من قمة المجد إلى تراجع مستمر.. هكذا فقد الدوري العراقي بريقه
أحمد رحيم نعمة /
ثلاثة أدوار انقضت من الدوري الكروي العراقي، كشفت فيها الفرق عن مستوياتها ومدى جاهزيتها لخوض هذه المسابقة الطويلة والصعبة.
شخّص المراقبون وجود فارق كبير بين مستوى وأداء اللاعبين في المواسم الماضية والموسم الحالي، إذ كان أداء غالبية الفرق باهتاً لايمتُّ بأية صلة إلى الكرة الحديثة، بالرغم من استعانتها بلاعبين محترفين.
هذا المستوى الهابط للّاعبين له بالتأكيد دور كبير في إخفاقات المنتخبات الوطنية العراقية في البطولات الخارجية، وهذه قاعدة يعرفها المعنيون بالشأن الكروي: إذا كان الدوري ضعيفاً فإن المنتخب الوطني لن يحصل على لاعبين جيدين.
“مجلة الشبكة العراقية” تحدثت إلى عدد من المدربين واللاعبين عن أسباب تراجع مستوى الدوري العراقي:
مازلنا في البداية
يقول مدرب فريق نادي النفط باسم قاسم: “مازال الدوري الكروي العراقي لغاية هذه المرحلة -وهي الثالثة- يسير حسب الجدول المقرر بسبب عدم تأجيل المباريات، في المواسم السابقة حدثت -في البداية- تأجيلات كثيرة للمباريات كان تأثيرها سلبياً على نتائج الأندية. في هذا الموسم -وهو بلاشك في بدايته- لابد للفرق من أن تتلكأ في المباريات الأولى، ولاسيما أننا مازلنا في نهاية المرحلة الثالثة، أتمنى أن يحافظ دورينا على الدقة في مواعيد المباريات، وأن لا يخضع للتأجيلات التي ربما تدخله في نفق مظلم، وأن تستمر الأندية في تألقها وأن تتجاوز الأندية المتراجعة في نتائجها أزمتها لكي يعود الدوري إلى نجاحه ويتجاوز تذبذب النتائج.”
دوري ضعيف
لكن المدرب جابر محمد له رأي آخر في مستوى الدوري الذي وصفه –بالضعيف- “ففي السابق كانت أنديتنا الرياضية عندما تشارك في أية بطولة يكون النجاح حليفها، بسبب قوة الدوري الكروي العراقي، بل إن منتخباتنا وأنديتنا دائماً ما تكون رقماً مرعباً في أية بطولة تشارك فيها، وأثبتنا ذلك في البطولات التي حصدتها أنديتنا، فقد كانت تمتلك طواقم تدريبية ولاعبين جيدين استطاعوا أن يقدموا أروع العروض في البطولات الخارجية، ولاسيما الفرق الجماهيرية التي كان لها الحظ الأوفر في المشاركات الخارجية، بسبب تربعها على عرش الدوري العراقي فترة طويلة، فضلاً عن استقطابها لمعظم نجوم المنتخب الوطني العراقي، لكننا اليوم نشاهد دوري كرة بمستوى ضعيف منذ انطلاقته، إذ لم تقدم الفرق أي مستوى فني يذكر في الأدوار الماضية، بالرغم من امتلاك غالبية الأندية لاعبين محترفين، لكن يبقى الدوري الكروي العراقي من أضعف الدوريات في العالم، ولا ندري ما السبب، هل في نوعية اللاعبين أم في الكوادر التدريبية التي تشرف على الفرق، النقطة الإيجابية الوحيدة في هذا الدوري أنه غير قابل للتأجيلات.”
