عدم الاهتمام بالفئات العمرية..مسؤولية من؟

1٬180

أحمد رحيم نعمة/

انجازات عريضة على جميع الصعد حققتها فرق الفئات العمرية خلال عقدي الثمانينات والتسعينات لاسيما النجاحات الكروية العراقية نتيجة المتابعة والدعم المقدمان اليها، فضلا عن تواجد الدوري الكروي لجميع الأعمار الفئوية، إذ كانت الساحة الكروية تعج بالمواهب التي يفرزها الدوري الشبابي،
لذلك كانت كرتنا مزدهرة بفضل اعداد أكثر من منتخب كروي، الوطني بشقيه (أ) و(ب) والمنتخب الأولمبي ومنتخب الشباب الذي تربع على عرش الكرة الآسيوية للشباب، وتأهل المنتخب الوطني الى نهائيات كأس العالم في المكسيك والحال نفسه بالنسبة لمنتخبات الناشئين والأشبال وحتى البراعم.
النتائج التي تم تحقيقها كانت مميزة وباشراف مدربين عراقيين استطاعوا ان يثبتوا جدارتهم، لكن الاهتمام بالفئات العمرية تراجع في السنوات العشر الأخيرة، بل نسيت من قبل القائمين على الاتحاد العراقي والدليل عدم أقامتهم الدوري الخاص بفئات الشباب والناشئين والاشبال وانما أكتفى أهل الاتحاد بالانشغال بدوري الكبار (المتعرج) الذي يبدأ ولا أحد يدري متى ينتهي.
الكرة في خطر
يقول علي صابر مدرب الكرة الشاطئية: الفئات العمرية لأي لعبة هي القاعدة التي ترتكز عليها اللعبة، أتذكر في فترة السبعينات وحتى الثمانينات كان لدينا أكثر من منتخب كروي للفئات العمرية يشارك في البطولات الخارجية، يحقق من خلالها الانجازات الكبيرة، بل تتغلب منتخباتنا على أقوى الفرق العالمية، والدليل أن بطولة هلسنكي التي كانت تقام في السويد كل عام خطف كأسها منتخب أشبال العراق أكثر من مرة وأفرزت البطولة اكثر من نجم عراقي، حقيقة لقد كانت الأندية تعمل بجد من ناحية تأهيل اللاعبين وتدريجهم مع فرق فئاتها العمرية من خلال مشاركة الفرق في الدوري، وهو ما أعطى قوة للكرة العراقية التي تسيدت البطولات العربية والاسيوية، لكن في السنوات الأخيرة أضمحلت كرتنا حتى باتت لاتقوى على مقارعة منتخبات كانت تحلم بتحقيق التعادل مع ناد عراقي وليس منتخب الأسود، والدليل عدم استطاعته الفوز على تايلند وعبور فيتنام باعجوبة وضربة حظ! كل هذه الاخفاقات سببها الأول والرئيس هو عدم إقامة دوري الفئات العمرية الذي يفرز النجوم فاذا أستمر توقف الدوري أعتقد ان كرتنا ستبقى في حال يرثى له وسنخرج من البطولات التي نشارك بها بخفي حنين.
حالة ضياع
حسن احمد مدرب منتخب شباب العراق السابق أشار الى حالة الضياع التي تعيشها الكرة العراقية، قائلا أن الأهمال الواضح لدوريات الفئات العمرية كان له الأثر البالغ في تردي أوضاع كرتنا، حيث تعيش حاليا حالة من الاندثار بسبب عدم جدية عمل اتحاد الكرة، وهذا الاهمال ليس وليد اليوم وانما تراكمت الأخطاء الاتحادية والنتيجة خروج منتخباتنا الوطنية من البطولات العربية والاسيوية بخفي حنين! فالمنتخبات العالمية تتطور بشكل كبير وتخرج المواهب التي ترفع من شأن منتخباتها ما عدا كرتنا التي تتراجع بشكل مخيف كل عام، بحيث أصبح منتخبنا لايستطيع الفوز على أضعف المنتخبات العربية والاسيوية، في عقدي السبعينات والثمانينات عندما كانت تلعب منتخباتنا للفئات العمرية في بطولة آسيا فانها تكون رقما صعباً بسبب تواجد المواهب الكثيرة سواء للشباب أم الناشئين وحتى الأشبال كانت المنتخبات تحسب لفرقنا الف حساب، لكن اليوم وبسبب عدم وجود دوري خاص بالفئات العمرية أصبحنا نشارك لمجرد المشاركة فقط! ولاندري متى يضع اتحاد الكرة استراتيجيته الجديدة ويخطط لما هو قادم، سيما وان الاندية العراقية ملت الانتظار برغم أن أغلب أنديتنا تحوي العديد من فرق الفئات العمرية بانتظار قرار الاتحاد باطلاق الدوري.
الاعتماد على اللاعب الجاهز
بينما كان للمدرب هاي مطنش رأي حول الموضوع أكد فيه ضياع كرتنا نتيجة التخطيط غير السليم للاتحاد عندما قال: إهمال الفئات العمرية العراقية ليس وليدة اليوم وانما أهملت هذه الفئة منذ اكثر من عشر سنوات، حيث لم يقم دوري منتظم لجميع الفئات وبالتالي كان التأثير سلبيا على كرتنا التي عانت الويلات خلال السنوات القليلة الماضية، فمن منا يتوقع التعادل مع فيتنام وهي أضعف فرق القارة الآسيوية والتأهل باعجوبة في أسهل مجموعة للتصفيات الاسيوية، حقيقة ومن دون مجاملة أن كرتنا وبعد أعتماد الاندية على اللاعب الجاهز وتهميش دور المواهب المتواجدة من الشباب أصبحنا في حالة يرثى لها، ولا ندري لماذا لم يقم اتحاد الكرة الدوري الخاص بالفئات العمرية منذ سنوات رغم مطالبة الاندية باقامته، عموما نتمنى أن تحظى الفئات العمرية بالرعاية والدعم والاهتمام وأقامة البطولات من أجل ظهور المواهب التي ربما تنتشل كرتنا من واقعها المؤلم اتمنى ذلك.
تخطيط غير مبرمج
الصحفي الرياضي نعيم حاجم قال: اتحاد الكرة العراقي أضاع (المشيتين) من حيث مساهمته الواضحة في تردي أمور الكرة العراقية، والنتيجة كانت الانتكاسات المتكررة لكرتنا في اضعف البطولات، فضلا عن اخفاقه في التخطيط لمسابقات الدوري، خاصة دوري الفئات العمرية فهو لم يقم دوري منظم لهذه الفئة منذ مايقارب العشر سنوات ليضيع جيل كامل من اللاعبين، ولاندري متى يخطط اهل الاتحاد هل بعد ان يصبح تصنيف العراق صفرا في الفيفا، حقيقة: غريبة عجيبة تخطيطات اتحادنا الكروي، سيما وانه يضم في لجانه مجموعة كبيرة من الخبراء المتواجدين سواء في لجنة المسابقات أم اللجان الأخرى، كنا نتمنى ان تعود الانتصارات التي حققها الجيل الذهبي لكن على ما يبدو اننا سنعيش نشوة وامجاد عام 2007 عندما خطف منتخبنا الوطني كأس اسيا، فاذا استمر الاتحاد على نهجه الخاطيء سنقرأ على كرتنا السلام! .