مدرسة عمو بابا تأريخ مشرق وحاضر لا يبشر بخير!

990

 أحمد رحيم نعمة/

أطفال بعمر الزهور يتجهون يومياً صوب معشوقتهم كرة القدم، بالتحديد الى مدرسة الراحل عمو بابا، حيث خرّجت المدرسة العديد من المواهب الكروية على مدار السنوات السابقة، بل أن أغلب لاعبي منتخباتنا الوطنية ترعرعوا في كنف المدرسة، بفضل الطاقات التدريبية الشبابية التي أشرفت على صقل مواهبهم.

سنوات عديدة والمدرسة تعمل بصمت وتخرّج كل موسم أكثر من لاعب موهوب تحتضنه الأندية والمنتخبات، إلا أن أمور المدرسة تدهورت بشكل لافت للنظر بعد تدخّل الشعب الهندسية في وزارة الشباب والرياضة (بعملية ترقيع) للساحة امتدت لأكثر من ثلاث سنوات، وتهجير اللاعبين الى ساحات أخرى (بحجّة) بناء صرح رياضي جديد يليق باسم المدرسة، لكن كل هذا كان وما زال في أحلام يقظة الوزارة الشبابية التي انشغلت ببناء ساحات الخماسي التي شيّدت بدل الساحات الشعبية، وترك ساحة مدرسة عموبابا لغاية الآن أرضاً ترابية ربما يزرعها المهندسون حنطة او شعيراً نصدرهما الى جحافل (الهكسوس)!!

خسارة كبيرة للمواهب

بعد وفاة شيخ المدربين الكبير عمو بابا المؤسس الرسمي للمدرسة تدخلت عدة أطراف لفتح “شفرة!” تخريج المواهب الكروية من هذا المكان الصغير الذي اشرف على بنائه وزرعه عمو بابا وهو لايتجاوز الـــ ثلاثة دوانم! في البداية أرادت الشعبة الهندسية في وزارة الشباب والرياضة أن ترمم المدرسة، فقامت (بتفليش ) وحرث الساحات، وبعد أن كانت الأرض خضراء أصبحت ترابية، ما دفع الفرق التابعة للمدرسة الى إيجاد بديل لغاية اكتمال الترميم، واستمر الترميم لأكثر من أربع سنوات مع إهمال واضح، ونسف تام لمعالم مدرسة عمو بابا، برغم المراجعات المكوكية من قبل القائمين على المدرسة لكن من دون جدوى. الوزارة مشغولة بأمور أخرى مثل بناء الملاعب في المحافظات وترك ملاعب بغداد لأسباب مختلفة! فالمدرسة، برغم مرور أربع سنوات، مازالت تخضع لعملية(حرث!) مستمرة، بل أن وزارة الشباب والرياضة كرّمت المدرسة بمختلف فرقها بتخصيصها (يوماً واحداً فقط !) للدخول الى ملعب الوزارة للتمرين وحددته بيوم الجمعة، بينما في أيام الاسبوع الأخرى لايمكن الدخول الى أرض الملعب، ما جعل القائمين على المدرسة يلجأون لتدريب الفرق في ملاعب مختلفة، وفي بعض الأحيان في المتنزهات!

إهمال واضح

يقول اللاعب الدولي السابق والخبير الفني في مدرسة عمو بابا كاظم صدام: الحقيقة أن المدرسة الكروية عانت الكثير بعد ترك المكان الذي كنا ندرب المواهب عليه، فالمدرسة تضم أكثر من 300 موهبة كروية بأعمار مختلفة، يشرف على تدريبيهم مدربون معروفون أغلبهم من اللاعبين الدوليين السابقين، وقد تخرج في ملاعب المدرسة الكروية الآلاف من المواهب الكروية التي أخذت أماكنها في المنتخبات الوطنية والأندية الكبيرة، لكن المدرسة لم تحصل على ذلك الدعم الذي يوازي الطموح برغم أهميتها من ناحية تخريج اللاعبين، ومازلنا نعاني من إهمال واضح برغم مراجعاتنا المسؤولين لغرض توفير الاحتياجات، بل أهملت الساحة منذ مايقارب الثلاث سنوات، ما زاد من همومنا في إيجاد المكان الذي نتدرب فيه. وزارة الشباب مشكورة في سماحها لنا بالتدريب ليوم واحد هو الجمعة على أرض الملعب الثاني وهو تارتان!!

الصحفي الرياضي يوسف فعل قال: حقيقة وبدون مجاملة أن وزارة الشباب والرياضة أضرت بمدرسة شيخ المدربين عمو بابا وجعلتها من صور التاريخ الرياضي، ومن ذكريات الكرة العراقية، بمساعدة معول اتحاد الكرة الذي أراد التشفي بالمشوار الذهبي لشيخ المدربين بالقضاء على استمرار حلم حياته، مع مساندة اللجنة الأولمبية الوطنية التي غضّت النظر عن الإساءة المتعمدة لمدرسة عموبابا لأسباب غير معروفة، بالرغم من أن مدرسة عمو بابا تشرف عليها نخبة مميزة من المدربين، وأن زارة الشباب والرياضة بعد تشكيل المركز التخصصي لكرة القدم في ملعب الشعب وجدت أنه من الضروري العمل على عدم وجود مركز آخر ينافسه، فكانت من خطواتها محاولة تضييق الخناق على مدرسة عموبابا. فبعد تصاعد منسوب سوء العلاقة بين الوزارة واتحاد الكرة وعدم وجود قواسم مشتركة بينهما وتصاعد الخلافات على الكثير من القضايا المشتركة، عملت الوزارة على ضرب الاتحاد بقوة بطرد مدرسة عموبابا من ملعب الشعب ورميها في الشارع، وبقاء مئات اللاعبين الصغار الموهوبين بدون ملعب او اهتمام، مع مدربيهم الذين وجدوا أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه. وبعد المناشدات الكثيرة من أطراف إعلامية عدة سمحوا لمدرسة عموبابا بالتدريب ليوم واحد في ملعب الشعب الذي لا يشبع من الوجع التدريبي للاعبين الذين دفعوا الثمن غالياً.

وأضاف فعل: أن تخصيص يوم واحد لمدرسة عمو بابا يؤثر على العملية التدريبية ويقلل من همّة المدربين أثناء الوحدات التدريبية، ويحجب الفرصة عن تطوير قدرات المواهب، ما يزيد من صعوبة استمرار المدرسة بهذا التوهج الذي كانت عليه أيام الراحل عمو بابا حين كانت منجماً لاكتشاف المواهب ورفدها للمنتخبات الوطنية. وإزاء هذا التجاهل المتعمد لمدرسة عموبابا، لابد من اتحاد الكرة التحرك بقوة وبشجاعة لاستمرار ديمومة عملها وعدم السماح لأية مؤسسة في القضاء عليها لأنها تحمل اسم رمز كروي كبير وعلى الوزارة أن تكون بمستوى المسؤولية وأن تمنح أكثر من يوم للتدريب على ملعب الشعب بالتنسيق والتعاون مع مدير المركز التخصصي الكروي التابع للوزارة، مع ضرورة أن تتدخل اللجنة الأولمبية لتسوية الخلافات وإيجاد الحلول لعودة مدرسة عموبابا الى الوجود احتراماً لتاريخ مدرب رئيس اللجنة الأولمبية رعد حمودي أيام كان لاعباً في المنتخب الوطني، فالتحاور باب لإنهاء الخلافات، أما الضغائن فإنها لاتنفع بل أنها أطاحت بأهم مركز تدريبي كروي في العراق.