وهن يحتفلن بعيدهن.. الرياضيات العراقيات يتطلعن إلى دعم يوازي عطاءهن
أحمد الساعدي/
مع احتفال النساء بعيدهن العالمي، طالبت الرياضيات العراقيات المسؤولين بمزيد من الاهتمام بالرياضة النسوية، التي مرت خلال السنوات الأخيرة بمراحل صعبة، نتيجة إهمال القائمين عليها، برغم وجود المواهب في جميع الألعاب.
هذا الإهمال دفع بعض الاتحادات الرياضية الى إلغاء الرياضة النسوية وبطولاتها، ولم يتبق إلا بعض الاتحادات التي تحتضن المواهب الواعدة.
إنجازات
منذ عام 1975 ولغاية 2000 ازدهرت الرياضة النسوية العراقية بشكل مثير للغاية، وحققت إنجازات رائعة بسواعد بطلات العراق في مختلف الألعاب، فقد تمكنت المرأة العراقية من تحقيق ذاتها خلال الحضور المستمر في البطولات العربية والآسيوية وحتى العالمية, مع حصاد وفير من البطولات والألقاب، وحظيت باهتمام كبير من قبل القائمين على هذا المجال، فضلاً عن تشجيعهن وتحفيزهن، وبالتالي ظهر على الساحة النسوية العديد من البطلات اللاتي حققن إنجازات رائعة خلال تمثيلهن المشرف للمنتخبات العراقية في جميع البطولات القارية، وإحرازهن الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في مختلف الألعاب. ومن البطلات اللاتي اعتزلن اللعب: الدكتورة إيمان صبيح، وإيمان نوري، وميساء حسين، ودانة حسين، وأخريات كانت لهن بصمة في عالم الرياضة النسوية العراقية.
إنجازات بدون دعم
خلال السنتين الماضيتين ظهر العديد من المواهب النسوية العراقية على الساحة الرياضية، حققن الإنجازات الكبيرة للعراق في مختلف الفعاليات الرياضية، كألعاب الساحة والميدان، وكرة القدم، ورفع الأثقال، وتنس الكرة، والشطرنج، والمبارزة، والقوس والسهم، والجوجستو، والكراتيه، والفروسية، لكن لم تدعم هذه المواهب بالشكل الذي يحفزهن على تقديم الأفضل.
دعم وإسناد
تقول البطلة العراقية السابقة بالساحة والميدان الدكتورة إيمان صبيح: “العراق يمتلك مواهب نسوية كثيرة في الألعاب الرياضية كافة، وباستطاعة بطلاتنا نيل الأوسمة المتنوعة إذا كان هناك تخطيط مسبق، نحن نتنافس مع دول متقدمة جداً تشارك في الأولمبياد، وهذه المنافسة تحتاج الى جهد ودعم كبيرين، مع ضرورة احتكاك اللاعبات مع نظيراتهن من الدول الأخرى، ومن خلال دخولهن دورات تدريبية خارجية والدخول في منافسات قوية قبل البطولة، فالموهبة العراقية تستطيع التفوق إذا ما توفر لها الدعم والإسناد.”
وأشارت إلى أن “المرأة العراقية قدمت وتقدم الكثير لبلدها، ولاسيما في الجانب الرياضي، إذ نجحت بطلاتنا في الآونة الأخيرة بتحقيق انتصارات على الصعيد العالمي، على سبيل المثال تألق نجمة القوس والسهم فاطمة سعد بحصولها على المركز الأول عالمياً، ولاعبة الجوجستو تريفا رضا التي فازت بالمركز الأول في بطولة العالم، كذلك تألق واضح للاعبات الشطرنج في بطولات آسيا، كما تألقت لاعبات الرماية والدراجات والجودو والمبارزة. هذه المواهب تحتاج الى دعم من أجل عودة الرياضة النسوية العراقية بقوة للمنافسة في البطولات التي كنا نتسيدها في فترة من الفترات.”
