كرة القدم العراقية.. أزمات + انتكاسات = ضياع

1٬040

أحمد رحيم نعمة /

الحديث عن تاريخ الكرة العراقية يزداد تشويقاً عندما نتصفحص وريقات الماضي، المدجج بالانتصارات الكبيرة التي سطرها نجوم الكرة السابقين إبان العقود السابقة، حين استطاعت منتخباتنا الكروية لجميع الفئات العمرية أن تتربع على عرش الكرة الآسيوية وصولاً للعالمية، عندما شارك الأسود في مونديال 1986 وبعدها تتويج العراق بلقب آسيا 2007،بعدها تتلاقف الأمواج كرتنا بين مدّ وجزر نتيجة التخطيط (المخربط) من قبل القائمين عليها.
دوري غير مبرمج
أكثر من موسم كروي والدوري العراقي يعاني (الأمرّين) نتيجة طول اقامته، فهو يبدأ ولا أحد في الأندية وحتى اتحاد الكرة يعرف متى ينتهي، فكان تأثيره سلبياً على الأندية من حيث استنزاف طاقة اللاعبين، فضلاً عن (خواء) ميزانياتها.
بناء و(تفليش)!
بعد اكتشاف التزوير في أعمار معظم منتخبات الفئات العمرية، قام اتحاد الكرة العراقي بــ(فرمتة) فرق الفئات العمرية، إذ أبقى على كادر المنتخب الأولمبي، وحلّ منتخبات الشباب والناشئين والأشبال والبراعم مع تسريح تعسفي لمدربي هذه الفئات، وبعد (تفحيص وتمحيص) لاتحاد الكرة مع لجنة المنتخبات أعاد هيكلة المنتخبات فأعاد كادر منتخب الشباب والناشئين مع تغيير إجباري لمنتخبي الأشبال والبراعم ما زاد في (الطين بلّه)!!
تخطيط غير مبرمج
يقول المدرب السابق لفريق نادي الكرخ (كريم حسن) إن اتحاد الكرة العراقي أدخل كرتنا في مأزق كبير من حيث التخطيط غير المبرمج في العمل سواء بإقامته للدوري (المخربط)! أو بعملية اختيار الكوادر التدريبية للمنتخبات الوطنية التي تخضع عملية الاختيار فيه الى العلاقات وأمور أخرى سواء المدربين او اللاعبين الذين يتم استدعاؤهم.
الحقيقة أن الكرة العراقية دخلت في نفق مظلم، والدليل خروجنا من الأدوار الأولى لنهائيات أمم آسيا التي خطف كأسها لأول مرة في تاريخه المنتخب القطري، فالمشاكل والأزمات ألقت بظلالها على الكرة العراقية بحيث أصبحنا في خانة الضياع بسبب اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات التي أصبحت تعمل وفق معايير أخوية دون النظر الى تاريخ هذا المدرب المميز او ذاك!
أزمات حقيقية
فيما قال الصحفي الرياضي (كاظم حميد): الرياضة العراقية بجميع مفاصلها تمر بأزمة حقيقية ألقت بظلالها على نتائج المنتخبات العراقية، فاللجنة الأولمبية الوطنية العراقية في واد والاتحادات الرياضية في وادٍ آخر! فعلى سبيل المثال اتحاد الكرة العراقي لاتستطيع الأولمبية أن تتدخل في أموره إطلاقاً برغم انضمام الاتحاد الى سرب الأولمبية، والاتحادات الرياضية الأخرى تسير على نفس النهج.. المهم كيفية تسلّم المبالغ المخصصة لهم من ميزانية الأولمبية!! (كلّ يعمل على هواه) دون النظر الى النتائج، تقيم الاتحادات الرياضية المعسكرات وتشارك في البطولات وبالتالي تخرج صفر اليدين من البطولات، وإلا بماذا نسمي الرياضة العراقية التي لم تحصل على وسام اولمبي منذ اكثر من نصف قرن!! (الجماعة مخلصيهه) معسكرات ترفيهية وهذه الأمور أدخلت رياضتنا وكرتنا، على وجه الخصوص، في معسكر الضياع!
مجاملات وإخوانيات
أما الإعلامي (قيصر محمد) فتحدث عن الوضع المأساوي للكرة العراقية عندما قال وبحرقة: عام 2007 كان آخر الإنجازات الكروية العراقية على مستوى القارة الآسيوية، بعدها تراجعت كرتنا بشكل مخيف من حيث الإخفاقات المتكررة لمنتخباتنا الوطنية، بعد أن كان اسم العراق مرعباً للمنتخبات العربية والآسيوية في أكثر البطولات التي يشارك فيها، أصبح الأسود مجرد رقم تكميلي يضاف الى البطولات والدليل الانتكاسات المتكررة في بطولات الخليج وآسيا. البعض علّل أسباب هذه الإخفاقات باختفاء المواهب الكروية، بينما وضع اتحاد الكرة شماعة الانتكاسات على عدم وجود الدعم الكافي من قبل الدولة. لقد أصبحت المجاملات والإخوانيات وأمور اخرى هي السائدة في اختيار المدربين واللاعبين للمنتخبات الوطنية والنتيجة كما شاهدها الشارع الرياضي العراقي كرتنا من سيئ الى أسوأ، نشارك في البطولات ونخرج على أيدي أضعف المنتخبات، حتى أصبحت منتخباتنا تشارك من أجل تكملة عدد فقط دون أن نزاحم على خطف بطولة ما، وشاهدنا المشاركات الأخيرة لمنتخباتنا الوطنية وكيفية الخروج المذل منها بخفّي حنين. وأضاف: لم تعد الكرة العراقية بلسم هموم الناس ومبعث فرحهم، فقد أصبحت في السنوات القلية الماضية سبباً للأحزان نتيجة الإخفاقات المتكررة على كافة الصعد نتيجة المشاكل والأزمات التي تحدث بين الحين والآخر، أما الدوري الكروي العراقي فهذه مشكلة اخرى تضاف الى المشاكل، فمنذ فترة طويلة والدوري لم تفارقه المشاكل والمنغصات، تأتي في مقدمتها الاعتداءات العلنية على الطواقم التحكيمية. أما المشكلة المهمة التي لا تفارق دورينا فهي عدم صلاحية معظم الملاعب العراقية كون أغلب الأرضيات لاتصلح للعب حتى للفرق الشعبية والتي أدت الى إصابات بليغة لدى أكثر اللاعبين، كما أن هناك مشكلة تعاني منها إدارات الأندية ألا وهي طول فترة إقامة الدوري فهو يبدأ ولا أحد يعرف متى ينتهي، فقد يمر بفصول السنة الأربعة، وقد وضع أهل الاتحاد الكروي حججهم في طول الإقامة بمشاركات منتخباتنا الوطنية والتي تعيق مشاركة اللاعبين مع أنديتهم، مشاكل كثيرة طالت رياضتنا العراقية وأدت الى حالة من الضياع التام.