مصاعب حقيقية تواجه العراق في رحلة التأهل إلى المونديال..

618

أحمد رحيم نعمة /

اقتربت المرحلة الأولى للتصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في قطر 2022 من نهايتها دون أن يتمكن المنتخب الوطني لكرة القدم من تحقيق ماكان متوقعاً، فمن أصل أربع مباريات لم يجمع سوى ثلاث نقاط فقط، ولم تتبق
له سوى مباراة واحدة أمام المنتخب السوري.
وعلى الرغم من أن القرعة أوقعت العراق في مجموعة سبق له التغلب على منتخباتها في أكثر من مناسبة، لكنه فرط بنقاط المباريات بشكل غريب، يعود ذلك الى عدم جاهزية المنتخب لهذه التصفيات المهمة التي تحتاج فرقاً قوية تفرض أسلوبها على خصومها.

مجموعة ضعيفة
كشفت المباريات التي خاضها منتخب العراق الوطني لكرة القدم عن سوء في اختيار العناصر التي مثلته، وهم في الواقع لا يستحقون اللعب في تشكيلة المنتخب.
وعلى الرغم من تواضع مستويات منتخبات المجموعة، إلا أن الفريق العراقي أهدر فرصاً سهلة لضمان المنافسة على التأهل الى نهائيات كأس العالم، فمنتخبات لبنان والإمارات وكوريا كان يمكن اجتيازها بسهولة لولا الظهور غير الطبيعي لجميع لاعبي الفريق بغير مستوياتهم المعهودة وتقاعسهم الذي دفع المدرب أدفوكات الى إحداث تغيير شامل في صفوف المنتخب للمرحلة المقبلة .

مصالحة الجماهير
يقول مدرب المنتخبات الوطنية والأندية السابق عبد الإله عبد الحميد: إن جميع المباريات التي يلعبها منتخبنا في تصفيات كأس العالم مهمة، ولكل منها ظروفها، ومهما كانت النتائج السابقة وما رافقها من ردود أفعال غاضبه للجماهير الرياضية، فإن فرصة التعويض تبقى قائمة، سواء بالأداء او النتيجة، وكل ما يحتاجه منتخبنا في المرحلة المقبلة هو المساندة الجماهيرية.
يضيف عبد الحميد: حان الأوان لنسيان ما حدث في المباريات السابقة التي كانت حقاً انتكاسة للكرة العراقية، أعتقد أن المنتخب سيظهر بشكل مغاير بعد التغييرات التي طالت صفوفه، ومباراتنا مع سوريا ستكون فرصة لمصالحة الجماهير الرياضية العراقية.

ضياع الحلم المونديالي
فيما أعرب الصحفي الرياضي عبد الكريم ياسر عن حزنه العميق للحالة المزرية التي تعيشها الكرة العراقية، مؤكداً أن اللاعبين تركوا في أنفسنا جرحاً عميقاً نازفاً، ما زالت أوجاعه تقض مضاجعنا، فكرة القدم لدى جمهورنا ليست مجرد لعبة، بل وسيلة لإسعاد الشعب ورفع معنوياته وتعويضه عما يعانيه من مشكلات يومية.
وقال إن الأمل الوحيد في إعادة زرع البسمة على شفاه الجمهور هو بتحقيق الفوز في جميع المباريات المقبلة، او في الأقل تقديم أداء مقنع يليق بسمعة الكرة العراقية.
وتابع: إذا ما أردنا ترجمة هذه الحقيقة بالوثائق والدلائل على أرض الواقع، علينا أن نتذكر ما حدث في عام ٢٠٠٧ حينما كان الشارع العراقي يشهد فتنة طائفية حصدت الكثير من الأرواح البريئة، لكنها انجلت عند فوز منتخبنا ببطولة كأس آسيا، حين خرج عموم الشعب إلى الشوارع متحدين الخوف والموت العشوائي ليعبروا عن أفراحهم حاملين علم العراق.
هذه هي إمكانياتنا
أما الصحفي باسل علي شناوة، فكان له رأي آخر، يقول: إن من يقرأ ما كتب عن منتخبنا الوطني في الصحافة، وماذا يقال في الإعلام المرئي يتصور بأننا زائر دائم في حضورنا نهائيات كأس العالم لنستوعب أننا تأهلنا لمرة واحده منذ عام ١٩٤٨ يوم تأسيس اتحادنا الى عام ١٩٨٦ حين صعدنا بضربة حظ، أكررها لألف مرة، بضربة حظ.
وأكد أن من يطمح الى اللعب في كأس العالم عليه ألا ينتظر ضربة حظ أخرى، وعلى الجمهور أن يدرك أن هذه هي إمكانياتنا، ولا يمكن مقارنة منتخب العراق بمنتخبات القارة الكبيرة.

الروحاني أدفوكات
ويقول باسل العبيدي، رئيس اللجنة الإعلامية لمؤسسة بغداد للرياضيين الأبطال: يبدو أن مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الروحاني!! أدفوكات هو شبيه لأحد الأشخاص الروحانيين، من حيث أن الاثنين يتمتعان بصفة واحدة، وهي علمهم وقرارهم بما سوف يحصل بما يعتقدون، بالرغم من ابتعادهم وتعايشهم مع أحداثها وحقيقتها، إذ أن أدفوكات يصرح ويتحدث -وهو بعيد عن منتخبنا الوطني آلاف الكيلومترات- بأنه سوف وسوف وسوف.. يحضر لتدريب الأسود في بغداد أو في أية محافظة عراقية، لا ندري الى متى نبقى بهذه المهازل والخداع والتضليل والسير بهذا النهج الضال الذي يسير به كل من باع وطنه وخان مبادئ وأهداف مؤسساته .

حان وقت التغيير
من جانبه، أكد المدرب محمد كاظم على ضرورة إحداث تغييرات جذرية في المنتخب، وقال إن وقت التغيير قد حان، ولامجال للتهاون، فالتشكيلات التي لعب بها الأسود في جميع مبارياتهم فقدت الرغبة بالفوز، وظهر أن غالبية لاعبينا (يعيشون) على أطلال الماضي! أعيدها مرة أخرى: لقد حان وقت التغيير، بالتأكيد هم لا يتعمدون الإخفاق، لكن هذا هو مُستواهم الحقيقي، وأي مدرب، مهما علا شأنه، لن يُحقق بهؤلاء اللاعبين النجاح المطلوب، الحسنة الوحيدة التي أفرزتها المباريات ظهور موهبة اللاعب أمير العماري فقط! بعد أن كان جليس دكة الاحتياط (بلا مبرر)، حقيقة ما نراه من أداء ونتائج هزيلة لمنتخبنا الوطني بكرة القدم هو تحصيل حاصل لمنظومة رياضة (تعبانة) بكافة تفاصيلها، المشكلة كبيرة ولم يستطع أحد أن يلامسها فعلياً، على الرغم من ذكر كثير من المسببات، الحل موجود إذا ما أراد القائمون على الرياضة العراقية النجاح: أولاً الاتجاه نحو التغيير الجذري، وإلا ستستمر انتكاساتنا الكروية.