مهند محمد علي: لابد من إنقاذ كرتنا من الضياع

1٬001

 أحمد رحيم نعمة/

الحديث عن نجوم الأمس يزداد اشتياقاً، عندما نتطرق الى ما قدمه أبطالنا الكرويون خلال الفترات السابقة، من حيث الانجازات الكبيرة التي رفعت من أسهم الكرة العراقية، وتتويجها بالمراكز الأولى في أكثر من محفل عالمي، ومن بين أبرز نجوم الكرة السابقين اللاعب الدولي مهند محمد علي الذي صال وجال في الملاعب، بعد أن مثل جميع المنتخبات الوطنية العراقية، فضلا من مشاركته اللعب مع اربعة أندية الجماهيرية، الزوراء، الشرطة، الطلبة والجوية، قدم خلال مشاركته مع الفرق أجمل العروض،

وبعد اعتزاله اللعب أتجه صوب التدريب.. ( مجلة الشبكة العراقية) ضيفت نجم الكرة السابق مهند محمد علي فدار معه هذا الحوار:

*أين أنت الآن من الساحة الرياضية؟

_بعد اعتزالي اللعب اتجهت صوب التدريب، حيث أشرفت على تدريب فريق رديف الجوية من 2010 الى 2012 والصناعات الكهربائية ومدرباً لنادي الصحة، ومستشاراً فنياً للفئات العمرية في نادي القوة الجوية.

*هل دخلت دورات تدريبية؟

_شاركت في أكثر من دورة تدريبية آخرها شهادة (c) الآسيوية الدولية بعد مشاركتي في دورة أربد في الأردن وشهادة المدربين المحترفين المحلية باشراف الخبراء أنور جسام وداود العزاوي ويحيى علوان وعبدالأله عبدالحميد.

*أنت من جيل غير محظوظ؟

_نعم أنا من جيل غير محظوظ، فالمشاركات بالنسبة للأندية والمنتخبات الوطنية العراقية كانت شحيحة والاستعدادات شبه معدومة، لكن برغم هذا كنا نصل الى مراحل متقدمة في المشاركات الخارجية، لقد تدرب جيلنا على أيدي عمالقة التدريب الكروي منذ الصغر مثل واثق اسود ومثنى حميد وعصام عبدالرزاق، داوود العزاوي، المرحوم محمد الشيخلي، أنور جسام، جمال علي.. هؤلاء أشرفوا على تدريبنا منذ الصغر وعلمونا كل شيء بصورة صحيحة ومتدرجة، فأصبحنا نجوما على أيديهم وأيدي الذين من بعدهم. مثل دوكلص عزيز وصباح عبدالجليل وأيوب أوديشو ونزار اشرف وصالح راضي، والكثير من المدربين الأجانب والعرب مع المنتخبات والاحتراف، لذا كان مستوانا جيدا برغم الحصار الرياضي والوضع المادي الشحيح، كانت لنا بصمة واضحة على الكرة العراقية داخليا وخارجيا، فالأسباب الحقيقية لنجوميتنا تكمن باشراف مدربين ذوي مستوى عال، الذين ذكرتهم أشرفوا على تدريبنا وتطويرنا مع تخطيط إداري سليم لاعضاء الاتحاد السابق مثل حسين سعيد وعدنان درجال وعبدالقادر زينل وشامل كامل وهشام عطا عجاج وأصيل طبرة ونمير عبدالكريم وباسم جمال وغيرهم.

