من ملعب آزادي إلى جذع النخلة.. الانتصاراتُ العراقيّة الكرويّة تعودُ من جديد

944

أحمد رحيم نعمة /

حققت الكرة العراقية خلال الأيام القليلة الماضية انتصارات كبيرة على الصعيدين العربي والآسيوي. حيث كانت كرتنا بأمسّ الحاجة لها بعد الانكسارات التي رافقتها طيلة السنوات السابقة، لا سيما خروجنا القاسي من الأدوار الأولى لنهائيات أمم آسيا 2018.
اليوم عادت كرتنا العراقية الى سكّة الانتصارات، إذ توِّج منتخبنا الوطني بكرة القدم بطلاً لبطولة الصداقة الدولية الثانية بعد فوزه على الأردن بثلاثة أهداف مقابل هدفين في المباراة الختامية التي جرت على ملعب جذع النخلة بالمدينة الرياضية في البصرة، واكتملت الأفراح العراقية عندما تصدّر منتخبنا الأولمبي المجموعة الثالثة برصيد ٧ نقاط بعد تعادله سلبياً أمام المنتخب الإيراني وعلى ملعب آزادي في إيران وضمانه بطاقة التأهل لنهائيات آسيا تحت سن ٢٣عاماً في تايلند المؤهلة لأولمبياد طوكيو ٢٠٢٠.

إهمال واضح لكن!!
برغم الإهمال وقطع النفقات عن المنتخب الأولمبي، إلا أن كتيبة المدرب غني شهد قالت كلمتها في تصفيات آسيا المؤهلة الى أولمبياد طوكيو، حيث قدم اللاعبون أروع العروض وأحلى النتائج عندما خطف الفريق المركز الأول على حساب المنتخب الإيراني المستضيف للتصفيات، بل كان الليوث منتصرين في كل النزالات ليعودوا الى بغداد بأفراح جديدة للكرة العراقية. لقد حقق المدرب عبد الغني شهد ما كنا نتوقع منه تحقيقه، وهو خطف بطاقة التأهل عن فرق المجموعة الثالثة بعد نجاحه في رسم سيناريو التكتيك المناسب لتجاوز المنتخب الإيراني بفرض منطق التعادل معه على ملعبه وبين جماهيره، ليعود متوجاً بالصدارة بعد فوزين على منتخبي اليمن وتركمانستان وتعادل صعب جداً أمام منتخب البلد المستضيف للتصفيات الأولية.

منتخب المستقبل
حضرت المواهب والخامات الجيدة في تشكيلة المنتخب الأولمبي، وقبل ذلك استطاعت الإرادة القوية والإدارة الفنية الرائعة تحقيق ما تمنيناه، لقد كسبنا لاعبين سيكون لهم شأن في واقع الكرة العراقية، مثلما كسبنا حارساً بارعاً كان عنواناً مهماً في فرض التعادل أمام إيران وهو الحارس الشاب الشجاع علي كاظم.
كسبنا ثمار ما خططنا له
مدرب المنتخب الأولمبي غني شهد عبّر عن سعادته بخطف الفريق العراقي بطاقة التأهل الى نهائيات آسيا المؤهلة الى أولمبياد طوكيو، قال شهد: الحقيقة أن معاناتنا كانت كبيرة قبل دخول التصفيات في إيران، فأبسط الأمور لم تتوفر للفريق، ذهبنا الى البطولة وكلّنا أمل في انتزاع الصدارة وحققنا كل ما خططنا له بعد فوزين كبيرين على اليمن وتركمستان وفي الأخير تعادل بطعم الفوز على الفريق الإيراني المستضيف للبطولة. أضاف شهد: لقد كانت أياماً عصيبة جداً واجهتنا دون أن نحصل على دعم من أية جهة!! فالأقطاب الرياضية متصارعة فيما بينها وكنا نحن الضحية في هذه المشاكل، عموماً، الفرحة التي رسمناها على شفاه العراقيين هي التي كانت عنوان نجاحنا.

خبران مفرحان في آن واحد
يقول نائب نقيب الصحفيين ورئيس اتحاد الصحافة الرياضية العراقية خالد جاسم: بالرغم من أن فارق الزمن بين الحادثة السعيدة الأولى عن مثيلتها الثانية لم يتعد الساعة الواحدة, ففي طهران تمكن منتخبنا الأولمبي من تتويج مسيرته في التصفيات الآسيوية بتعادل بطعم الفوز خرج به من ملعب آزادي مع صاحب الضيافة نظيره الإيراني، ليتربع رجال الكابتن القدير عبدالغني شهد على قمة مجموعتهم، والتأهل الى النهائيات الآسيوية التي ستقام في تايلند، في خطوة واثقة ومهمة على طريق تسجيل الحضور العراقي السادس في مسابقة كرة القدم الأولمبية, وبين فرصة التقاط أنفاس الفرح اللاهثة بهذا التأهل المهم، جاءت الفرحة الثانية من البصرة عندما تمكن منتخبنا الوطني من التفوق على شقيقه الأردني وإحراز كأس بطولة الصداقة الدولية الثانية عن جدارة واستحقاق. وبين أن فرحتي الأولمبي والوطني تنسل الكثير من الانثيالات التي يجب التوقف عند بعضها, فالمنتخب الأولمبي كانت مسيرة تحضيره للتصفيات قد صادفها العديد من الصعاب والمعرقلات، وفي مقدمتها غياب الدعم المادي نتيجة الأزمة المالية المعروفة التي تعانيها اللجنة الأولمبية ومعها اتحاد الكرة.

