فكرة الغالاكتيكوس البريزية..فخٌ كاد ينهي مواهب الريال
محمود خوام/
فترة جيل (الغالاكتيكوس) خلّصت النادي من مشكلات عديدة، ورفعت من شعبيته بشكل مذهل، جمهور كامل شجع ريال مدريد بسبب ذلك الجيل، ومتأكد تماماً بأن الكثير من مشجعي ريال مدريد الذي يقرأون المقال الحالي شجعوا الريال بسبب ذلك الجيل،
بيريز مجنون بفكرة (الغالاكتيكوس) ولا يحب أن ننظر لها بشكل سلبي، لماذا؟
الجيل الذي شاهد الريال وهم يرون زيدان وفيغو والظاهرة رونالدو وديفيد بيكهام وراؤول وكارلوس وكاسياس، حتى أن رينيه خيسوس الذي انتقل إلى ريال مدريد قال إنه من مشجعي الريال بسبب جيل الغالاكتيكوس.
لكن لماذا فشل المشروع في النهاية؟
الأسباب كثيرة، لكن الفخ الأكبر الذي وقع بيريز فيه هو أنه أجبر مدربيه على سياسة مشاركة جميع النجوم. تخيلوا أن ديل بوسكي في إحدى المرات ذكر شيئاً مهماً عما حدث: “بعد كل مباراة كنا نقوم بإحصاء كم تمريرة مُررت إلى كارلوس وكم تمريرة مُررت إلى فيغو، على سبيل المثال، حتى لا يشعر بقية النجوم بالغيرة.”
السبب الثاني هو إهمال فكرة تطوير اللاعبين، كيف؟
قدم بيريز في تلك الفترة مصطلحاً إعلامياً مهماً يدعى “Zidanes Y Pavones”، ويعني تشابك الصفقات العالمية مثل زيدان، مع صفقات محلية مثل بافون. إذ إن بافون مدافع جيد، لكن للأسف لم تجرِ حمايته في ريال مدريد، ولم يكن هناك من يهتم بتطويره، ولم يكن هناك من يهتم بمشاركته ويطور من إيجابياته ويعالج سلبياته، فقد وضع أمام الصحافة كضحية لفشل ريال مدريد، ضحية لأداء النجوم مثل زيدان وبيكهام وفيغو أو أي لاعب سوبر، الصحافة كانت تهاجم لاعباً لم يمنح الفرصة للتطور!
السبب الثالث هو إهمال نظام الفئات السنيّة في ريال مدريد أو المعروف بـ “لا فابريكا”، وهو نظام مؤثر في تاريخ ريال مدريد، كمثال جيل 1966 الفائز بدوري الأبطال، حين كان الكل يلعبون كلاعب إسباني واحد والغالبية كانوا من مدرسة الريال، من ينسى جيل النسر بقيادة بوتراغينو؟
يمكن القول إن إهمال بيريز لمدرسة ريال مدريد كان بسبب النفقات العالية التي كان يدفعها لنجومه السوبر، كمثال بيكهام الذي كان يحصل على راتب ضخم مقارنة براتب بافون الضئيل جداً.
السبب الرابع هو إهمال الخط الدفاعي، لم يكن ريال مدريد يملك لاعبين سيئين بكل تأكيد في خط الدفاع، لكن جودتهم أقل من بقية الخطوط ببساطة، كان هناك لاعبون أقل من مستوى ريال مدريد مثل راؤول برافو أو ميخيا.
جرى بيع ماكليلي، وتعويضه بغرافيسين في صفقة من أفشل الصفقات في تاريخ النادي!
بعض من المقربين من بيريز إعلامياً حاولوا إيصال فكرة مفادها أن بيريز يهتم بمواهبه، كيف؟
هناك لاعب موهبة من مدرسة الريال يُدعى بورتييو جرى الترويج له على أنه راؤول الجديد.
زيدان قال عن الأخطاء الفنية التي حدثت، وتحديداً عند رحيل ماكليلي: “لماذا نقوم بوضع طبقة جديد من الذهب على سيارة بنتلي ونحن قد فقدنا المحرك؟”
فشل المشروع رياضياً في النهاية للأسف، في آخر أربعة مواسم لبيريز في فترته الأولى فشل النادي محلياً في تجاوز دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا، وجمهور الريال عانى كثيراً. تلك الانتقادات جعلت بيريز يقدم استقالته من رئاسة النادي، وكان هناك جزء من جمهور الريال حزين لرحيله، لأنهم فقدوا رئيساً حاول جلب أفضل النجوم في العالم، وحاول خلق فريق يحلم به الجميع. لكن فئة ثانية كانت بعيدة عن العاطفة، وكانت ترى أن النادي بحاجة إلى استقرار فني أكثر، وأن يتوقف عن فكرة جلب النجوم ليبني فريقاً حقيقياً يهتم بمواهبه ومدرسته.
تلك كانت قصة صعود وهبوط (الغالاكتيكوس)، الذي لم تكن نهاية فترته الأولى سوى البداية لولايته الثانية.