2021 أسوأ عام في تأريخ الكرة العراقية

623

أحمد رحيم نعمة /

ليست النتائج المخيبة وحدها هي السبب الذي دفع النقاد والمراقبين إلى عدّ العام 2021 أسوأ عام في تاريخ الكرة العراقية، بل إنها تلك المستويات الهزيلة التي قدمها لاعبو المنتخب الوطني. فهي المرة الأولى التي يفشل فيها الفريق في تحقيق الفوز بعد عشر مباريات متتابعة في تصفيات كأس العالم وبطولة العرب في الدوحة، مع منتخبات كان الفوز عليها تحصيل حاصل لدى المنتخبات العراقية.
تلك النتائج دفعت المنتخب العراقي بعيداً عن ترتبيه بين أفضل ستة منتخبات آسيوية إلى مراكز متأخرة لم ينحدر إليها من قبل.
حتى أن منتخبات حديثة مثل فلسطين وماليزيا وتايلند واليمن وإندونيسيا تفوقت على المنتخب العراقي في التصنيف الدولي.
لاشك في أن التخبط الإداري وغياب التخطيط والفساد كانت العوامل الرئيسة لهذه النتائج، التي تسببت بخيبة أمل كبيرة لجمهور الكرة العراقية، حتى أن العديد من هذه الجماهير عزفت عن متابعة مباريات المنتخب الوطني.

تخبطات إدارية
الانتكاسات الكروية ليست وليدة الصدفة، وإنما هي تراكمات فشل الإدارات السابقة، التي أسهمت بشكل مباشر في تردي أوضاع الكرة العراقية. نعم، لقد بنينا وأعددنا منتخبات جيدة خلال الأعوام الماضية، واستطعنا أن نقدم شيئا لكرتنا، وحققنا الإنجازات العريضة حينها، لكن التآمر والمشكلات والتدخلات حالت دون تحقيق غايتنا التي تكمن في إفراح أبناء شعبنا الغالي. الحقيقة أننا جميعاً نحزن كثيراً للوضع المأساوي الذي تعيشه كرتنا حالياً من حيث الإخفاقات المتكررة والتراجع أمام أضعف المنتخبات في القارة الآسيوية، بل إن هناك منتخبات كانت تتمنى أن تخرج مع أي منتخب عراقي بأقل عدد من الأهداف! اليوم أصبحت هذه المنتخبات تفوز علينا، وبسهولة، والخلل يعود إلى التخبط الإداري.

نهج غير واضح
يقول الصحفي الرياضي نعيم حاجم : إن الزمن لا يعود إلى الوراء، تلك قاعدة معروفة لكل الناس, كما لا يمكن شد عجلته إلى حيث ما نريد، لاستعادة ما نطمح إليه، إلا في حالة أن نجتهد ونعمل من أجل التقدم إلى أمام، وبما أن الشارع الرياضي أصيب بخيبة أمل نتيجة تحكم الوزير درجال، الذي تسيد على مدار عامين منصة المسؤولية في اتحاد الكرة، إذ كان القائد الفعلي لرسم خارطة الطريق، يعطي التعليمات -عندما كانت اللجنة التطبيعية- من خلف الكواليس. الوزير درجال لم يقدم للكرة العراقية إلا الانكسارات والإهمال والتراجع الذي ضرب أطنابه في مناحي رياضة كرة القدم. إن اصرار درجال على نهج غير واضح المعالم -بعناد كبير- قد أوقع منتخباتنا في هوة سحيقة قضت على مجمل آمالنا في كرتنا، تقابلها سعادات وازدهار البلدان الأخرى التي قلما تمتلك رصيداً كرصيد المواهب الفذة المنتشرة في الملاعب العراقية، التي لا تحتاج إلا إلى العقلية القادرة على تطوير تلك المواهب التي غابت بفعل فاعل. الوزير درجال -وبشكل علني- غيّب خطة العمل التي من شأنها استنهاض الهمم باتجاه تطوير كرة القدم في جميع أندية المحافظات وفي مقدمتها أندية العاصمة بغداد، والاستفادة من خبرات المدربين والأكاديميين ضمن إطار صناعة المواهب، لكن هذا لم يحدث، إذ انشغل ببناء علاقات واسعة مع الهيئة، لذلك ظل الحال كما هو عليه إذ لم ولن نستطيع أن نتفوق على أضعف المنتخبات.