بداية سعيدة
كامل زغير، عضو اتحاد الكرة العراقي، تطرق الى انتصارات المنتخب الوطني والأولمبي قائلاً: حقيقة نشعر بالسعادة لأن منتخبنا الأولمبي ظفر ببطاقة التأهل الى نهائيات آسيا في تايلند بعد أن عمل مدربه عبد الغني شهد بجد واجتهاد وحقق النتائج المنشودة بلاعبين أعمارهم صحيحة، وبرغم الصعوبات التي واجهها في مرحلة الاستعداد، فهذا المنتخب سيكون نواة المستقبل بالنسبة لمنتخبنا الوطني وسيعول عليه كثيراً. وأضاف: لقد خطف المنتخب الوطني لقب بطولة الصداقة الثانية بعد أن قطف ثمار مستواه المتميز، فقد لاحظ المتابعون أن أداء المنتخب صار يتصاعد من مباراة لأخرى، وفي الوقت الذي كنا نواجه صعوبة حتى عندما نفوز على الأردن او سوريا فإن الصورة تحسنت الآن وصرنا نتفوق بشكل واضح، كما بدا الاستقرار يظهر بوضوح فيما يتعلق بمراكز اللاعبين الذين يقدمون عطاءً أفضل.

فرحتنا ثنائية
فيما عبر مهاجم منتخبنا الوطني أيمن حسين عن سعادته بعد إحراز هدفه في مرمى الأردن قائلاً: “حقيقة لقد كانت رغبتي كبيرة بأن أحصل على الفرصة الكاملة والثقة مع المنتخب الوطني، في نهائيات آسيا تواجدت مع المنتخب لكنني لم اشترك في المباريات برغم جاهزيتي التامة، ولكنه بالأخير قرار المدرب، وأنا أحترم تلك القرارات. وخلال بطولة الصداقة الدولية جاءت الفرصة بعد إشراكي في مباراة الأردن أساسياً، وكنت واثقاً من تقديم مستوى مميز وتسجيل هدف، وتحقق لي ذلك من خلال إحرازي للهدف الأول، لقد كانت فرحتنا ثنائية أولاهما حصول منتخبنا الوطني على بطولة الصداقة الدولية والثانية انتزاع منتخبنا الأولمبي بطاقة التأهل الى الأولمبياد من المنتتخب الإيراني وفي عقر داره.”

سكة الانتصارات
سعد ناطق، مدافع المنتخب الوطني العراقي، تحدث عن الانتصارين قائلاً: إن المنتخب الوطني أصبح أكثر قوة واستقراراً، ناهيك عن عودة ثقة الجماهير، حيث لعبنا في بطولة الصداقة بتحرر بعد أن وجدنا الجماهير وهي تؤازرنا طيلة البطولة، وهذا جانب مهم كنا نفتقده في السابق، وقد استمتع الجميع بتلك الأيام الجميلة التي قضيناها أثناء البطولة، فالمنتخب أصبح أكثر تماسكاً من ذي قبل وهذه أيضاً نقطة إيجابية تصب في مصلحة الفريق مستقبلاً، فالأفراح الكروية كانت ثنائية في وقت واحد، حيث كانت للمنتخب الأولمبي صولات كبيرة على ملعب آزادي في إيران عندما خطف الليوث بطاقة التأهل بكل جدارة واستحقاق من المنتخب الإيراني العنيد، إن شاء الله عودة موفقه لمنتخباتنا الى سكة الانتصارات.

نجاح واستقرار
نجم المنتخب الوطني العراقي السابق مهدي كريم قال عن الانتصارات العراقية: نحن سعداء لأن منتخبنا الأولمبي نجح في تحقيق المطلوب برغم الصعوبات التي واجهها في مرحلة الاستعداد ليرسخ القناعة بأن فرق الفئات العمرية العراقية تتفوق دائما في البطولات المهمة، حيث احتل المنتخب الاولمبي المركز الاول برغم أنه لعب خارج ملعبه وهذا النجاح يستحق الإشادة. وأشار كريم الى إنجاز المنتخب الوطني بحصوله على لقب بطولة الصداقة الدولية الثانية عندما قال: بعد إخفاق منتخبنا الوطني في نهائيات آسيا التي أقيمت في الإمارات، كان منتخبنا الوطني بحاجة الى نجاح يعوض به بعض ما فاته، أعتقد أن نيل لقب البطولة هو حافز معنوي حتى في ظل عدم قوة المنتخبات المشاركة على أمل ان يكون لهذا النجاح والاستقرار الذي سيبلغه المنتخب أثره الإيجابي في تصفيات كأس العالم التي ينتظر ان تنطلق في أيلول المقبل.