كرة اليد العراقية تتألق آسيوياً
أميرة محسن /
اختتمت، قبل أيام، في مدينة الدمام السعودية بطولة آسيا بكرة اليد، التي جمعت أقوى المنتخبات الآسيوية، وقدم منتخبنا الوطني خلال هذه البطولة أداءً بطولياً رائعاً استحق من خلاله الإشادة من قبل الوسطين الرياضيين العراقي والعربي، إذ تمكن الأسود من تحقيق الفوز الغالي على المنتخب الكويتي القوي في مباراة حاسمة، وفي المباراة الأخيرة أمام كوريا، التي تحدد الصعود الى نهائيات كأس العالم، أكد منتخبنا جدارته، لكن الحارس الكوري أنقذ فريقه من خسارة متوقعة، ليفوز فريقه بفارق هدفين على الفريق العراقي.
كسب العراق في هذه البطولة منتخباً قوياً باستطاعته تحقيق الانتصارات في البطولات المقبلة. عن المستوى الفني العالي الذي قدمه المنتخب العراقي في بطولة آسيا وما رافق ذلك من أحداث، كانت لنا وقفة مع مجموعة من الصحفيين الرياضيين والمدربين…
يقول نجم المنتخب الوطني العراقي السابق والمشرف على المنتخبات العراقية لكرةاليد حمودي ناصر: “لم يتوقع الكثيرون في الوسط الرياضي المستوى العالي الذي ظهر عليه منتخبنا الوطني في بطولة آسيا التي اختتمت مؤخراً في العربية السعودية، حيث كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من التأهل الى نهائيات كأس العالم، لولا سوء الحظ الذي رافق اللاعبين في إحراز الأهداف على المنتخب الكوري، إذ أنقذ الحارس الكوري مرماه برده أكثر من كرة عراقية، بل إن الحظ وقف مع الكوريين في هذه المباراة الحاسمة، لنبتعد عن المشاركة في كأس العالم المقبلة.”
يضيف ناصر: “في الحقيقة لم يقصر لاعبونا وقدموا جهداً استثنائياً كبيراً في جميع المباريات، لكن سوء الطالع في مباراة كوريا كان الفيصل في عدم تأهل المنتخب إلى النهائيات العالمية، المهم أننا بتنا نمتلك منتخباً قوياً باستطاعته منافسة أقوى المنتخبات العالمية، نتمنى أن يدعم هذا المنتخب من أجل مواصلة مشواره بنجاح في البطولات المقبلة، فلو كان المنتخب مدعوماً بشكل جيد لحقق أفضل من ذلك، إلا أن الدعم المحدود جداً له –طبعا- تأثير في مسيرة أي فريق، أملنا في احتضان ودعم هذا الفريق الفتي الذي أفرح الشارع الرياضي العراقي خلال بطولة آسيا.”
شكراً لكم أفرحتمونا
فيما تحدث المدرب القدير بسام رؤوف عن إنجاز كرة اليد قائلاً: “ألف مبارك لهذا المنتخب الرائع على المستوى العالي الذي قدمه في بطولة آسيا الأخيرة، لقد أعاد هؤلاء الأبطال أمجاد كرة اليد بعد فترة من الانقطاع عن البطولات العربية والعالمية، عاد المنتخب العراقي لكرة اليد الى الواجهة بعد سلسلة من النجاحات الكبيرة، إذ قدم نجوم المنتخب أروع ما يكون في مبارياتهم، استحقوا من خلالها الإشادة، إن ما شاهدناه شيء رائع، من روح وعطاء وثقة وتفانٍ من أجل سمعة العراق ومن أخلاق ترتقي أن يكون أبناء كرة اليد العراقية في نهائيات كأس العالم، لولا التسرع ومنح فرص كان بمقدورنا منعها، فخبرة الكوريين وهدوؤهم كانا العاملين الأساسيين في ثقتهم بالفوز، لايسعني إلا أن أقول شكراً لاتحاد كرة اليد، وللجهاز الفني واللاعبين الأبطال، ولكل من أسهم من إداريين وجمهور وإعلام في دعم هؤلاء الأبطال الذين أدخلوا الفرحة والسرور في نفوس أبناء الشعب العراقي، أقول لهم: لقد كنتم على قدر المسؤولية وأنجزتم ورفعتم رؤوسنا عالياً.”
فقر الإعداد والدعم اللوجستي
أما الصحفي الرياضي عدنان السوداني فقال: “انتهت رحلة منتخبنا الوطني بكرة اليد في بطولة آسيا، وهكذا انتهى معها حلم الوصول الى كأس العالم، لكننا نخرج مرفوعي الرأس فخورين بما تحقق، وهو بحق مركز مميز في تاريخ كرة اليد العراقية، إذ كان بالإمكان أفضل مما كان، وتحقيق مركز أفضل، ولاسيما بعد المستويات الطيبة التي قدمها المنتخب ولاعبوه الأبطال، لكننا تعودنا أن نبكي دائماً على اللبن المسكوب، وتعودنا أن نعض اصبع الندامة، ليس لأننا فشلنا في هذه البطولة، وإنما لأننا لم نعد العدّة لها بشكل جيد.”
تابع السوداني: “لمسنا غياب التخطيط السليم والدعم الصحيح والمساندة الحقيقية، فبعد أن تعايشنا مع أجواء تنافسية وصورة مثالية من الأداء الحماسي الوطني المميز الذي قدمه عناصر المنتخب جميعاً دون استثناء، نقول: ألا يكفي مانقدمه من دعم مفتوح لكرة القدم، لتأخذ منا المليارات من ميزانيات الأندية والاتحاد، ومازلنا نعيش نكباتها وويلات خساراتها المتعددة، فصورة الإعداد لمنتخب اليد العراقي لم ترتقِ الى مستوى تلك البطولة الآسيوية المهمة، ولا الى مستويات إعداد فرقها، فهل تصدقون أن عشرين يوماً قبل البطولة كانت كافية لإعداد منتخب يمثل العراق؟! وهل تصدقون أن أغلب نجوم المنتخب يعيشون ظروفاً اقتصادية صعبة؟! وهل تصدقون أن المنافسين خاضوا مباريات إعدادية ومعسكرات طويلة لأجل تحقيق نتائج مميزة، فيما ذهب منتخبنا فقير الإعداد والدعم اللوجستي ؟! أخيراً أقول إن مدينة الدمام التي أقيمت فيها بطولة آسيا كشفت تقصيرنا بحق كرة اليد العراقية وكشفت آلامها!”
فرسان كرة اليد.. تألق وإبداع
من جانبه، أشاد الصحفي الرياضي عبد الزهرة نعيم بالمستوى الراقي الذي قدمه منتخب العراق بكرة اليد قائلاً: “الحمد لله على كل حال، منتخبنا تحدى الظروف وسوء الإعداد وقلة الدعم المادي، وكان على بعد خطوة من كأس العالم، لكن قدّر الله وما شاء فعل، مبارك لنا هذا المنتخب الشجاع، الذي يجب دعمه وتطويره ليرفع اسم العراق عالياً في مقبل الاستحقاقات، فالمدرب الوطني شريف عزمي أثبت أنه يدير الأمور بعقل راجح وقلب شجاع، فهو أهم أدوات التفاؤل لأن المُهرة بفارسها -كما يقولون-، لكني أُذَكِر كل الذين يقفون بقلوبهم الطيبة مع منتخبنا أنه قال لإحدى الفضائيات.