العراقيون يتطلعون إلى عام حافل بالسلام والازدهار
إياد الخالدي /
مع إطلالة كل عام تتجدد الأمنيات، يتحقق بعضها وتظل أخرى مجرد أمنيات، وفي بلد لا تفارق أعوامه رائحة الموت، يبقى الأمن والسلام والحياة الحرة الكريمة أغلى الأمنيات، غير أن الأقدار مازالت تعاند هذا الشعب المقتدر وتصر على تسليمه من محنة إلى أخرى، لكنها لن تتمكن من أن تطفئ جذوة الأمل المتقد بوطن تسوده قيم العدل والمساواة.
يأتي هذا العام والعراق يدخل مرحلة جديدة ويواجه أياماً صعبة حافلة بالتحديات، ومليئة بآمال عريضة وتفاؤل كبير أيضاً بأن تتحقق أمنياتهم التي ظلت معلقة بين الأرض والسماء على الرغم من الصعوبات التي تحيط بهم.
تطلعات
تتطلع الباحثة والأكاديمية نوال حميد، التي تقيم خارج البلاد، إلى اليوم الذي تعود فيه إلى العراق وهو عراق حر ومزدهر وخالٍ من الفاسدين.
وتؤكد أن كل العراقيين في المهجر ترنو عيونهم إلى الوطن وهم يتطلعون بفارغ الصبر كي تتاح لهم فرصة العودة لأحضانه وتقديم خبراتهم من أجل إعادة إعماره.
تتابع الباحثة: لاشيء يمكن أن يحول بيننا وبين تقديم مانستطيع لوطننا، ونحن مستمرون بتقديم الدراسات والبحوث في كافة المجالات الاجتماعية والمهنية والعلمية لبناء عراق جديد متطور.
فيما تقول الروائية والقاصّة عالية طالب: “مع حلول كل سنة جديدة يدور هذا السؤال في منافذ الإعلام المختلفة عن أمنياتنا في العام الجديد، وغالباً ما نردد أفكاراً سبق تداولها حتى وصلت حد الاستهلاك اللفظي دون أن تأخذ قدرتها على المثول التطبيقي أمام المشهد المجتمعي والثقافي وتحقيق ما يشير إلى تغيير حقيقي يطال البنية الثقافية بما يؤسس البنى التحتية لمعنى الثقافة القادرة على الدخول إلى تفاصيل المجتمع وإحداث التغيير الإيجابي فيه.
وتضيف: لاشك أن الأحلام والأفكار كبيرة وأشعر أن عقلي بدأ يعاقبني لأنه أغلق حتى استذكار كل ما حلمت بتحقيقه في بلدي يوماً، وتربصت بي معوقات فردية ومؤسساتية وسلوكية ورأي جمعي، وكلها عملت على إيقاف الأحلام التي قالت يوماً إن للمثقف موقفاً مهماً إزاء مجتمعه، وما عليه إلا أن يؤمن به ليكون واقعاً ملموساً، ولا جديد لهذه السنة،.. راجع أمنياتي السابقات وستجد أن لا شيء تحقق منها!!
قطاع النقل
يقول رزاق الكسّار، الموظف في وزارة النقل: حمل لي هذا العام بشائر خير على المستوى الشخصي، وأنا أتمنى أن تتحسن الأوضاع وتستقر البلاد، فأنا بطبعي متفائل، لكن تفاؤلي يشوبه قليل من التشاؤم الذي أتمنى أن يختفي في العام الجديد وأن تستعيد البلاد أمنها.
يضيف الكسار: على صعيد العمل أنتم تدركون أن المؤسسات تعاني من الفساد وغياب التنظيم، أمنيتي أن يتطور قطاع النقل الذي يدرُّ أموالاً كبيرة، لكنها للأسف لا تذهب لتطوير هذا القطاع الحيوي وتحسين مستوى العاملين فيه.
على جانب آخر، هنأ النقيب في الشرطة علي سلمان منتسبي وزارة الداخلية الأبطال بمناسبة عيدهم الذي يتزامن مع احتفالات العراقيين والعالم بالعام الميلادي الجديد.
وأعرب عن تمنياته بأن تنعم البلاد بالاستقرار، كما تمنى على الكتل السياسية أن تتحاور بهدوء وأن تقدم كل كتلة بعض التنازلات حتى تتسنى لنا رؤية حكومة جديدة تقود البلاد في هذه المرحلة الصعبة، وأن تسير العملية السياسية في العراق بنحو صحيح، ولا سيما بعد إقرار قانون الانتخابات الجديد، وشدد على أن منتسبي وزارة الداخلية يظل انحيازهم للوطن وللشعب دائماً، وديدنهم تطبيق القانون وحماية أرواح الشعب وممتلكاته.
التعليم في بلدي
يقول التربوي عقيل جعفرالعتابي: لا شك أن أمنياتنا الشخصية مهمة ونتطلع إلى تحقيقها، لكني في الواقع أتمنى أن يتطور مستوى التعليم في بلادنا، إذ شهد تراجعاً مستمراً وتعثراً كبيراً في النهوض بواقعه الذي بات واقعاً مريراً يحتاج إلى معالجة جذرية.
ويوضح العتابي: لا شك أن التراجع الكبير الذي أصاب العملية التربوية يرجع إلى انعدام الاهتمام من قبل الجهات المعنية، ولا سيما وزارة التربية التي تعد المسؤولة المباشرة عن كل هذا الانحدار المريع في العملية التربوية.
وأشار العتابي إلى أن هناك الكثير من المعوقات والعراقيل التي وقفت مانعاً أمام النهوض بمستوى التعليم، إذ ما زالت مئات المدارس طينية يتكدس فيها مئات الطلاب، كذلك هناك نقص في أبنية المدارس لا يتناسب مع أعداد الطلاب نجم عنه اللجوء إلى الدوام الثلاثي غير المجدي، وتصدر مسؤولين يفتقرون إلى الفكر والنزاهة في إدارة المؤسسات التربوية بسبب اتساع دائرة الفساد الإداري في البلاد.
