في حادثة المؤتمر الصحفي.. عندما يجهل الطارئون على الإعلام دورهم

336

بغداد / أميرة محسن

بعد نهاية مباراة العراق والأردن، التي كان بطلها الحكم علي رضا فغاني، الذي حسمها بقرارته الجائرة لصالح الأردن عندما أشهر الكارت الأحمر بوجه المهاجم أيمن حسين في لحظة حاسمة تسببت بانهيار الروح الحماسية للمنتخب ورفع معنويات الأردن الخائرة، لم يحمل أي متابع او مشجع او مراقب المدرب الوطني خيسوس كاساس الخسارة. وقد توجه كاساس الى المؤتمر ليشرح حجم الظلم الذي تسبب بخروج العراق من البطولة،
كاساس وجد نفسه أمام مخطط صبياني للإساءة إليه، بدأ بسؤال استفزازي رفض الإجابة عنه بهدوء واحترام، وهذا من حقه، لكن الجميع فوجئوا بهجوم على المدرب والصراخ في وجهه وتحويل المؤتمر الى فوضى. حين خرجت مجموعة من الطارئين على الاعلام وهم كل من : علي البهادلي وحسين البهادلي وكرار محسن وأنمار عبد العزيز وحسين عمار عن مهنتهم وتحولوا الى مجموعة مخربة بعيدة عن اللياقة والاحترام وفاقدة للشعور بالمسؤولية. والسؤال هو: من منحهم حق التهجم على المدرب لمجرد أنه رفض الإجابة عن سؤال لا معنى له، ومن أبسط حقوق المدرب رفض الإجابة على أسئلة يعتبرها لا قيمة لها ولا أهمية ولا فائدة من الإجابة عليها.
هذا التصرف الذي أدين من جميع المستويات الشعبية والرسمية دفع كاساس الى التفكير بترك المنتخب العراقي ومراجعة قراره مع عائلته، مع تأكيده على حبه للعراق والعراقيين وكونه صار جزءاً منهم.
نقابة الصحفيين العراقيين أدانت هذا التصرف وأصدرت بيانها بتشكيل لجنة تحقيقية بالحادث ومحاسبة أولئك “الإعلاميين”، كما طالبت رئيس الوزارء محمد شياع السوداني بتوجيه الجهات ذات العلاقة باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق كل من أساء إلى سمعة العراق في المؤتمر الصحفي الخاص بمدرب منتخبنا الوطني خيسوس كاساس.
السوداني يشد من أزر كاساس
حال وصول الوفد العراقي الى بغداد التقى رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني بالوفد العراقي، وعبّر عن رضاه لما قدمه الفريق في البطولة الآسيوية. وقد حضر اللقاء رئيس الاتحادِ العراقي لكرةِ القدم السيد عدنان درجال ومدرب المنتخب خيسوس كاساس ونخبة من اللاعبين. وأشاد السوداني بالأداء الطيب للاعبي المنتخب في بطولةِ آسيا الذي كان مصدر سعادة لجميع العراقيين، وقال إن “كرة القدم هي لعبةُ فوز وخسارة، وهذا اللقاء رسالة دعم للمنتخب في استحقاقاته المقبلة بتصفياتِ كأس العالم، التي يأمل فيها العراقيون التأهل للنهائيات، كما يشكل تأكيداً على دعم الحكومة للرياضة بشكل عام.” وأضاف: “نعتز بوجود المدرب كاساس على رأس الجهاز التدريبي للمنتخب، مثمناً جهوده مع اللاعبين الذين جعلونا نشعر بأننا نمتلك منتخباً يختلف في أدائه عن السنوات السابقة.” أما بخصوص المضايقات التي واجهت كاساس من بعض الإعلاميين في المؤتمر الصحفي، فقد وجه السوداني الجهات ذات العلاقة باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق كل من أساء إلى سمعة العراق في المؤتمر الصحفي الخاص بمدرب منتخبنا الوطني.
نقابة الصحفيين
تضرب بيد من حديد
وفي تصريح لنقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي شجب فيه العمل المشين الذي قامت به مجموعة من المتطفلين على الإعلام ممن قاموا خلال المؤتمر الصحفي للمدرب بمحاولة الإساءة الى سمعة العراق.
وأكد اللامي أن لجنة الانضباط في النقابة تحقق مع الصحفيين الذين تجاوزوا على المدرب وأساءوا الى سمعة العراق في المحافل الدولية.
واضاف اللامي أن “الصحفي الحقيقي عليه أن يتحلى بالثقة والالتزام واحترام المعايير المهنية في مثل هذه المناسبات، وأن ما حدث من تصرفات غير مسؤولة من بعض الصحفيين أمر غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه إطلاقاً، وسوف نضرب بيد من حديد على كل من يسيء الى سمعة العراق مهما كان، فالعراق فوق كل شيء.”
من جهته، أدان الاتحاد الآسيوي التصرفات المشينة التي حصلت خلال المؤتمر الصحفي للمدرب العراق خيسوس كاساس بعد مباراة الأردن، وقرر الاتحاد منع المسيئين من المشاركة في جميع البطولات التي ينظمها الاتحاد.
عمل مدفوع الثمن
عن هذه الأعمال الطارئه على الوسط الإعلامي العراقي، تحدث العديد من المختصين بالشأنين الرياضي والصحفي، وكانت البداية مع نجم المنتخب الوطني العراقي السابق الكابتن حمزة هادي الذي قال: “يجب معاقبة الصحفيين الذين اعتدوا على كاساس بأشد العقوبات، لأنها اعتداءات متكررة مدفوعة من مدربين يريدون العودة للتدريب، وإعلاميين معروفين هدفهم الأساسي ضرب نجاحات الكابتن عدنان درجال، وهذه تعتبر إساءة للبلد، فالمدرب كاساس مدرب محترم استطاع صنع توليفة ممتازة من اللاعبين، والخروج من كأس آسيا بفعل الحكم علي رضا فغاني ليس نهاية العالم، فهنالك أستحقاقات مقبلة أهم، منها تصفيات كاس العالم.”