ماراثون بغداد للسلام.. الرياضة في مواجهة العنف

760

ز ياد العاني /

انطلق في الخامس من الشهر الجاري “مارثون بغداد للسلام” في نسخته الخامسة التي تميزت بالتنظيم الرائع والمشاركة الكبيرة، فقد أصبح لسباق الماراثون في بغداد جمهور كبير ينتظره بشغف ليشارك فيه بكل حواسه، وغدا هذا السباق ظاهرة شبابية حضارية تقام بشكل دوري، تشارك فيه كل الفئات العمرية،
بالإضافة الى اللجان المنظمة والمتطوعين ورجال الأمن والإسعاف والمشجعين والإعلام، الذين يسهمون في إنجاح الماراثون.
“مجلة الشبكة” كانت هناك بين الحضور، حيث وصلت أعداد المشاركين الى 1500 متسابق من كلا الجنسين، وجرى السباق على مسافتين: الأولى 3 كيلو مترات، والمسافة الثانية للمحترفين 21 كيلو متراً. الانطلاقة كانت من بداية شارع أبي نوّاس قرب الجسر الجمهوري الى نقطة النهاية، وهي عند تمثال شهريار. أما بالنسبة للمسافة الطويلة، فكانت نحو نفس النقطتين لكن في 7 جولات ذهاباً وإياباً. كان هذا المارثون هو الأفضل من بين المرات السابقة، باعتبار أن عدد المشاركين ازداد بشكل كبير، وأن التنظيم أصبح أفضل بكثير، الهدف الرئيس من هذا المهرجان الكبير هو نشر السلام والمحبة. يذكر أن أول فعالية لمارثون بغداد للسلام بدأت العام 2015 وكانت بمشاركة 450 متسابقاً.
تتويج المتسابقين
قال منسق “ماراثون بغداد للسلام” حسام صبحي: “ماراثون بغداد للسلام هو فعالية تقيمها منظمة (مناهضة العنف والمنتدى الاجتماعي العراقي،)” مبيناً أن هذه الدورة هي الخامسة من نوعها بعد انقطاع دام سنتين بسبب الظروف وتفشي جائحة كورونا. وأضاف “أن ماراثون بغداد للسلام هو واحد من أكبر الفعاليات الرياضية التي تقام في بغداد تحت شعار السلام بهدف جمع كل فئات المجتمع العراقي بمختلف أطيافه في مكان واحد،” مبيناً أن هذه الفعالية التي انطلقت مؤخراً هي الخامسة من نوعها، التي توقفت في عامي 2019 و 2020. وأوضح أن عدد المشاركين في الماراثون بهذه الدورة بلغ نحو 1500 متسابق من كلا الجنسين، مشيراً إلى أن أعداد الفتيات اللاتي شاركن بلغت المئات، وهذه إشارة مهمة إلى نجاح الفعالية. وبخصوص الفائزين في هذا المارثون قال: الجوائز كالتالي:
الفئة 3 كيلومترات ذكور/ 1-جواد حمزة سفاح، 2-أمين حامد أحمد، 3-زين العابدين مخلص.
إناث/1-مريم باسم، 2-زينب علي، 3-رحمة علي.
والفئة 21 كيلو متراً ذكور / 1-عباس حسن سيلان، 2-مخلص الهاجري، 3-نعيم جسام محمد.
إناث/ 1- منال ربيع، 2-زينة عبد الحسن.
طاقة إيجابية
من جانبها، قالت المتطوعة وسن نبيل عبد الرزاق: “أشعر بسعادة غامرة وأنا أسهم، ولو بشيء بسيط، في إنجاح هذه الفعالية، لأن الماراثون في بغداد يمنح الشباب فرصة جيدة للخروج عن الروتين اليومي وأيضاً للتخلص من الطاقة السلبية نتيجة ضغط الدراسة والظروف العامة واستبدالها بطاقة إيجابية.”
أما صلاح حقي، مشارك بصفته أحد المشجعين، فقال: “جئت الى هنا لأستمتع بمشاهدة هذه الوجوه الشبابية الجميلة وهي تبتسم للحياة، متأملين أياماً مقبلة أفضل تمنحهم فرصة للمساهمة في بناء دولة عصرية تواكب العالم بكل ما هو جديد، وبحكم وظيفتي التربوية، كمدير مدرسة ثانوية، وقفت هنا على رصيف أبي نوّاس وأنا مبتهج أراقب تصرفات الشباب والشابات، وهم قمة في الأخلاق، وما لفت انتباهي حقاً مسألة تواجد الفتيات وسط هذا الكم الكبير من الشباب، إلا أن الجميع كانوا محترمين بسلوكهم وتصرفاتهم تجاه الآخرين، إنه شيء حضاري يدعو للتفاؤل حقاً.”
رسالة سلام
تسعى المؤسسات الرياضية والمنظمات الشبابية والاجتماعية إلى نشر ثقافة نبذ العنف ونشر السلام في ربوع العراق الذي عانى شعبه من ويلات الحروب والعنف منذ عقود، لذلك تعد إقامة الأنشطة الرياضية فرصة للمنافسة واللقاء بين مختلف الفئات لبث روح السعادة والأمل على وجوه المواطنين.
إن تمكين الرياضيين، والمواطنين العاديين من مختلف القوميات والأديان واللغات والثقافات، من ممارسة هواياتهم الرياضة بحرية في مدينة بغداد وباقي مدن العراق، متحدين قوى الإرهاب، يجسد قوة وإيمان الشعب العراقي بالحياة، وهو الحلم الذي ينتظره المواطنون العراقيون ومستقبلهم في أجواء من السلام. ربما فكرة تحقيق هذا الحلم تتم من خلال التقاء بعض الأشخاص الذين يريدون إيصال رسالة سلام إلى العالم ويحاولون تجميع أكبر عدد ممكن من المؤمنين برسالة السلام من العراقيين وغيرهم.
أهداف المارثون
مارثون بغداد للسلام فعالية رياضة اجتماعية غير ربحية تهدف الى إشاعة قيم السلام والتعايش السلمي في مدنية بغداد من خلال الرياضة. لا شك في أن لكل مشروع أهدافاً، ومن أهم اهداف اقامة مارثون بغداد للسلام: نبذ ثقافة العنف والتفرقة وترسيخ ثقافة المواطنة واللاعنف والسلام باستخدام وسائل الرياضة، وعكس صورة مختلف عن العراق بلد للسلام والوئام، وبث روح المرح والسعادة بين مختلف المواطنين، وكسر الحواجز التي تفرق العراقيين جنسياً، قومياً، دينياً، طائفياً، وأيضاً صناعة حدث رياضي ذي طابع عراقي، والترويج للرياضة كثقافة صحية مطلوب الاهتمام بها.
والواقع أن للرياضية دوراً مهماً في حياة الشعوب، فلكل نوع من أنواع الرياضة رواده ومحبوه، أما بالنسبة لرياضة المارثونات فلها مكانة خاصة لدى الجميع، فهي تعتبر رياضة الأسرة، على اعتبار أن محبيها وممارسيها من جميع الفئات العمرية، لذا أصبحت تُمارس في غالبية مدن العالم، وتحقق تجمعات كبيرة بغض النظر عن الفوز او الخسارة، فالمشاركون يستمتعون بها بمجرد المشاركة.