ويقول المعلم عقيل جعفر العتابي: أتطلع وأتمنى أن ينهض المسؤلوون بواقع التعليم، فلا بد من أن تكون هناك التفاتة إنقاذ حقيقية وصادقة إلى التعليم في العراق، لأنه الوسيلة الأولى والأهم في خلق جيل واع ينهض بالبلد إلى مستقبل أفضل، وأدعو أولاً إلى الاهتمام بالبنى التحتية للتعليم وأهمها الأبنية المدرسية وتطوير مستوى المعلمين في مختلف النواحي وتحسين مستواهم المعيشي وإعطاء الكفاءات دورها في عملية البناء وقيادة العملية التربوية.
أمنيات مؤجلة
ويؤكد الناشط حيدر فليح، أحد المتظاهرين الشباب، أن أمنياته مؤجلة حتى تتحقق كل الأهداف التي خرج من أجلها المتظاهرون لحين حل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، فكل الأمنيات والتوقعات مرهونة باستقرار الوضع العام في العراق.
وشدد على أنه يعد الاحتجاجات هذا العام حدثاً عظيماً في حياة كل شاب، بل في حياة الشعب الذي تجاوز وحطم كل القيود الشخصية أو الفئوية والطائفية واضعاً مصلحة العراق فوق أي اعتبار آخر.
ويتابع: لا شك في أننا نتمنى أن يعيش أبناء هذا الوطن بجميع أطيافه بأمان وسلام وألّا يعكر صفوهم أي شيء وأن يحمل لهم العام الجديد الخيرات والمسرات وأن يغادر الحزن والخوف بيوت العراقيين إلى الأبد.
من ناحيته، يقول الكاتب والصحفي محمد الصواف: أمنياتي الخاصة تتلخص في إكمال دراستي العليا وتحقيق النجاح في عملي، وبالطبع فأنا مثل كل عراقي أحلم بوطن عزيز مقتدر، وفي مجال عملي ككاتب وصحفي أتمنى أن يتقدم الإعلام في بلدي، ولاسيما أن مبالغ هائلة تنفق في هذا المضمار من دون أن تلبي تطلعات البلاد، وللأسف فبالرغم من مساحة الحرية في بلدنا، بالمقارنة مع دول مجاورة، ما زال إعلامنا عاجزاً عن مجاراة الإعلام في المنطفة العربية ولم نتمكن من بناء مؤسسة قادرة على أن تنافس في هذا القطاع المؤثر الذي يعد أحد الأسلحة ذات التأثير في نتائج الصراع في المنطقة والعالم.
أبواب السماء
وتقول ضمياء الموسوي، الناشطة في مجال قضايا المرأة وحقوق الأطفال، إن أعياد الميلاد ورأس السنة من المناسبات المتميزة، وكثيراً ما تترك انطباعات طيبة في القلوب، لأن أبواب السماء مفتوحة وأن الله سبحانه وتعالى يستجيب لكل الدعوات الصادقة وكل الأماني الطيبة، من هنا أتمنى أن تتحقق جميع هذه الأمنيات ليكون عام خير وسعادة وسلام.
وعبّرت عن أمنياتها أن تكون هذه السنة من دون عنف وأن تعمّ الفرحة والطمأنينة جميع أرجاء العراق بشتى طوائفه وأن يمنَّ الله علينا بالصحة والعافية وأن تكون بداية لصفحة بيضاء مشرقة تبدد الظلام الذي عانينا منه كثيراً، وأتمنى أن تكون سنة خير ومحبة وأمان على شعب العراق وأطفاله الذين عانوا كثيراً من العنف والنزوح والتهجير ومن صدمات الحروب والإرهاب.
وهنأ السيد مهند بطرس، صاحب محل تجاري، أبناء الشعب العراقي كافة بحلول العام الميلادي الجديد وتوجّه إلى المسيحيين بنحو خاص بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية أن يمنّ الله عليهم باليمن والبركات في عراق آمن، ومن أمنياته أن يعيش أولادنا بخير وسلام وأن تستقر أوضاع العراق السياسية والاقتصادية، وأن نحتفل بأعياد رأس السنة الميلادية ونحن نعيش في وطن آمن تسوده المحبة والسلام، وندعو من الرب أن تكون سنة خير على العراقيين جميعاً.
أما المهندس أركان الراوي فقال: أملي أن ننعم باستقرار وأمان ليعيش العراق بلا خوف وقلق مما هو قادم، وأن يكون هذا العام أفضل مما سبقه على الرغم مما تحقق فيه من إنجازات تعد الخطوة الأولى نحو ما يطمح إليه كل عراقي.
عام المفاجآت
وسن فراس، طالبة في كلية اللغات، تقول: أتوقع أن يكون هذا العام حافلاً بالمفاجآت، ولا سيما ونحن مقبلون على تغيير شامل وأن يصب هذا التغيير في مصلحة الشعب العراقي لا في مصلحة بعض الأفراد المتنفذين الذين لا يفكرون إلا بانفسهم.
أما حسن جاسم، طالب في كلية العلوم، فقال: أتمنى بحلول هذا العام أن يجد كل عاطل فرصة عمل حقيقية وألّا نُركن نحن على دكة العاطلين عن العمل حين نتخرج، وأن يُحل جزء من مشكلات الشباب وكل ما يتعلق بهم، وأن نعيش في وطن مزدهر ذي اقتصاد متين يمكن أن يأخذ الشباب دورهم في بنائه والمساهمة في صنع مستقبله.