من البصرة الباسمة إلى اليمن السعيد (باص الخليج) يبدأ جولة عابرة للحدود العام المقبل
وليد خالد الزيدي /
من البصرة الباسمة الى اليمن السعيد يستعد (باص الخليج) للانطلاق في جولة خليجية عابرة للحدود وهو يحمل أعلام الدول المشاركة في خليجي (25) بكرة القدم العام المقبل، بدءاً من البصرة الفيحاء ثم يتجه جنوباً قاصداً مدن وعواصم الدول المشاركة في البطولة (الكويت, والسعودية, والبحرين, وقطر, والإمارات, وعمان, واليمن)، في برنامج رحلة أعد لها المخرج السينمائي البصري عصام جعفر عذاب منذ سنتين وأسهم بتزيينه النحات أحمد البحراني الذي صمم نسخة كأس الدورة الحالية، إذ سيقوم بتثبيتها في واجهة الباص، فضلاً عن كتابة عبارات الترحيب بالمنتخبات المشاركة مثل (خليجنا واحد,، خليجي 25 بصراوي، وأهلا بكم)
بينما نسج عدد من فلاحات مدينة السماوة مقاعد الباص، الذي سيقوده آخر صنّاعه، المواطن البصري جاسم الأسمر الذي ورث المهنة عن والده.
ولأهمية الموضوع وجمال الفكرة استطلعت “مجلة الشبكة” انطباعات عدد من مواطني البصرة عن تاريخ باص الخليج ورحلته الخليجية.
فكرة بصرية بامتياز
أشار حيدر محسن، مهندس ميكانيكي (39 عاماً) يسكن قضاء شط العرب / الحي الإيطالي في البصرة، الى أن فكرة باص الخليج تعد تجربة جديدة على كل بطولات كأس الخليج الماضية، وعلى تاريخ تنظيمها، وهي فكرة عراقية بصرية بامتياز.
وقال محسن في حديث خص به “مجلة الشبكة” إن “هذه الرحلة تجربة رائدة في تاريخ تنظيم البطولة على مدى أكثر من (52 عاماً) مضت، إذ بدأت دورتها الأولى عام (1970) في البحرين. والباص عبارة عن مركبة قديمة بمثابة رمز عراقي بصري، وبجولته هذه فإنه سوف يجسد حالة تقارب الأشقاء العرب في منطقتنا الخليجية، حيث سيقوم طاقم قيادة الباص والركاب فيه بزيارة جميع الدول المشاركة في بطولة الخليج، قبل انطلاقها في مدينتنا العزيزة في يوم تاريخي هو السادس من كانون الثاني من العام المقبل، الذي يمثل الذكرى الثانية بعد المئة لتأسيس جيشنا الباسل.”
وأضاف: “نحن نبارك هذه التجربة المستوحاة من أفكار أبناء المدينة وابتكاراتهم لإضافة كل ما هو جديد الى نجاحات وأفكار البصريين وهم يعبّرون عن حبهم لأشقائهم الذين يستعدون للمشاركة الفاعلة وحضور هذا العرس الخليجي على أرض بلدنا ومحافظتنا المعطاء.”
ليستشعر الأشقاء الخليجيون الإبداع
وقال الشاب سيف حسين (26 عاماً)، يعمل في محل لبيع أجهزة الموبايل يسكن منطقة الجنينة في مركز المحافظة، في حديثه لـ “مجلة الشبكة”: “بعد الإعلان عن تنظيم البصرة الباسمة لبطولة الخليج، لمسنا إبداع الشارع البصري، على المستوى الشعبي وليس الرياضي فقط، في نسج صورة وفكرة جميلة في تهيئة (باص الخليج) وهي حالة استلهام لصور وأحداث الماضي الجميل لأهالي المدينة المعروفة بتاريخها المجيد، وهذا الرمز يشعر الأشقاء بإبداعات أهل البصرة واحتفاظهم بتراثهم الخالد.” واضاف حسين: ” نبارك لبلدنا هذا العرس الكروي، ولمدينتنا التاريخية الاستضافة على أرضها الغنية بالثروات والإبداع والثقافة والتاريخ وتفاعل الشارع البصري مع تلك الفكرة الجميلة، إذ أبدى الكثير من الأشخاص رغبتهم بالمشاركة في جولته الخليجية الممتعة.”
