في استقبال 2020 نجوم العراق ينتظرون اهتمام الدولة

902

أحمد رحيم نعمة /

يبدو أن بعض الألعاب الرياضية، التي طالما حققت الأوسمة الذهبية في المسابقات الخارجية، لم تجد من يصغي أو يتابع نشاطاتها ويكرمها، بل تجاهل المسؤولون الرياضيون نتائج الاتحادات جميعها، باستثناء كرة القدم صاحبة القدح المعلّى!
لقد عانى رياضيو العراق وللألعاب الرياضية المختلفة من الغبن الشديد الذي أصابهم، حتى وإن حققوا الأوسمة المتنوعة في البطولات الآسيوية والعالمية، برغم السنين الطويلة التي مرت ومازال أبطالنا يعيشون تحت خط الفقر! عكس رياضيي الدول العربية الذين يحظون بتكريم ومتابعة من قبل قادتهم، بحيث يعيش رياضيوهم عيشة الملوك، بينما أبطالنا في حال يرثى له، خاصة إذا ما حصلت للرياضي إصابة في مسابقة ما إذ يكون مصيره الاعتزال والبحث عن مصدر رزق يعيش به عائلته.
أبطال في خانة النسيان
على سبيل المثال اتحادا الكك بوكسنغ والمواي تاي، فالاتحادان سميا باتحادي الذهب نتيجة الأوسمة التي يحققها أبطالهما في البطولات الخارجية، هاذان الاتحادان لم يجدا من يقف معهما من ناحية التكريم وغيره من الأمور التي تفرح الرياضي، فأبطال الكك بوكسنغ أغلبهم … يشتغلون عمّاله! والحال نفسه بالنسبة للاعبي الاتحادات الأخرى فالرياضة أصبحت كرة قدم فقط !! وياليتها قدمت شيئاً.. فأصحاب الشأن الرياضي لم ولن يعيروا أية أهمية تذكر لهذه الألعاب.. فالأبطال يقاتلون على الحلبة ويتحملون الضرب وربما القتل في النزالات من أجل العراق لاغيره، وعندما يتألقون لا يجدون في بلدهم من يرفع من شانهم، فقد وضع النجوم في خانة النسيان.
عام 2020 هل تتغير الأمور؟
يقول مدرب المنتخب الوطني العراقي بالكك بوكسنغ أحمد كريم: أعتقد أن الوضع سيبقى كما هو عليه من ناحية الجانب الرياضي، إذ تبقى لعبة كرة القدم هي صاحبة القدح المعلّى مع استمرار نسيان الألعاب البقية، في العام الماضي لم نشارك في أية بطولة خارجية، ولاسيما بطولة آسيا بالكك بوكسنغ التي حصدنا فيها 22 وساماً عام 2018، نحن أسياد آسيا في هذه اللعبة، لكن العمل غير الصحيح في لجنة الخماسي ضيع علينا المشاركات الخارجية للعام الماضي. وأضاف: حقيقة وبدون مجاملة فإن الألعاب الرياضية العراقية أهملت بشكل لايصدق ما عدا كرة القدم، والشيء الأغرب من ذلك أن معظم الرياضيين الأبطال في بلدنا يعيشون حالة بائسة من ناحية الظرف المادي الصعب، فعلى سبيل المثال في رياضتنا نجوم يعملون في البناء لإعانة عوائلهم ويذهبون في الليل للتمارين لأنهم يحبون لعبتهم وبلدهم،لا أعلم هل يتغير الوضع عام 2020 فيعيش الرياضي العراقي البطل بحال أحسن من قبل؟
الدعم … فقط لكرة القدم
نجمة العراق بالبولنغ، منى خوشو، أكدت أن الدعم الحقيقي في الرياضة يكون لكرة القدم فقط، وأضافت أن الألعاب الرياضية الأخرى لم تجد أي دعم من قبل الدولة برغم حصولها على الإنجازات، لكنها دائماً (منسية) من جميع النواحي التكريمية والتحفيزية! أنا بالنسبة لي مثلت العراق في الكثير من المحافل الدولية أبرزها بطولة سيناء 2010 إذ حصلت على الميدالية البرونزية في الزوجي، وفي 2013 بطولة عربية أقيمت في دبي حصلت على الميدالية البرونزية وأيضاً الميدالية الفضية في ماستر وفي مصر 2014 بطولة سيناء حصلت على الميدالية البرونزية، أيضاً في دولة البحرين في سنة 2015 حصلنا على الميدالية البرونزية في الفرقي وحصلت على برونزية أعلى كيم وحصلت أيضاً على كأس أفضل 6 كيم.. كل هذه الإنجازات التي تحققت ولم أجد التكريم المناسب من قبل قادة الرياضة العراقية.
نعمل عكس العالم
أما بطل العالم ببناء الأجسام علي حسين فقال: لقد شاركت في أكثر من بطولة دولية خلال السنوات السابقة تمكنت من خلالها أن أحصل على المركز الأول بجدارة وأرفع علم العراق عالياً، لكن هل تم تكريمي أو إعطائي دفعة معنوية من قبل الدولة، طبعا لا!! لأن المسؤولين في بلدنا مشغولون بكرة القدم فقط! دون النظر للألعاب الرياضية الأخرى، هذه الأمور جعلت أغلب الأبطال يعتزلون اللعب والبحث عن عمل من أجل معيشة عوائلهم لأن الرياضة أصبحت عبئاً ثقيلاً يقع على كاهل الرياضي الذي له عائلة، نحن نعمل عكس العالم، ففي البلدان المجاورة عندما يحرز رياضيوها الأوسمة المتنوعة في البطولات الخارجية تكرمهم دولتهم بالسيارات الحديثة والبيوت وبرواتب جيدة تضمن لهم العيش الكريم لما قدموه لبلدهم ، بينما نحن إذا ما حصلت للرياضي إصابة في بطولة خارجية فإن مصيره يكون الهلاك، والابتعاد عن اللعبة وتحمل تكاليف علاجه.. الفرق كبير جداً بيننا! بل أغلب الأحيان يتحمل الرياضي تكاليف السفر لغرض المشاركة في البطولة الخارجية، حقيقة ينتظر الرياضيون العراقيون اهتماماً من قبل الدولة لهذه الشريحة المظلومة من الرياضيين، فهم يذهبون إلى البطولات الخارجية من أجل اسم العراق ورفع العلم وعزف النشيد الوطني وهذا بحد ذاته شيء نتفاخر به، أملنا كبير في دعم جميع الالعاب الرياضية من قبل الدولة.