حقل تجارب المدربين!
فيما قال المدرب جابر محمد : بعد العبث المفرط بسمعة الكرة العراقية ، نتمنى أن نعثر، ولو على شخص واحد في هذا البلد يضع كفه على صدره ويقول أنا مسؤول وأعلن استقالتي! لقد ملّ الشارع الرياضي العراقي من الانتكاسات الكروية، بحيث أصبحت منتخباتنا الوطنية -ولجميع الفئات العمرية- محطة لعبور أضعف المنتخبات، والدليل خروجنا المذل من بطولة غرب آسيا وتصفيات كأس العالم، فهل كان مستوى منتخبنا الوطني لكرة القدم في مبارياته أمام عمان والبحرين وقطر في بطولة كأس العرب ملبياً للحد الأدنى من الطموح؟ وهل تتفق تصريحات رجالات اتحاد الكرة قبل معترك البطولة (منتحبنا أصبح حقل تجارب درجال). لقد كان أداء منتخبنا الوطني مخيباً للآمال حقاً، ولم تأت تعادلاته أمام عمان والبحرين نتيجة مستواه المتقدم بقدر ما كانت تحصيل حاصل لضعف خصومه! وأن تكون أقوى الضعفاء يعني أنك ضعيف, وفي ذلك فرق كبير من أن تكون أضعف الأقوياء، لأنك في الحال الثانية محسوب على الأقوياء، وهذا ما نأمله لمنتخبنا العراقي في أضعف الإيمان. إن المتابع لأداء المنتخب الوطني في مبارياته الثلاث التي خاضها في بطولة كأس العرب، وقبلها تصفيات كأس العالم، لا يرى أية خطة مرسومة ولا طريقة مفهومة، بل بدا كأنه مجموعة من الأشخاص توزعوا في مساحات معينة من ساحة اللعب، ينتظر كل منهم وصول الكرة إليه ليتخلص منها في أسرع وقت ممكن. المنتخب الوطني بحاجة إلى إعادة تقييم من قبل الاتحاد الكروي الذي هو المعني الأول والأخير بإعادة النظر في رسم سياسة جديدة لمنتخبنا.

رسم سياسة جديدة لمنتخباتنا
كما تحدث رئيس نادي محافظة بغداد وديع حسن قائلاً: ما وصلت إليه كرتنا العراقية من انتكاسات مستمرة دون انقطاع لم تأت من فراغ، وإنما جاءت نتيجة التخبط في اتخاذ القرارات، التي أوصلت كرتنا إلى هذا الحال المزري، من حيث لا دوريّ كروياً جيداً ولا لجنة منتخبات تعمل على رسم خارطة الطريق الصحيح للكرة العراقية، إذ أن المهم لدى الجميع في المنظومة الكروية العراقية السفر والسياحة، وبالتالي تدفع الكرة العراقية الثمن، والجمهور يتحسر عندما يرى جميع المنتخبات تتطور فيما يتقهقر منتخبنا إلى الوراء وبسرعة فائقة! فالخلل -طبعاً- إداري قبل أن يكون فنياً بدون أي شك، فلو أنهم جاءوا بملاك تدريبي جيد قبل وقت البطولة بفترة جيدة لاختلف حال الفريق، ولو أقاموا دورياً كروياً جيداً، أيضاً لاختلف الحال! هذا هو واقع الكرة العراقية ومن يقودها، يعشقون التطبيل كالسابقين.. ولا يسمعون أنين الكرة!

الخسارة بالثلاثة!
في حين قال المتابع الرياضي محمد كريم : الحديث عن مسيرة الكرة العراقية خلال عام 2021 محزن للغاية من حيث الانتكاسات الكثيرة لجميع المنتخبات الكروية، والسبب يكمن في سوء اختيار الكوادر التدريبية التي لا تستحق قيادة أي من المنتخبات، بل إن المنتخب الوطني العراقي أصبح حقلاً لتجارب المدربين الذين توالوا على تدريبه.
واضح أن حال الكرة العراقية يحتاج إلى غربلة كاملة تبدأ باستقالة الاتحاد وإعطائه لأكاديميين معروفين، والاستعانة بمدربين قدموا للكرة أجمل ما يكون، واستدعاء لاعبين جدد ومن الدوري العراقي مع اللاعبين المغتربين المعروفين، يومها تصبح لدينا منتخبات قادرة على تحقيق الانتصارات.