واجهة إعلامية وأثر تجاري
أحمد العبادي (29 عاماً)، من ناحية التنومة على الضفة الشرقية لشط العرب، يقول: “باص الخليج هي ترويج لتراث مدينة البصرة ودلالة على إبداع أهلها الذين يعتبرون تلك المركبة واجهة إعلامية لمدينتهم، ولهم اهتمام خاص بها لكونها أثر تجاري في قطاع النقل تميزت به المحافظة أكثر من غيرها.”
وأضاف: “بعض مواطني البصرة يحتفظون بعدد قليل من هذه المركبات ويقومون بتنظيفها وغسلها لحفظ شكلها الجميل وصورتها اللافتة، وأحياناً يقومون بصيانة محركاتها وتزييتها.”
الحياة في صورتها الأجمل
الفنان البصري الكبير محمود أبو العباس قال لـ “مجلة الشبكة” إن “رحلة (باص الخليج) مبادرة المخرج السينمائي الكبير عصام جعفر عذاب، وبمباركة المحافظة، تستحق الإعجاب، إذ ستشمل الرحلة دول الخليج كافة لنشر فرح ومحبة أبناء المدينة بأشقائهم واستضافة مدينتهم النسخة (25) من البطولة.” وأضاف أبو العباس أن “الباص الخشبي عمل منذ منتصف الخمسينيات على نقل الناس من المدن النائية كالفاو والقرنة والكرمة الى مركز المحافظة، كما أنه يصل الى المحافظات القريبة، وأنا أحيي القائمين على تلك المبادرة التي هي تأكيد على مواصلتنا الحياة بكل صورها الجميلة والعمل من أجل ازدهار بلدنا العزيز.”
أولى الدعوات من قطر والإمارات
صاحب الفكرة الفنان البصري المخرج السينمائي عصام جعفر عذاب قال لـ “مجلة الشبكة” إن باص الخليج هو (لوكة) خاصة بمدينة البصرة، مثل السياب ونهر الخور والعشار، وهو مركبة نوع شوفرليت أمريكي موديل (1958) قدمت الى البصرة نهاية الخمسينيات، جرى تحوير موديلات (1958ـ1960) منها كانت تنقل البضائع، ثم قام بتحويرها أمهر الصنّاع والنجارين لتنقل الأشخاص، لاسيما في مدينة البصرة، وتتسع لـ (15) شخصاً بإضافة مقاعد خشبية وسقف السيارة فأصبحت وسيلة نقل رسمية شبيهة بما استخدم في السعودية بموديلات الستينيات من نوع (فورد)، لكنها ليست كجمال باص الخشب البصري.”
أضاف عذاب: “كانت لدينا مئات منها، لكنها تلاشت من الشوارع بمرور الزمن وبقيت (4) باصات فقط في البصرة بحالة جيدة وصالحة للسير، توارثها أصحابها من آبائهم وأجدادهم ولا يسمح بإظهارها الا في المناسبات، وهناك باص واحد متهالك في بغداد، وقد شوهدت آخر سيارة منها بداية عام (2004) في مدينة أبو الخصيب، وهناك كانت بداية تحويرها.”
وأوضح أن “رحلة الباص ستنطلق بموافقات حكومية، ولدينا دعوات من بعض محافظاتنا، وأيضاً من قطر والإمارات، والباص ذو متانة ممتازة ويستطيع أن يصل الى كافة الدول حتى اليمن، وبفريق شركة (اثر كروب للإنتاج الإعلامي) وهي شركة بصرية خاصة بإدارتنا، إذ وضعت حقوق الملكية الفكرية لها بمرافقة المصورين والإدارة الفنية، وفي المحافظات هناك تهيئة خاصة لاستقبالنا وبموافقات أصولية ولوجستية وأمنية معززة بحشود جماهيرية، فهي لها خصوصية محببة عند كل العراقيين.”