هل ننسى “”انتكاسة”” الأولمبي العراقي؟

198

بغداد / الشبكة العراقية
اختتمت مؤخراً في العاصمة الفرنسية باريس دورة الألعاب الأولمبية، التي شارك فيها العراق بأربعة ألعاب رياضية فقط، هي كرة القدم متمثلة بالمنتخب الأولمبي، والسباحة، وألعاب القوى، ورفع الأثقال، ولم يحقق العراق فيها أي وسام،
فيما كانت الآمال معقودة على المنتخب الأولمبي في خطف أحد الأوسمة، بعد أن بشرت البداية بالخير إثر فوزه على المنتخب الأوكراني بهدفين لهدف، لكن تعثره في مباراتيه الثانية والثالثة أمام منتخبي الأرجنتين والمغرب، أخرجنا مبكراً من البطولة.
صبّ بعض الجمهور جام غضبهم على المدرب راضي شنيشل بسبب عدم زجه باللاعبين المحترفين، في حين وضع القسم الآخر منهم اللوم على اللاعبين، الذين فشلوا في مواجهة منتخبات المجموعة. عن إخفاق منتخبنا الأولمبي في دورة الألعاب، استطلعنا بعض الآراء للوقوف على أسباب هذا الخروج الذ وصف بـ (المخزي)!
أداء بلا روحية
في البداية، تحدث نجم المنتخب الوطني العراقي السابق، النائب الثاني لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم يونس محمود، قائلاً: “في المباراة الأولى التي لعبها منتخبنا الأولمبي أمام أوكرانيا كان مستوى الفريق جيداً، إذ قدم أداءً رائعاً حقق من خلاله هدفين وكسب ثلاث نقاط، وكانت مباراتنا مع الأرجنتين جيدة أيضاً، مع أن الفريق الأرجنتيني يضم خيرة اللاعبين العالميين، وبالرغم من خسارتنا للمباراة، إلا أننا كنا نأمل بالتعويض أمام المنتخب المغربي والتأهل، لكن الذي حصل هو أن مباراتنا أمام المغرب كانت مخيبة للآمال ولم تكن تليق بنا كمنتخب عراقي، فقد بدا الأداء دون بدون روحية.” مضيفاً: “إن شاء الله هناك دراسة وقرارات بخصوص هذا الإخفاق الذي رافقنا في مباراتنا الأخيرة، وأدى إلى خروجنا من المنافسة.”
حلم الأولمبياد
فيما قال لاعب المنتخب الأولمبي مصطفى سعدون: “لقد انتهت القصة مع الأولمبي، سنتان من العمل والجهد لتحقيق حلم التأهل إلى الأولمبياد، كنا نأمل بمشاركة أفضل، لكن هذا حال كرة القدم، نعتذر عن كل شيء، وعلينا التعلم من مثل هذه البطولات والتطلع بصورة أفضل إلى المستقبل. أنا فخور بهذا المنتخب وبهذه المجموعة، لكن قدر الله وما شاء فعل، كرتنا تبقى في المقدمة إن شاء الله.”
إعداد ضعيف
أما مدرب حراس المنتخب الوطني العراقي السابق عبد الكريم ناعم، فأشار إلى ضعف فترة الإعداد، الذي بدوره أثر على المنتخب الأولمبي، مضيفاً: “علينا دراسة أسباب هذا الإخفاق، فالفريق قدم مجهوداً جيداً في مباراتيه الأولى والثانية، لكن في مباراته الأخيرة كان التعب واضحاً على اللاعبين.” واصفاً الفريق المغربي بالفريق الجيد المتمكن، الذي يمتلك لاعبين محترفين في الدوريات الأوربية، وهذا كان واحداً من أسباب تفوقهم علينا.
فروقات شاسعة
في حين تحدث الصحفي الرياضي علي رياح عن هذه النتائج قائلاً: “لقد انتهى مشوارنا في باريس 2024، أداء متواضع للمدرب واللاعبين منذ اللحظة الأولى، بعد أن كان الشعار والغاية والهدف تفادي الانتكاسة في النتيجة، ومع إقرارنا التام بالفروقات الشاسعة بين مستويات لاعبينا مقارنة باللاعبين المغاربة، لكن المشهد كان كارثياً، ومثّل إساءة بالغة للكرة العراقية.” محملاً المسؤولية جميع القائمين على المنتخب، مضيفاً: “أما الجهات الحكومية العليا المعنية التي قدمت كل صنوف الدعم، فينبغي عليها ممارسة دورها الآن في تقصّي ما جرى، وهذا أقل ما تقدمه للناس وسط مشاعر الخيبة والحزن.”، معرباً عن خشيته من مرور أيام على ردود الأفعال (العاطفية) ثم ننسى بعدها كل شيء، لنحثّ الخطى نحو إخفاق مُقبل آخر..!
حقيقة موجعة
وقال الصحفي عبد الكريم ياسر: “من شاهد أداء لاعبي المنتخب الأولمبي المغربي، يعرف الفرق الكبير بينهم وبين لاعبينا، وحجم تأخير الكرة العراقية ومستوياتها الفنية والإدارية والتنظيمية، علماً أن اتحاد كرة القدم قدم منذ أكثر من عامين دعماً مالياً كبيراً، ورعاية حكومية لم ولن يشهدها اتحاد من قبل، هذه -للأسف- حقيقة موجعة، وذكرها واجب على الصحافة والإعلام الرياضي من أجل التقويم والتقييم، لا لغرض التسقيط والتشهير لا سمح الله.” موضحاً أن “أداء لاعبي منتخبنا الأولمبي أمام المنتخب المغربي كشف عورة كثير من الاعتبارات المهمة، التي تُعد من أهم مقومات وجود منتخبات على مستوى عال، ومن أهم تلك الاعتبارات هو الدوري، فهل يعقل ببلد يبلغ تعداد سكانه خمسة وأربعين مليون نسمة، نسبة الشباب منهم 68 %، يقال إنهم يتنفسون كرة قدم، ولا يمكننا من بينهم إيجاد 100 لاعب موهوب!!”
خروجٌ مذل
“متى نتعلم؟! الكل متفقون على أن ماحصل للمنتخب الاولمبي في دورة باريس الاولمبية يدعو إلى الأسى والألم، ولاسيما حينما يتعلق الأمر بمنتخب وطن ليس كبقية الأوطان، وبشعب ليس كبقية الشعوب.” بهذه العبارة ابتدأ الصحفي الرياضي مسلم الركابي حديثه عما جرى في أولمبياد باريس. مشيراً إلى أن الجميع متفقون على أن المنظومة الكروية العراقية يشوبها الخلل والإرباك والتخبط والعشوائية في العمل، وأن هذا انعكس سلباً على أداء المنتخب الأولمبي وخروجه المذل من الدورة، مضيفاً: ” الكل متفقون أيضاً على أن فرق مجموعتنا أفضل من فريقنا في كل النواحي والتفاصيل، كما أننا جميعاً من حقنا أن نحلم بفريق يقدم مستوى مقنعاً، كذلك فإن الجميع اتفقوا على أن المدرب فشل، نعم، فقد فشل فشلاً ذريعاً، إذ حاول أن يصبح بطلاً، لكنه أثبت أنه أضعف من أن يقود فريقاً لكرة القدم، لكننا نعتقد أن الكل لا يتفق إطلاقاً على حملات السب والشتم والقذف والتسقيط التي يقودها البعض ضد المدرب واللاعبين، وعلى الأشخاص العاملين في منظومة كرة القدم العراقية.”