قاهر الكبار.. نادي القاسم ينافس على دوري نجوم العراق

47

بغداد / أحمد الساعدي
نادي القاسم البابلي من الأندية الرياضية العراقية المميزة، إذ استطاع فريقه المشارك في دوري نجوم العراق لكرة القدم أن يقدم أجمل العروض وأروع النتائج، بل تمكن من الفوز على أعرق الأندية البغدادية هذا الموسم. وعلى الرغم من الحالة المادية الضعيفة للنادي، إلا أن شبابه قالوا كلمتهم على أديم المستطيل الأخضر، عندما حققوا الفوز على معظم الأندية المتخمة بالنجوم الدوليين والمحترفين.

فقد تمكن مدرب القاسم، السوري أيمن الحكيم، أن ينظم لاعبيه بالطريقة المثلى، التي نجحوا فيها في الإطاحة بأقوى الفرق البغدادية، وآخرها الفوز على فريقي القوة الجوية والزوراء، والتعادل مع بطل الدوري فريق الشرطة. ليصبح الحصان الأسود لدوري نجوم العراق هذا الموسم والمرشح القوي لخطف لقب الدوري.. عن حظوظ الفريق البابلي في المباريات المقبلة وبعض الأمور، تحدث لنا عدد من المدربين والمحللين والصحفيين الرياضيين.
أداء رجولي
البداية كانت مع المحلل الكروي لاعب المنتخب الوطني العراقي السابق جبار هاشم عندما قال: فريق القاسم أسكت الجميع من خلال عروضه الرائعة التي قدمها في جميع المباريات التي خاضها بلاعبيه الشباب، تحت إشراف المدرب السوري أيمن الحكيم. فالأندية المدججة بالنجوم والمحترفين لم تستطع إيقاف شباب الفريق البابلي، فنراه قد لعب في أبرز مبارياته بأداء رجولي رائع، من حيث نقل الكرات واللعب الجماعي المنظم، واستمر على هذا المنوال طيلة المباريات التي لعبها، ولاسيما مباراته أمام الزوراء، التي قدم فيها أداء رائعاً كلل بهدفين للاشيء. أنا أتوقع، ومعي كثيرون، أن يكون هذا الفريق ضمن المربع الذهبي إذا دعم مادياً، كما أتوقع له البروز أكثر في المباريات المقبلة من دوري المحترفين.
حلم الدوري
فيما قال الحكم الدولي السابق رعد سليم: فريق نادي القاسم هو حصان الرهان، وملح دوري نجوم العراق لكرة القدم. فالمدرب السوري أيمن الحكيم رجل المرحلة الأولى مع نادي القاسم الفتي، استطاع هذا النادي أن يغربل فرق الدوري، والمقدمة منها، بدعم وإمكانيات بسيطة ولاعبين مغمورين، وبدا منافساً بقوة للفرق المتصدرة. لقد عانى هذا النادي الكثير خلال السنوات الماضية، وحتى الحالية، من عدم وجود الدعم المالي، فاعتمد على أبنائه من الشباب، عكس الأندية المتخمة بالنجوم والمحترفين. وبرغم ذلك، أظهر لاعبوه مواهبهم وقالوا كلمتهم وحققوا الفوز على أقوى الأندية العراقية، وأصبحوا في المركز السادس، وإذا ساروا على نفس النهج والأداء الجيد، سينافسون هذا الموسم على المراكز الأولى، فالمدرب عرف كيف يرسم الطريق نحو تحقيق الفوز.
ظلم إعلامي
بدوره، تحدث نجم المنتخب الوطني العراقي السابق حبيب جعفر قائلاً: هذا المدرب يقود نادياً (فقيراً) مادياً، إلا أنه كبير فنياً، وفريقه لم يخسر أمام الفرق الجماهيرية، وهو للأسف مظلوم إعلامياً. هذا الفريق الذي يحمل عنوان (نادي القاسم) فاز على أربيل، وتعادل مع الطلبة والشرطة، وتغلب على الجوية والزوراء، وقد سمي بقاهر الكبار. حقيقة أن مايقدمه هذا الفريق شيء مفرح، من حيث الأداء المنظم، والسيطرة الدفاعية، ووسطه المستقر، مع قوة هجومية رائعة. عندما نشاهد الفريق وهو يلعب نشعر أنه عبارة عن كتله واحدة، فالمدرب بذل جهداً كبيراً من أجل ظهور الفريق بهذا المستوى الجيد والرائع، لذلك أتوقع أن يصل الفريق البابلي بلاعبيه الشباب إلى مركز متقدم في دوري المحترفين.
لاعبون شباب
أما الصحفي الرياضي نعيم حاجم فقال: للتاريخ والانصاف، فإن ما يقدمه فريق القاسم في دوري نجوم العراق من نتائج مميزة، لأول مرة في مشاركاته، جاء بجهود كبيرة يبذلها محافظ بابل، الذي لم يتوان في توفير ركائز نجاح الفريق. مضيفاً: أن نادي القاسم يحتاج إلى ملعب، حاله حال الأندية الأخرى التي تمتلك ملاعب، فالذي يتغلب على قطبي الكرة العراقية القوة الجوية والزوراء، هذا ليس فريقاً عادياً، فبالرغم من إمكانياته المتواضعة، استطاع أن يقدم شيئاً رائعاً، ويفوز في معظم المباريات التي خاضها بلاعبيه الشباب، الذين يلعبون من دون عقود ضخمة، ولا يتقاضون سوى الرواتب، إلا أنهم تغلبوا على أصحاب عقود الملايين.
كرة أوربية
من جانبه، يقول الصحفي محمد علي: بدون مجاملة أن مايقدمه فريق نادي القاسم هذا الموسم، من أداء رائع، شيء مفرح بلاعبيه الشباب ومدربهم الفذ أيمن الحكيم، إذ استطاع الفريق أن يلهب الدوري العراقي ويحرج أغلب الفرق المعروفة، بل تغلب على متصدر الدوري ووصيفه، لذلك يستحق اللقب لما يقدمه من أداء رجولي رائع، وكأنك تشاهد كرة أوربية.