غموض
فيما يرى مدرب الكرخ أحمد عبد الجبار “أن مستوى الفرق مازال مبهماً لأن الدوري في بداية انطلاقته، إذ لم تمر عليه سوى ثلاث مراحل فقط، فبعض الأندية المعروفة نتائجها غير مستقرة بسبب عدم انسجام لاعبيها، الفرق الاخرى تحاول الوصول إلى الجاهزية، إجمالاً مستوى الفرق -لغاية الآن- غير مستقر، أعتقد في المراحل المقبلة ستشتد المنافسة ويكون الدوري الكروي أقوى، ولاسيما أن غالبية الأندية تضم مجموعة من اللاعبين المحترفين من دول مختلفة، وهذا يعطي قوة للدوري، لكن لغاية الآن لم يظهر المحترفون في المباريات، -وكما قلت- بسبب بداية انطلاقة الدوري، فالدوري كلما كان قوياً بالتأكيد ستظهر المواهب الكروية، وبالتالي نستطيع تشكيل منتخبات قوية قادرة على المنافسه في البطولات الخارجية، نتمنى أن تزداد قوة الدوري في المباريات المقبلة.”
منافس على اللقب
أما مدرب فريق نادي الطلبة قحطان جثير فقال: بالرغم من أن الدوري في بدايته والفرق تتنافس فيما بينها لتخطف النقاط الثلاث في المباراة، وفريق الطلبة من ضمنهم يتنافس في السباق، نحن نلعب اليوم بفريق شابي مجتهد يطمح لتقديم الكثير في هذا الموسم، فالنتائج جيدة بالنسبة لنا، ونحن على أتم الاستعداد للمنافسة مع الفرق الجماهيرية. نطمح بدوري ممتاز خالٍ من التأجيلات والتوقفات التي تقضي على متعة الكرة والمشاهدة.”
تقارب المستويات
ويعتقد مدرب فريق نفط الوسط عبدالغني شهد أن فريقه هو المنافس الأقرب على لقب الدوري مع فرق الجوية والشرطة والزوراء، “بصراحة الفرق لغاية هذه الجولة متقاربة في الأداء والمستوى، ولا فرق بين هذا الفريق وذاك، بل حتى النتائج متقاربة لغاية الجولة الرابعة، نتمنى أن تزاد قوة الدوري الكروي العراقي بظهور المواهب في الفرق من أجل ضمها إلى صفوف المنتخب الوطني العراقي.”
عقود وميزانيات
يشير الحكم الدولي السابق شاكر محمود إلى “أن الدوري العراقي فقد بريقه بعد أن كنا نراهن على أنه أقوى الدوريات في المنطقة العربية بعد تسيده للكرتين العربية والآسيوية .. في السابق كان أحلى وأمتع وأجمل ما تميزه المواهب الكروية التي جعلت مدربينا أمام صعوبة الاختيار لمن يمثلنا في المنتخبات الوطنية، حالياً ما على اتحاد الكرة الجديد إلا مراجعة ما أصاب دورينا بعد أن تعطلت ماكنته للوقوف على الخلل الذي أصابه ووضع ستراتيجية جديدة للنهوض بواقع الكرة العراقية والاعتراف بالأخطاء التي طالت كرتنا للسنوات الماضية، أي ما بعد عام ٢٠٠٣ وليومنا هذا، الحقيقة أن من أهم عوامل نجاح الدوري هو تقليل عدد الفرق، ما قد يخلق تنافساً قوياً، والنقطة الأهم إلغاء فكرة الدوري الممتاز والعودة إلى دوري الدرجة الأولى أسوة بدوريات العالم والمنطقة العربية، بالإضافة إلى ذلك وضع آلية جديدة لعقود اللاعبين وتصنيفها إلى ثلاث درجات، والحد من العقود العشوائية التي أضرت بالكرة العراقية من جانب، والتي أثقلت كاهل ميزانيات الأندية التي صارت تعاني من عدم إيفائها بعقود اللاعبين، حتى أصبحت قاب قوسين أو أدنى لعرضة الإقصاء من الدوري، حسب توجيهات وتعليمات لجنة التراخيص في الاتحاد الآسيوي.”