عدوى الشغب تنتقل من الجمهور إلى المدربين واللاعبين!

281

أميرة الزبيدي

يَبدو أن المدربين واللاعبين كسروا القاعدة التي تنص على أن الجماهير الرياضية هي التي تحدث العراقيل داخل الملعب، إذ تبين خِلال الموسم الكروي الحالي أن المشكلات الدائرة في كرة القدم سببها الرئيس المدربون واللاعبون، فكثيراً ما كان الملاك التدريبي هو من يستفز الحكام باعتراضاته على أي قرار لا يصب في مصلحة فريقهِ.
وقد شاهدنا كيف أن بعض اللاعبين لا يتمتعون بالانضباط مع مدربي الفريق الخصم بإسماعِهم أنواع الكلام غير اللائق، فضلاً عن المشكلات الفنية الأخرى التي يُحدثها اللاعب مع لاعبي الفريق الخصم، هذه الأمور، البعيدة كل البعد عن ملاعبنا، باتت تهدد كرة القدم العراقية، فهل من رادع لتصرفات اللاعبين المسيئين داخل الملعب؟
حالات مؤسفة في دورينا
الاعتداءات الأخيرة في دوري الكرة العراقي، التي كان سببها الرئيس البعض مِن اللاعبين والمدربين، دفعت لجنةُ الانضباط في الاتحادِ العراقي المركزي لِكرةِ القدم الى اتخاذ العقوبات المناسبة بحق المدربين واللاعبين المتسببين بافتعال المشكلات داخل الملعب مِن أجل إيقاف (المعارك)! التي قد تسبب انهيار المنظومة الكروية العراقية. ومن بين أهم القرارات، التي صدرت عن لجنة الانضباط، معاقبة لاعب نادي الشرطة (عبد الرزاق قاسم ) الذي اعتدى على مساعد مدرب فريق نادي أربيل، بإيقافه مباراتين مع غرامة مالية قدرها 3 ملايين دينار. كما أوقفت اللجنة لاعب نادي نفط البصرة (يحيى أسعد) مباراتين بسبب تجاوزهِ على حكم المباراة. أيضاً عاقبت اللجنة مدير نادي الرمادي (مازن عبود) بإيقافه ثلاث مباريات بسبب إطلاق كلمات غير محترمة بحق الطاقم التحكيمي للمباراة، وعوقب كل من مدرب حراس نادي العلم (حمزة حسوني) بإيقافه أربع مباريات وإيقاف لاعب فريق العلم (رائد يوسف) الى نهاية الموسم لتجاوزه بالضرب على حَكم المباراة، ومعاقبة مشرف الفريق (عدي ثائر) بالإيقاف ست مباريات، مع حِرمان جمهور نادي العلم مِن مرافقة الفريق ثلاث مباريات، وهناك عقوبات أُخرى ستطول بعض المدربين واللاعبين ستُقرر في اجتماع لجنة العقوبات.
لا تهاون مع المدرب أو اللاعب
يَقول مدرب فَريق نادي الكرخ أحمد عبد الجبار: في السابق كان البعض من جماهير الأندية هم من يفتعلونَ الأزمة داخل الملعب بإسماع حكم المباراة كلمات غير لائقة أو الاعتداء عليهِ بعد انتهاء المباراة، أو برمي قناني الماء على الكادر التحكيمي! أما في هذا الموسم فقد شاهدنا العجب في ملاعبنا من اعتداءات بعض من المدربين واللاعبين على الحكام لأسباب مختلفة، بل يسعى المدرب أو اللاعب إلى شحن الجماهير الرياضية الحاضرة في الملعب ِمن أجل الاعتداء على الحكام، هذه الحالات كانت موجودة في السابق، لكن ليس بهذا الكم الهائل مِن الاعتداءات التي ربما تنذر بكارثة، ولاسيما أن الاتحاد الدولي أَقر مؤخراً رفع الحظر عن ملاعِبنا العراقية. عموماً، أعتقد أن لجنة العقوبات في اتحاد الكرة لن تتهاون في مثل هذه الحالات التي تسيء إلى سمعة الكرة العراقية.
مصلحة الرياضة
من جانبه، يقول مدرب فريق نادي النفط باسم قاسم: إن أعمال الشغب داخل الملعب مرفوضة رفضاً قاطعاً وغير مقبول بِها إطلاقاً، ويجب اتخاذ أقصى العقوبات بحق مرتكبيها لما لها مِن تأثير سلبي على الرياضة وعلى حركة الشعوب واستقرارها وعدم انحرافها عن مسارها الإيجابي بتوجيه الشباب وخدمة بلدهم، وكذلك فإن الملاعب العراقية تحتاج أن ترسل رسائل إيجابية من أجل رفع الحظر عنها، إذ لابد مِن الابتعاد عن جميع مظاهر الشغب في ملاعِبنا والمحافظة على الروح السامية للرياضة، أيضاً الحفاظ على شعار الاتحاد الدولي لِكرة القدم وهو اللعب النظيف والمنافسة الشريفة، التي مِن خِلالها تتقدم وتبنى البلدان وتتطور حضا راتها.
وأوضح أن الاعتِداءات الأخيرة كانت تعود لأسباب مختلفة، وقد شاهدنا العقوبات التي صدرت مِن لجنة العقوبات في اتحاد الكرة، التي نجحت في قراراتها بِمعاقبة المسيء, نتمنى أن يبتعد المدربون واللاعبون عن هذهِ المشكلات التي لا تصب في مسيرة الحركة الرياضية العراقية، ولاسيما بعد موافقة الاتحاد الدولي على رفع العقوبات عن الملاعب العراقية.
وَضع ضوابط
في حين قال المدرب قحطان جثير: لقد أصبحت التأثيرات واضحة على الدوري العراقي، إذ يجب على المدربين وضع ضوابط للاعبين، وعدم تِكرار هذه المشكلات التي زادت عن حدها، ولاسيما في هذا الموسم الكروي، أيضاً فإن لإدارات الأندية الرياضية دوراً كبيراً في الحد من هذه المشكلات، إذ أن عليها أن تبين للمدربين واللاعبين مساوئ ما يحصل مِنهم داخل الملعب، لأن ذلك لا يصب في مصلحة النادي بسبب الغرامات والعقوبات على المدربين واللاعبين والنادي في نفس الوقت.
انفعالات غير مبررة
أما الصحفي الرياضي محمد كاظم فقال: في الموسم الكروي الحالي شاهدنا الكثير مِن الانفعالات غير المبررة داخل الملعب، سواء مِن المدربين أو اللاعبين، وهذه الأمور طبعا لا تصب في مصلحة الكرة العراقية، في السابق كانت المشكلات تحدث أثناء المباريات مِن بعض الجماهير المحِبة لهذا النادي او غيره، أما الآن فقد اختلف الحال، إذ أصبح المدرب أو اللاعب هو الذي يحدث المشكلات، نتمنى على لجنة العقوبات في اتحاد الكرة أن تتعامل بِجدية مع هذا الموضوع، وتتخذ أقصى العقوبات بِحق المدرب أو اللاعب المسيء الذي يحرض الجماهير الرياضية الحاضرة في المباريات.