*أي الأندية لعبت لها؟

_شاركت مع الصناعة، صلاح الدين، الطلبة، القوة الجوية، الشرطة، الزوراء، الكهرباء، زاخو ومصافي الوسط والمنتخبات الوطنية جميعها، ولعبت أكثر من 44 مباراة دولية، ونظراً للمستوى الجيد الذي قدمته مع فريقي الناشئين والشباب بنادي الطلبة، تم استدعائي من قبل مدرب منتخب الناشئين آنذاك الكابتن داود العزاوي، بعد أن وجد المواصفات التي يحتاجها، حيث أسهمت مع منتخب الناشئين بفوزه ببطولة النصر والسلام التي جرت في كركوك عام 1989، وبعد ذلك تم أنضمامي إلى منتخب الشباب، كان يشرف على تدريبه المدرب أنور جسام، وخلال هذه المدة كنت انتظر فرصة للعب في دوري الكبار، إلا أن تلك الفرصة كانت صعبة، في أن تكون من بوابة نادي الطلبة نتيجة لوجود أسماء كبيرة فيه، لذلك لم اتردد في تلبية دعوة مدرب نادي الصناعة الراحل محمد الشيخلي في اللعب معه بدوري الكبار، حيث مثلت الفريق تحت إشراف المدربين محمد الشيخلي وموفق المولى وكاظم الربيعي، إذ لعبت المباراة الأولى في دوري الكبار مع نادي الصناعة ضد النادي البحري، ثم انتقلت بعد ذلك من نادي الصناعة إلى نادي صلاح الدين ولعبت معه ثلاثة مواسم متتالية بقيادة المدربين عبد كاظم وسمير إبراهيم وسعدي يونس ودكلص عزيز وفيصل عزيز، ونظرا للمستوى الرائع الذي قدّمته في مباريات الدوري تمت دعوتي نهاية عام 1994 من قبل المدرب أنور جسام إلى صفوف المنتخب الأولمبي الذي كان يستعد للمشاركة في تصفيات دورة أتلانتا الأولمبية، حيث أسهمت بحصول منتخبنا الأولمبي على لقب بطولة “كلكتا الدولية” في الهند ومن ثم شاركت مع منتخبنا بلقب بطولة “مرديكا الدولية” التي جرت في ماليزيا، وبعد ذلك كنت من اللاعبين الذين أسهموا مساهمة فعالة في حصول منتخبنا الأولمبي على المركز الأول في مجموعته في تصفيات دورة أتلانتا الأولمبية التي ضمت إلى جانبه المنتخبين الأردني والقطري، التي جرت بطريقة الذهاب والإياب، ثم شاركت مع المنتخب المذكور في التصفيات النهائية المؤهلة للدورة المذكورة التي جرت في ماليزيا وكان فيها منتخبنا قريباً من خطف إحدى البطاقات الثلاث، لكنه في النهاية اكتفى بالمركز الرابع ليضيع الكثير من الأحلام والأمنيات، إلا أن الكرة العراقية كسبت من خلال هذا المنتخب مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين تأهلوا بصورة مباشرة إلى صفوف المنتخب الوطني في عام 1996

* ماذا تقول عن اخفاقات كرتنا الأخيرة؟

_التخطيط سابقاً كان أفضل، أقول نعم برغم ظروف الحصار، الآن العمل غير صحيح، من حيث عدم وجود دوري للفئات العمرية، فلابد من ثورة رياضية لتطوير المواهب الكروية، واذا ظل الحال كما هو عليه اليوم، ستظل كرتنا مطرقة لكل المنتخبات العربية والآسيوية، والشيء الآخر لابد من وجود تخصيص مالي للمنتخبات العراقية من أجل الاحتكاك ومقارعة المنتخبات الآسيوية التي تطورت كثيرا في السنوات القليلة الماضية.

* لقب (أبو غضب) من اطلقه عليك؟

_أول من أطلق علي هذا اللقب زملائي من لاعبي المنتخب الأولمبي، ثم تداوله الجمهور العراقي إلى وقتنا هذا.

*بماذا اختلف الجيل القديم على الحالي؟

_اللاعب القديم درس صح، أي أن بداياته كانت صحيحة، من حيث اشتراكه في دوري الفئات العمرية، ولايوجد تزوير أو أي شيء من هذا القبيل، عكس لاعبنا الحالي يلعب للأندية وحتى المنتخبات الوطنية وهو لم يلعب بالتدرج العمري وهذا من حقه كون الاتحاد لم يقم لغاية الآن دوري الفئات العمرية، لذلك تجد اللاعب اليوم قصير العمر في الملاعب، بل أن بروزه يكون لفترة محدودة.

*ماذا تتمنى؟

_أن تعود كرتنا الى سكة الانتصارات، فالملاعب العراقية مليئة بالمواهب وباستطاعتها أن تنهض بالكرة من جديد، إذا توفرت لها الامكانات.