صالح جابر: ثقافة الاحتراف هي ما ينقص لاعبنا العراقي

798

#خليك_بالبيت

أميرة محسن /

يعدّ صالح جابر من أبرز المدربين العراقيين المحترفين مع الأندية الخارجية، درّب جابر مجموعة من الأندية الأوربية والعربية، قدّم من خلالها نتائج أشاد بها الكثيرون ممن تابع هذا المدرب ليستقر به الحال مع فريق نادي التقدّم السعودي..
عن رحلته الاحترافية وبعض الأمور حدّثنا عنها.
* البداية في رحلتك مع المستديرة؟
– بدايتي لاعب بفئة ناشئي الموصل، تدرجت إلى فئة الشباب بنفس النادي ومن ثم إلى الخط الاول للنادي لموسم 1999 – 2000، استطعت أن أشارك في تأهيل الفريق للدوري العراقي الممتاز لمدة ثلاثة مواسم، في موسم 2002-2003 احترفت اللعب مع نادي الجزيرة السوري وبعدها انتقلت إلى أمية السوري الدرجة الأولى وأحرزت معه لقب هداف كأس سوريا برصيد عشرة أهداف، في موسم 2004/ 2005 انتقلت إلى نادي اسمنت السويس المصري، الذي يلعب بدوري الدرجة الممتازة بمصر، قضيت في مصر ثلاثة أشهر، وبعدها تفتّحت أمامي أبواب الاحتراف إلى اوربا، إذ انتقلت إلى نادي غلوريا بوزو الروماني 2004 -2005 أحرزت معه لقب هداف دوري الدرجة الثانية برصيد 11 هدفاً، ثم انتقلت إلى نادي كاريوفا وحقّقت معه لقب دوري الدرجة الثانية وتم اختياري كأفضل محترف يأتي لفريق روماني .
* بعد أن قضيت أربع سنوات من الاحتراف في رومانيا.. كيف تقيّم التجربة الاحترافية في رومانيا؟ ومدى تأثيرها في اللاعب العراقي؟
– الاحتراف في أوروبا يختلف كُليا عن الاحتراف في الدول العربية أو في افريقيا من حيث الثقافة الكروية والمستلزمات المتطورة تختلف اختلافا كبيرا عن الاحتراف في الدوريات العربية، أوروبا يعني الالتزام في التدريب الحديث والمدارس الكروية والقواعد الصحيحة والتهيئة الكلية لإبراز اللاعبين وفي سن صغيرة التدريب والمواعيد لديهم مقدسة، إضافة إلى التغذية الصحيحة، كلمة محترف هي أن تكون محترفاً بكل شيء وأي حالة سيئة محسوبة على اللاعب وتؤثر فيه، في الدول العربية يغيب عنهم هذا الشيء من احترام المواعيد واحترام أوقات الوحدات التدريبية، لا سيما بالعراق تغيب كل الامور الناجحة مما يصعّب احتراف اللاعب العراقي في أوروبا.
*أي فريق حاليا تدرب وكيف تم التعاقد معك؟
– نادي التقدم السعودي المشارك في دوري الدرجة الاولى السعودي وبعد النتائج الممتازة التي حققتها مع نادي صحار العماني كنت محط أنظار فرق كثيرة وقبلنا بالمهمة ومن الله التوفيق.
* فريق التقدم في أي مركز من الدوري السعودي؟
– بصراحة منذ استلامنا الفريق وكان في وضع صعب ومتذيل الترتيب ولكن بحمد الله والعمل الشاق واللاعبين كانوا رجالاً في الملعب وكانوا عند حسن الظن بهم وبفترة قصيرة من الإعداد والتدريب لا تتعدى الشهرين والنصف قفز الفريق إلى المركز السادس عشر برصيد 37 نقطة وتخلّص من منطقة الهبوط .
*ماذا يختلف الدوري السعودي عن الدوري العراقي؟
– هناك اختلاف كبير بين الدوري السعودي والدوري العراقي من ناحية التنظيم والإعلام ومستوى اللاعبين المحترفين والإمكانيات المادية العالية والكبيرة التي تقدمها الأندية للتعاقد مع لاعبين محترفين دوليين من دوريات كبيرة في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأيضا على مستوى المدربين الكبار.
* برأيك ماذا ينقص اللاعب العراقي؟
– للأسف ينقصه الكثير ليكون محترفاً بمعنى الكلمة، يجب أن تكون ثقافة الاحتراف أيضا ثقافة شخصية له كلاعب عراقي وأن يكون محترفاً في كل حياته ويكون عطاؤه داخل الملعب أكثر من كلامه خارج الملعب ويثبت نفسه بالفعل وليس بالكلام أو المدح من هذا وذاك، يجب أن يتقن بنفسه أنه مؤهل أن يكون لاعبا عراقيا، عندما يحترف يجب أن يعلم تماما أنّه لا يمثّل نفسه وإنما يمثّل اسم دولته في الدوري أو الدولة التي يحترف بها اللاعب، وأن يكون خير ممثل من طبعه وعاداته وتقاليده وسلوكه وأن يعكس صورة جميلة عن نفسه وبلده، لكن أقول سبب عدم ظهور اللاعب العراقي بالمستوى المطلوب كله بسبب الدوري ونظام تطبيقه من قبل الاتحادات العراقية التي كانت العائق الأكبر للاعب بدل أن يكون سلاحاً للاعب، كثرة التأجيلات للدوري وعدم وجود من يحاسب اللاعبين وأيضا إدارات الأندية تتحمّل المسؤولية من خلال هذا الكم الهائل من المدح والطبل للاعبين وإظهارهم بأكبر من حجمهم، أيضا التواصل الاجتماعي والمواقع التي بدأت تطبّل لكل من يدفع أكثر في سبيل إشهار ومدح لاعب على حساب آخر.
*لماذا لم تدرب فريقاً محلياً؟
– بالنسبة لي رأيت نفسي محترفاً وأنا بعمر صغير كلاعب عراقي محترف وحصلت على خبرة كبيرة من أوروبا والأندية التي مثلتها وتعرفت ولعبت مع لاعبين كبار ومتميزين في أوروبا، ولعبت لفريق زاخو كلاعب ومن ثم مساعد مدرب للروماني الذي كان يشرف على الفريق، فأنا بعد اعتزالي دخلت مباشرة في عالم التدريب خارج العراق واعدّها خطوة وإنجازاً لي كعراقي أن أكون من ضمن كوادر تدريبية وأسماء كبيرة؛ كنت من ضمن الكادر كمساعد مدرب وأيضا خبرتي في اللغات الأجنبية التي اتكلم بها الإنكليزية والرومانية والايطالية وأيضا العربية والكوردية، هذه أيضا كانت خطوة مهمة لأكون من ضمن الكوادر التدريبية لمدربين لهم اسماء وخبرات كبيرة في دوريات عربية قوية وأندية كبيرة في أوروبا.