سونيا ميرزا: أول هندية تحرز لقب رابطة التنس للمحترفات

1٬547

أميرة محسن /

لم تكن سونيا ميرزا قد تجاوزت السادسة من العمر حين بدأت ممارسة تنس الأراضي العشبية في «نادي النظام»، في مسقط رأسها حيدر آباد، وبعد أن بلغت الخامسة والعشرين من عمرها، أصبحت تشتهر بضرباتها الأمامية الأرضية القوية.

فازت ميرزا بما يزيد على 500 مباراة طوال مسيرتها الاحترافية، وهي صاحبة أعلى تصنيف بين جميع لاعبات التنس الهنديات على الإطلاق، حيث سجلت أعلى مركز لها طوال مسيرتها مع اللعبة وهو المركز رقم 27 في الفردي ورقم 7 في الزوجي، وكانت أول سيدة هندية تكسب مليون دولار من مهنتها.

المسلمة الوحيدة

وتعد سونيا من نجمات التنس في الهند، والمسلمة الوحيدة التي أحرزت لقب فردي «رابطة التنس للمحترفات»، فقد حققت بطلة التنس الهندية الكبيرة ثاني ألقابها في بطولات «غراند سلام»، بعد أن فازت بنهائي الزوجي المختلط في بطولة فرنسا المفتوحة للتنس لعام 2012 وقبل هذا اللقب فازت بلقب الزوجي في بطولة أستراليا المفتوحة.

غراند سلام

اعفيت سونيا من المباريات التمهيدية في إحدى بطولات «غراند سلام»، لتكون أول هندية يتم إعفاؤها، وأول هندية تحرز لقبا من ألقاب «رابطة التنس للمحترفات»، من خلال فوزها بلقب الزوجي المختلط في بطولة أستراليا المفتوحة، ثم فوزها باللقب ذاته في بطولة فرنسا المفتوحة، كما حققت المركز الثاني في بطولتين أخريين من بطولات «غراند سلام»، وهما زوجي المختلط في بطولة أستراليا المفتوحة، وزوجي السيدات في بطولة رولان غاروس.
كان أول ظهور لسونيا على الساحة الدولية من خلال تمثيلها الهند في بطولة العالم للناشئين التي استضافتها جاكارتا عام 1999، ثم جاء إنجازها الرائع في عام 2003 حين فازت مع زميلتها الروسية أليسا كليبانوفا بنهائي زوجي السيدات، لتسجلا لنفسيهما انتصارا بأم بطولات «غراند سلام»، وهي بطولة “ويمبلدون”.

وتعد سونيا أول رياضية هندية تظهر صورتها على غلاف الإصدار الآسيوي من مجلة «تايمز»، التي وصفتها بأنها قدوة للمرأة الهندية، وصنفتها ضمن 50 بطلاً آسيوياً في عام 2005، ومنذ ذلك الحين، لم يعد هناك نظر إلى الوراء بالنسبة لهذه الفتاة المسلمة المتألقة، وفي العام نفسه، أثبتت سونيا همتها وجرأتها حين التقت مع سيرينا ويليامز في الجولة الثالثة من بطولة أستراليا المفتوحة، وهي المباراة التي ظلت تقاتل فيها حتى الرمق الأخير.
وقد شكل هذا علامة فارقة في رحلة فتاة عادية ذات طموحات غير عادية في الحياة، ويتم تشبيه ما تتمتع به سونيا من تركيز وإصرار بأسطورة التنس الألمانية الشهيرة شتيفي غراف، ولكن بالنسبة لأبناء بلدها، فهي سونيا وحسب – بطلة تنس بلا نظير.

نشأتها

ولدت سونيا في أسرة مسلمة متدينة، وتدربت على يد والدها عمران ميرزا، الذي كان يعمل صحافيا رياضيا، ثم تدربت على يد كريشنا بوباثي (والد نجم آخر من نجوم التنس الشهيرين في الهند، وهو ماهيش بوباثي)، قبل أن تنتقل إلى «أكاديمية إيس للتنس» في الولايات المتحدة، وقد تمكنت سونيا من هزيمة الكثير من لاعبات الصف الأول، مثل سفيتلانا كوزنيتسوفا وفيرا زفوناريفا وماريون بارتولي، إلى جانب اللاعبتين صاحبتي المركز الأول على العالم سابقا مارتينا هينغز ودينارا سافينا.

وتتمتع سونيا بشعبية جارفة ربما يحسدها عليها لاعبو الكريكيت في الهند أو حتى نجوم «بوليوود»، كما أنعمت عليها الحكومة الهندية بالعديد من أعلى الأوسمة والنياشين المدنية، تقديرا لما قدمته من إسهامات للعبة التنس الهندية، ورغم أنها ملكة المشكلات بلا منازع، تعد سانيا مسلمة متدينة ملتزمة بتعاليم دينها.

الاعتزال

وتقول سونيا:”أعتقد أن الرياضي ينظر إلى هذه الأمور بشكل مختلف قليلا. كل ما نفعله هو أن نبذل أقصى ما في وسعنا وأن نحاول إلقاء الانتصارات والهزائم خلف ظهورنا”.

ورغم أنها فكرت في وقت من الأوقات في اعتزال التنس بسبب كم المشكلات التي أثيرت حولها، فقد حققت لنفسها رصيدا نادرا، وأصبحت في نظر محبي التنس والهنود في جميع أنحاء العالم تمثل وجها ديناميكيا جديدا للهند الشابة.

وتتصرف سونيا كفتاة مفعمة بالحيوية والشجاعة لإثبات موهبتها، من دون أن تدري أن هناك ما هو أكثر بكثير من التنس سوف يأتي في طريقها، فقد أضاف هذا الجمال الهندي الفتان الذي تتمتع به جوهرة أخرى إلى تاجها، حيث صنفت ضمن أجمل 10 لاعبات تنس على مر العصور في التصنيف الذي أصدرته وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» ، حيث جاء اسمها فيه بعد الروسيتين آنا كورنيكوفا وماريا شارابوفا.