لوكا مودريتش.. من لاجئ صغير الى حامل الكرة الذهبية لأفضل لاعب

645

إعداد: أميرة محسن /

أحرز الكرواتي لوكا مودريتش، صانع ألعاب ريال مدريد الإسباني، الجائزة الأغلى التي توجت مسيرة مضنية لطفل بدأ كلاجئ في بلاد مزقتها الحرب، بمنحه الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم في العالم.

البطل القومي في بلاده، اختير كأفضل لاعب لعام 2018 متفوقاً على البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي ولاعبي المنتخب الفرنسي المتوجين أبطالاً للعالم، بعدما ساهم بقيادة المنتخب الكرواتي الى نهائي مونديال روسيا 2018، للمرة الأولى في تاريخه.

وختم مودريتش بأدائه في المونديال، موسماً ساهم فيه أيضا بتتويج فريقه الملكي بلقبه الثالث توالياً في دوري أبطال أوروبا.

وقال اللاعب البالغ من العمر 33 عاماً بعد تسلمه الكرة الذهبية: “مفتاح النجاح؟ من الصعب تحديد ذلك، العمل، المثابرة في الأوقات الصعبة. أحب دائما أن أردد هذه العبارة: الأفضل ليس سهلا”.

وتابع “كلنا كأطفال نحلم. حلمي كان اللعب مع فريق كبير والفوز بألقاب مهمة، الكرة الذهبية كانت أكثر من حلم طفولة بالنسبة إلي، ورفع هذه الجائزة هو فعلا مدعاة فخر وشرف بالنسبة إلي”.

وتسلم مودريتش المعروف بخجله وصوته الخافت، الجائزة في حفل زاخر بالنجوم في باريس، في تناقض صارخ مع بدايته المتواضعة في منزل استحال بقايا مخلعة بعدما التهمت النيران جزءاً كبيراً منه، في قرية مودريتشي التي دُمرت خلال حرب الاستقلال.

وتقع هذه القرية على سفح جبال فيليبيت المطلة على البحر الإدرياتيكي، وقد كان مودريتش يقطن في المنزل الصيفي لجده وهو الآخر يدعى لوكا مودريتش، وقتل على يد القوات الصربية في الأشهر الأولى للنزاع (1991-1995) الذي حصد قرابة 20 ألف قتيل.
وما تزال هناك لوحة تذكر بذلك في تلك المنطقة وتقول “خطر!ألغام!”.

هروب

كان لوكا مودريتش في العاشرة من عمره عندما هرب مع عائلته الى مدينة زادار الساحلية التي تقع على بعد 40 كيلومتراً. هنا، وسط ضجيج القنابل التي تتساقط على المدينة الساحلية، تفتقت خصال أحد أبرز المواهب المعاصرة في القارة الأوروبية الذي أصبح قائداً لمنتخب كرواتيا.

ويتذكر يوسيب بايلو الذي كان مدرباً لفريق “ان كاي زادار”: “كنت قد سمعت عن شاب صغير نشيط لا يتوقف عن مداعبة الكرة حتى في أروقة احد الفنادق وينام معها”.

لم تخف موهبة الفتى على أحد، لاسيما المدرب الذي بات حاليا في العقد السابع من العمر، والذي رأى أن مودريتش “كان مثالاً للاعبي جيله، قائداً محبوباً. كان الأطفال يرون فيه في تلك الفترة ما نراه اليوم”.

وبحسب ماريان بوليات، صديق مورديتش، برزت موهبة الأخير وسط أجواء الحرب والنزاعات. وقال “تساقطت القذائف حولنا مليون مرة ونحن في طريقنا الى التدريب، كنا نهرع الى الملاجئ.”

واعتبر بوليات (36 عاماً)، وهو لاعب محترف سابق أيضا، أن هذه الظروف التي خبرها مودريتش كانت “أحد العوامل التي ساهمت في أن يكون اليوم أحد ابرز لاعبي كرة القدم في العالم”.

مودريتش الذهبي

وفاز مودريتش بالجائزة بعد أن حصد 753 نقطة، وجاء نجم يوفنتوس ومنتخب البرتغال رونالدو ثانياً بعدما حصد 476 نقطة، بينما جاء أنطوان جريزمان نجم أتلتيكو مدريد والمنتخب الفرنسي في المركز الثالث بـ414 نقطة.

وبالتالى يجمع مودريتش بين جائزتي الفيفا لأفضل لاعب فى العالم “ذا بيست”، وكذلك الكرة الذهبية ويكسر هيمنة الثنائى ميسي ورونالدو اللذين سيطرا على الجائزة منذ عام 2008 وتبادلا الفوز بها معاً حتى عام 2017 قبل أن يفوز الكرواتي في 2018.

كيف يتم اختيار الفائز

واختارت مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية قائمة من 173 صحفياً من حول العالم للتصويت على الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب فى العالم، دون تدخل من جانب المدربين أو أية استفتاءات جماهيرية.

واختار كل صحفى أفضل 3 لاعبين من قائمة الـ30 المرشحين من وجهة نظره، ويحصل صاحب المركز الأول فى اختيار كل صحفى على 5 نقاط، الثانى 3 نقاط والثالث نقطة واحدة، ويتم ترتيب اللاعبين تنازلياً بعد فرز أصوات جميع الصحفيين، ويعتمد الصحفيون فى اختياراتهم على الألقاب الفردية والجماعية على مدار الموسم، بجانب مهارة اللاعب واحترامه فى الملعب، بالإضافة إلى مسيرته.

إنجازات مودريتش

وحصل لوكا مودريتش على العديد من الألقاب فى موسم 2017 – 2018، أبرزها دورى أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية مع نادى ريال مدريد، كما قاد منتخب كرواتيا للحصول على المركز الثانى والميدالية الفضية للمرة الأولى فى تاريخ بلاده بجانب الحصول على جائزة أفضل لاعب فى البطولة.
كما تم اختيار لوكا مودريتش للفوز بجائزة أفضل لاعب في أوروبا لعام 2018، وذلك على هامش الحفل السنوى للاتحاد القارى لتوزيع جوائز الأفضل عن موسم 2017 – 2018 الذى أقيم بإمارة “موناكو” الفرنسية.

وحصل لوكا مودريتش على جائزة أفضل لاعب فى العالم من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على حساب النجم المصري محمد صلاح والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

أفصح النجم الكرواتي لوكا مودريتش، عن موقف جمعه بمدربه السابق، زين الدين زيدان، حين كشف عن تنبؤ النجم الفرنسي الأسبق بمستقبل مودريتش “الذهبي”.

نبوءة زيدان

وفي مقابلة مع مجلة “فرانس فوتبول”، التي قدمت للنجم الكرواتي جائزة الكرة الذهبية (بالون دور) ، كأفضل لاعب كرة قدم لعام 2018، كشف نجم ريال مدريد عن حوار جمعه بزيدان قبل قرابة الثلاثة أعوام.

وقال مودريتش: “عندما أصبح زيدان مدرباً لريال مدريد في يناير 2016، طلب مني الحضور لمكتبه بعد التدريبات، وأوضح لي أهميتي كلاعب كرة قدم بالنسبة له، وأنني لاعب سيحرز الكرة الذهبية يوما ما.”

وأضاف: “لقد رآني (زيدان) مشابهاً له، شخص هادئ وخجول بعض الشيء، وطلب مني التعبير عن نفسي داخل الملعب.”