علاء الدين النواب سباح العرب وقاهر “المانش”
ملاذ الأمين
تصوير / علي الغرباوي/
يعد السباح علاء الدين النواب أحد أشهر السباحين العرب في مجال السباحة في المياه المفتوحة، إذ عشق هذا النوع من الرياضة منذ صغره، لقرب داره التي تقع في منطقة الشيخ بشار في كرخ بغداد من النهر، حتى عرف بلقب (سمكة دجلة).
ولد علاء الدين محمد حسين أحمد حسن النواب عام 1927 في بغداد الكرخ، وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها، وتخصص بعد تخرجه عام 1953 من كلية الحقوق في بغداد بالقضايا الجنائية.
من الطرائف التي تنقل عنه أنه كان متفوقاً في الدراسة، ودرجاته الامتحانية كانت جيدة جداً، إلا أنه في أحد الامتحانات الشهرية، خلال الدراسة الجامعية، حصل على درجة متوسطة، ولم يفده الاعتراض الذي قدمه الى أستاذ تلك المادة، إذ دونت هذه الدرجة في سجلات كلية الحقوق وفي الشهادة التي تسلمها في نهاية السنة الدراسية. وبعد 40 عاماً التقى مصادفة بالأستاذ مدرس تلك المادة، الذي اعترف له بأن درجته تلك قد تبدلت سهواً مع طالب آخر، وانه اكتشف هذا الأمر بعد أن أرسل سجل الدرجات الى رئاسة الجامعة، ما تعذر إصلاح الأمر حينها.
بطولات محلية ودولية
ذاع صيت النواب مبكراً عند دخوله المدرسة المتوسطة ومشاركته في بطولات السباحة المحلية والبطولات العربية، ففي عام 1957 شارك في بطولة للسباحة الطويلة في بيروت لقطع مسافة 50 كلم بين صيدا والعاصمة اللبنانية، وحقق فيها المركز الثاني، حيث أطلق عليه لقب (سباح العرب)، بعدها شارك في بطولات عالمية عدة كانت أبرزها بطولة كابري-نابولي في إيطاليا عام 1956.
ثم كانت مشاركته عام 1959 في مسابقة عبور بحر المانش بين فرنسا وبريطانيا لفئة الهواة لقطع مسافة 50 كلم، التي كانت المحطة الأبرز في مشوار النواب، فحينها نال المركز الأول من بين 43 سباحاً، لم يكمل السباق سوى ستة منهم، بعدما قطع المسافة في 23 ساعة من السباحة المتواصلة.
احتفاء وتقدير
تقول زوجة المرحوم النواب السيدة (فرقد الحمداني) لـ “مجلة الشبكة” إن “اللجنة الأولمبية شكلت فريقاً فنياً برئاسة الدكتور باسل عبد المهدي مهمته التهيئة لمعرض خاص بالسباح الراحل علاء النواب، ستعرض فيه الأوسمة والكؤوس التي حصل عليها، وكذلك صوره خلال مشاركته في البطولات المحلية والدولية.”
واضافت أن “عائلة المرحوم أعربت عن تقديرها لهذه الالتفاتة، وتعلن بدورها عن تكفلها بتسديد نفقات الطلبة الراغبين بالتحضير لنيل الشهادات العليا – الماجستير والدكتوراه – عن مسيرة الراحل الرياضية.”
وتابعت أن “النواب شارك في خمسينيات القرن الماضي بمسابقة في لبنان، وخلال التدريبات مر على مزار الإمام (الأوزاعي) الذي يقع في إحدى مناطق القريبة من الساحل، ونذر أنه إذا ما فاز في السباق فإنه سيضع في شباكه ديناراً، لكنه بعد فوزه لم يلب نذره.”
قاهر المانش
من جهتها، نعت وزارة الشباب والرياضة في بيان رسمي صدر نهاية الشهر الماضي وفاة النواب، جاء فيه “نتقدم بأحر التعازي إلى الأوساط الرياضية بوفاة السباح الدولي السابق علاء الدين النواب.”
أضاف البيان أن ” السباح العراقي السابق علاء الدين النواب الذي عرف بـ (قاهر بحر المانش) الهائج، بفوزه في مسابقة لعبوره في عام 1959، فارق الحياة عن عمر ناهز 94 عاماً.” كما قدم وزير الشباب والرياضة السابق عدنان درجال تعازيه الى الأوساط الرياضية بوفاةِ السباح الدولي السابق علاء الدين النواب.