لاعباتنا بدون دعم
فيما قالت كابتن المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم ونادي القوة الجوية نادية فاضل: “في الآونة الأخيرة ظهر العديد من المواهب النسوية العراقية في الألعاب الرياضية كافة، إلا أنها تحتاج الى الدعمين المالي والمعنوي، من أجل مواصلة النجاحات، إلا أننا لا نجد ذلك، إذ لادعم ولا أي شيء يذكر، ما جعل مستوى اللاعبة يتراجع في مواصلة المشوار، فالرياضة النسوية -حقيقة وبدون مجاملة- تعاني منذ زمن إهمالاً واضحاً في الألعاب كافة من قبل المسؤولين على الرياضة العراقية، سواء وزارة الشباب والرياضة أو اللجنة الأولمبية، إذ أن الدعم والمتابعة مخصصان للرجال فقط، دون الالتفات إلى الكوادر النسوية التي ركنت جانباً في السنوات السابقة وحتى الحالية، مشاكل كثيرة تواجه العنصر النسوي، منها عدم توفر قاعات تدريب للاعبات، التي هي الأساس في حياة الرياضية، بينما نشاهد في إقليم كردستان الرعاية والدعم والاهتمام الكامل بالرياضة النسوية، نتمنى أن توفر القاعات وتدعم الفرق النسوية من أجل إعادة أمجاد الرياضة النسوية على الصعيدين العربي والآسيوي.”
ملاعب نسوية
وقالت بطلة العراق السابقة ميساء حسين: “لقد عانت رياضتنا النسوية الأمرّين خلال السنوات السابقة، من حيث عدم وجود الملاعب الخاصة بالعنصر النسوي، إذ اقتصرت تدريبات اللاعبات على ملاعب كلية التربية الرياضية فقط لإقامة التمارين عليها، أيضاً هناك معوق آخر هو قلة التخصيصات المالية التي تقدم لصاحبات الإنجاز، الحقيقة أن أموراً كثيرة تفتقرها الرياضة النسوية العراقية، فالمواهب النسوية العراقية موجودة وفي الألعاب جميعاً، لكن ينقصها الدعم والمتابعة وتوفير المستلزمات من قبل القائمين على الرياضة العراقية، فلو توفرت هذه الأمور ستكون رياضتنا النسوية بخير.”
مواهب واعدة
أما نجمة المنتخب العراقي بالقوس والسهم فاطمة سعد فقد قالت: “في السنوات القليلة الماضية استطاعت الرياضة النسوية العراقية أن تحقق انتصارات ملحوظة على الصعد كافة، فقد ظهر العديد من المواهب الشابة في ألعاب كثيرة، برغم الدعم المحدود المقدم للبطلات، لكنهن قدمن أروع المستويات في البطولات العربية وحتى الآسيوية، فالرياضة النسوية العراقية بخير، وهي ولادة للمواهب، نتمنى أن يزداد الدعم المقدم لها، مع توفير القاعات الرياضية التي تخص الجانب النسوي من أجل أجراء الوحدات التدريبية عليها.”
الرياضة النسوية بخير
آخر المتحدثين كان الصحفي الرياضي نعيم حاجم، الذي أكد أن “الرياضة النسوية العراقية قدمت إنجازات رائعة خلال هذه السنة، فقد تألق العديد من المدربات اللاتي قدن البطلات في المسابقات الخارجية، فعلى سبيل المثال بطلة آسيا بالقوس والسهم رند سعد، التي حققت المركز الأول آسيوياً، كما فازت لاعبة الجوجستو تريفا رضا ببطولة العالم، كذلك حققت اللاعبة رويدة سعد بطولة آسيا بالشطرنج، ولاعبة الرماية آية محمد التي خطفت بطولة العرب، كما تألقت نور أكرم في بطولات العرب بالمبارزة، وهناك مواهب نسوية كثيرة تألقت في سوح الملاعب الخارجية، إلا انها تنتظر دعماً واهتماماً أكثر من القليل الذي يقدم حالياً، عموماً، رياضتنا النسوية حالياً تسير بخطى جيدة، لكنها بحاجة الى أمور ضرورية تفتقدها، نتمنى أن يوفر لها القائمون على الرياضة العراقية جميع المستلزمات التي تسهم في تألقها.