ميزانيات الأندية تفتح خزائنها للمدربين واللاعبين المحترفين

90

أحمد رحيم نعمة/
انتشرت في المواسم القليلة الماضية ظاهرة التعاقد مع اللاعبين المحترفين الأجانب بين الأندية كالنار في الهشيم، إذ أصبح كل فريق في الدوري يضم نخبة من لاعبي القارة السمراء أو راقصي السامبا أو من أوربا. لكن هذه التجربة لم تخل من الهفوات، إذ رافقها العديد من العثرات والإخفاقات من إدارات الأندية، وتفاوتت درجات التفوق الفني بين اللاعبين، فمنهم من نال قصب النجاح، ومنهم من أخفق في التعبير عن مواهبه وإبراز قدراته الفنية.
بعد انتهاء الموسم الكروي الخاص بالمحترفين، تسارعت إدارات الأندية العراقية للتعاقد مع اللاعبين الذين برزوا في الموسم المنتهي، بل إن غالبية إدارات الأندية فضلوا التعاقد مع اللاعبين الأجانب لتقوية صفوف فرقهم المشاركة في الدوري الكروي الخاص بالمحترفين. وبين صفحة التألق ومحطة الفشل، لم تقطف الكرة العراقية ثمار الاستفادة من تجربة الاحتراف، على الرغم من أنها كبدت الأندية الكثير من الأموال، واستنزفت الخزائن، لأنها لم تسخر بالشكل الأمثل لاختيار الأفضل، وذلك لقلة الخبرة في إدارة ملف الاحتراف.
عن تعاقدات الأندية مع اللاعبين وتفضيلها اللاعب الاجنبي على المحلي، وأمور أخرى، تحدث معنا العديد من المدربين والشخصيات الرياضية:
تعاقدات ناجحة
البداية كانت مع رئيس نادي النفط الرياضي (كاظم محمد سلطان) الذي قال: “تسارع بعض إدارات الأندية بهمة كبيرة لاستقطاب اللاعبين المميزين لفرقهم، والمعروف عن نادي النفط، منذ تأسيسه ولغاية اليوم، انه (مُخرّج) للنجوم الكرويين، ففي كل موسم يأتي بجيل جديد من اللاعبين، ينتقل معظمهم إلى الأندية الأخرى بسبب العقود الكبيرة التي تقدم لهم من تلك الأندية، لذلك نقوم مع بداية كل موسم بالبحث عن لاعبين جدد يمثلون الفريق. وفي هذا الموسم استقدمنا بعض اللاعبين الأجانب، جرى التعاقد معهم لتمثيل الفريق في دوري المحترفين، مع تواجد لاعبينا الشباب الذين سيمثلون الفريق، أي أن هناك مزيجاً من اللاعبين الأجانب والمحليين تحت إشراف المدرب (عادل نعمة) الذي سيقود الفريق في الموسم الجديد.”
تجربة مفيدة
أما المدرب الدولي السابق (ثائر أحمد) فقال: “قبل انطلاق دوري المحترفين لكرة القدم، دخل معظم الأندية في سباق من أجل التعاقد مع هذا اللاعب او ذاك ممن تألقوا مع فرقهم في الموسم الماضي، مع بحث مستمر عن لاعبين أجانب من أجل تقوية صفوف فرقهم. فالأندية التي لها ميزانية جيدة ستتعاقد بلا شك مع مدربين ولاعبين جيدين، أما الأندية التي خزينتها فارغة فإنها ستبقي على اللاعب المحلي بعقود لا بأس بها، فبعض الفرق المشاركة في الدوري الخاص بالمحترفين تعلن إفلاسها بعد المرحلة الأولى من الدوري مباشرة، لأن التعاقدات مع المحترفين تثقل كاهل ميزانيتها، أما اندية المؤسسات فهي صاحبة الحظ الأوفر في التعاقدات مع المدربين واللاعبين. عموماً فإن التعاقد مع لاعبين سوبر مميزين يمثلون الأندية العراقية في دوري المحترفين يعتبر حالة مفيدة تسهم في زيادة قوة الدوري العراقي.”
البحث عن المال
فيما تحدث مدرب منتخب الشباب العراقي السابق (حسن أحمد) قائلاً: “بدون شك أن الأمور المادية هي التي تحكم التعاقد مع اللاعبين، لأن بعض الأندية لا تستطيع تحمل أسعار عقود اللاعبين العالية جداً، ولاسيما أن بعض هذه الأندية تمر بضائقة مالية لا تمكنها من التعاقد مع لاعبين سوبر، لذلك يبقون على مجموعة من أبناء النادي، فاللاعب اليوم يبحث عن المال، ويوقع مع أي ناد يدفع له أكثر، دون الالتفات إلى ذلك النادي الذي احتضنه، إذ لا وجود للولاء، حين أصبح المال في زمننا هذا فوق كل شيء، وهو ما يسير عليه معظم اللاعبين. كذلك فإن غالبية لاعبي العالم يبحثون عن العقد المالي، وليس فقط اللاعب العراقي. الجميع في حالة تأهب قصوى لخطف اللاعبين، سواء الأجانب أم المحليين، فالمهم تحسين مواقع الفرق التي ستدخل معترك الدوري العراقي للمحترفين، الذي يدخل موسمه الثاني على التوالي بعد انتهاء الدوري الماضي الذي خطف كأسه فريق نادي الشرطة.”
ضروريات التعاقد
بدوره، يرى النجم الدولي السابق المدرب (شاكر محمود) أن “عملية التعاقد مع اللاعبين الأجانب من مختلف المدارس الكروية باتت من المرتكزات الضرورية للارتقاء بالجانب الفني لفرق الدوري بغية تحقيق الفوز في المباريات، والإسهام بإضفاء المتعة في المواجهات، ومحاولة إنعاش المدرجات، لذا فإن عملية استقطاب الأجانب تلعب دوراً كبيراً في تطوير المهارات الفردية والقدرات الذهنية للاعبين المحليين، لكن نجاح التجربة الاحترافية يرتبط بصورة وثيقة بنوعية اللاعبين المتعاقد معهم وتأثيرهم في الأداء الجماعي حسب خبراتهم الميدانية.”
ويؤكد شاكر أنه “وفقاً للتجارب السابقة، والسلبيات التي طفت على السطح، يتطلب من الأندية إيكال مهمة التعاقد مع اللاعبين على عاتق المدربين، لأنهم أعرف بخصائص اللاعبين ومدى الاستفادة منهم، مثلما يحصل في الدوريات العالمية، إذ إن عملية التعاقد مع اللاعبين الأجانب تكلف الأندية مبالغ عالية، إذ تختلف درجة تميزها بين الإبداع والإحباط، فبعضها أصاب النجاح، فيما فشلت غالبيتها ولم تنل درجة الإبداع، بل إنها أدت الى إرهاق ميزانية الأندية وإثارة رياحها العاصفة لتصيب اللاعبين المحليين بمشكلاتها الخانقة.”