاً: المفروض أن يكون اللاعب قدوة للجميع فهو محط أنظار متابعيه، يجب عليه أن يلتزم بالهدوء والتركيز. والاحترام يكون حاضرا مع الطاقم التحكيمي للمباراة ومع لاعبي الفريق المنافس، فالرياضة هي أخلاق قبل كل شيء، واللاعب يجب أن يعكس الاخلاق التي تربى عليها، لذلك يجب أن تكون تصرفاته في الملعب منضبطة إلى أبعد الحدود، لأنهم في الملعب لا يمثلون أنفسهم وإنما يمثلون مؤسّساتهم الرياضية والتصرفات الشاذة من البعض تأتي من منطلق عدم ضبط النفس او عدم السيطرة على الادراك الحسي والانفعالي.

تصرفات هوجاء
وكان لحارس مرمى النفط مصطفى سعدون رأي قال فيه: هذه التصرفات مرفوضة من قبل بعض اللاعبين ومهاجمة لاعب المنافس او حتى التكلم معه بعنف، ونحن يجب أن نكون قدوة للبلدان ونتجنب مثل هذه الامور السيئة، أعد هذه التصرفات هوجاء من قبل بعض اللاعبين، ويجب أن يعاقب من يتصرف بتهور داخل الملعب، ولا بد لللاعب أن يمتلك الروح الرياضية.