صراع التهميش.. بين الأندية والمدربين

438

بغداد / أحمد رحيم نعمة/
يبدو أن الأندية العراقية واتحاد الكرة بالدرجة الأساس، مازالوا يهمشون دور المدرب المحلي العراقي في قيادة المنتخبات والأندية، فقد شاهدنا في المواسم الماضية كيفية بحث الأندية عن مدربين ولاعبين أجانب لغرض اللعب مع فرقهم في مسابقة الدوري، في حين توجد المواهب التدريبية العراقية التي تمتلك أفضل الشهادات التدريبية العالمية، بل إن الساحة الرياضية العراقية مليئة بالمواهب، سواء التدريبية أو اللاعبين المميزين، لكن أصحاب القرارات همهم الأول والأخير المدرب أو اللاعب الأجنبي من أجل ألا يقف عمل السماسرة!!
تهميش المواهب التدريبية واللاعبين في الدوري العراقي. عن هذه الظاهرة الخطيرة التي قضت على ما تبقى من كرتنا الولّادة للمواهب، “مجلة الشبكة العراقية” استطلعت آراء العديد من المدربين والصحفيين عن هذا الموضوع، فكانت البداية مع نجم الشباك العراقية السابق والمدرب حالياً إبراهيم سالم الذي تحدث قائلاً :
أحمد صلاح أنموذجاً
“المدرب العراقي مظلوم منذ زمان بسبب التهميش الواقع عليه، فالأندية، وعن طريق السماسرة تبحث وتتعاقد مع المدرب واللاعب الأجنبي دون النظر إلى فكره التدريبي، ومستوى اللاعب، المهم أنهم تعاقدوا مع محترفين، برغم وجود كم كبير من المدربين العراقيين الشباب المميزين، إضافة إلى وجود لاعبين أصحاب مواهب، لكن المدرب المحلي ابن العراق أحمد صلاح أعاد أخيراً الهيبة إلى المدرب المحلي بعد تألقه مع فريق نادي الشرطة عربياً، وهو نموذج مثالي للمدرب الشاب، وما يميزه روح التواضع وأنه كان يعرف ما يفعله في البطولة العربية للأندية الأبطال، حيث قدم أحمد صلاح أروع ما يكون، بل إنه استطاع أن يتفوق على خيرة مدربي العالم. إن ما حققه أحمد صلاح لو حققه بعض المدربين الأجانب لطبلت لهم وسائل الإعلام ولوصفوهم بمخترعي كرة القدم، الحقيقة وبدون مجاملة أن نادي الشرطة كسب مدرباً للمستقبل، بعدما توج بلقب الدوري وحقق الإنجاز العربي في البطولة الأخيرة في السعودية.”
مغنية الحي لا تطرب!
فيما قال الصحفي الرياضي عبد الكريم ياسر : “سبق أن قلنا ودونّا كتاباتنا تحت عنوان (مغنية الحي لا تطرب) تحدثنا فيها عن الذين يروجون لاستقطاب المدرب الأجنبي لقيادة فرق أنديتنا بغية النهوض بها نحو واقع أفضل، مستصغرين أهلية وإمكانية عقلية المدرب المحلي، ناهيك عن عدم التفكير بقطع أرزاق المدرب المحلي وعائلته! اليوم ينبغي علينا إعادة الكتابة في هذا الموضوع بعد قراءة واضحة لهذا الأمر من خلال نجاح مشاركة فريق نادي الشرطة العراقي في بطولة الأندية العربية تحت إشراف مدرب محلي شاب مقابل عدة مدربين أجانب لفرق عربية مشاركة، وكيف تمكن هذا المدرب العراقي من التفوق على هؤلاء المدربين من ناحية قراءة المباريات وتوظيف إمكانيات لاعبيه، وبالتالي خرج هو وفريقه مرفوعي الرأس، وقد سلطت عليه أضواء بعض إدارات الأندية العربية، ومن الممكن أن يتلقى عدة عروض لقيادة فرقهم. إذن هذا دليل قاطع ملموس على أرض الواقع يوضح أن المدرب العراقي كفء وقادر على أن يصنع الفارق ويحقق الإنجاز. كذلك لدينا عدة تجارب سابقة لمدربين عراقيين قادوا فرقاً عربية، بل حتى أجنبية، وقدموا أروع الصور وأجملها في الكفاءة والقدرة، لذا فإن مدربينا المحليين ليسوا أقل شأناً من المدربين العرب والأجانب. على سبيل المثال المدرب المصري مؤمن سليمان الذي قاد فريق الشرطة في الموسم الماضي وحصل معهم على لقب الدوري، وفي هذا الموسم قاد الجوية وحصل على لقب الكأس، لكن هذا لا يعني أنه أفضل من المدرب المحلي على الاطلاق، لعدة أسباب أولها أن فريق الشرطة فريق متكامل من حيث اللاعبين والإدارة وبإمكان أي مدرب محلي الحصول على اللقب معهم، كذلك هو حال الجوية، والدليل أن أحمد صلاح قاد الشرطة وحصل معهم على اللقب وقدم مع فريقه أفضل الأداء ومازال يقدم فبماذا تميز عنه مؤمن سليمان المصري؟
صفقات دولارية !
كما تحدث المدرب كريم جاسم قائلاً: “منذ زمن طويل والمدرب المحلي محارب من أطراف عديدة، أولها اتحاد الكرة بعدم إناطة المهام التدريبية بالمدربين الشباب، إضافة إلى أن الأندية اعتمدت على الأسماء الخارجية، وبمساعدة السماسرة تجري التعاقدات مع المدربين من خارج العراق، كما أن احتراف اللاعبيين يكون عن طريق السماسرة أيضاً، هذه الأمور جميعها تخدم مصالح السماسرة لأن التعاقدات مع اللاعبين أو المدربين تكون ذات فائدة تدر المال على تلك الإدارات، ناهيك عن الاستفادة الكبيرة التي يحصل عليها السمسار! أمور كثيرة جميعها لا تصب في مصلحة الكرة العراقية، فالمدرب أو اللاعب المحلي في رأي الكثير من المختصين أفضل من المدربين واللاعبين الذين يتم التعاقد معهم في صفقات دولارية كبيرة .. يبقى في النهاية الخاسر الأول هي كرة القدم العراقية.”