عقيدة عسكر ية جديدة لجيش ذكي

906

حسين علاوي /

ثمة تحول كبير في العقيدة العسكرية الدفاعية العراقية التي تستلهم قيمها الأساسية من النظام الديمقراطي والدستور العراقي الدائم لعام ٢٠٠٥ والبرنامج الحكومي لحكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وقريباً سيعلن عن أول عقيدة عسكرية عراقية تتكامل بها القوات المسلحة العراقية من خلال القيادة العامة للعمليات المشتركة الممثلة بالوزارات والأجهزة الأمنية والاستخبارية، مع صنوف الأسلحة الأخرى في وزارة الدفاع بهدف حماية البلاد واستدامة الاستقرار والتنمية في كل ربوع العراق. .
التحول الجديد يرتكز على بناء جيش ذكي قادر على الاستجابة لكل التحديات المعاصرة، براً وجواً وبحراً وفضاءً، من هنا بدأت مهمة تحديث القوات المسلحة من خلال المهارات الذاتية وبرامج التدريب وبناء القدرات والاستثمار في العلاقات الخارجية.
ركيزة أساسية
الجيش العراقي يمثل ركيزة تاريخية مهمة في عهد الدولة العراقية الحديثة، بعد أن تجاوز في ذكرى تأسيسه عمر الـ ١٠١ سنة وهو ينمو بصورة صحيحة، فقد بدأت ملامح برنامج إصلاح القطاع الأمني ضمن حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تمضي باتجاه تطوير وتحديث المؤسسة العسكرية العراقية التي واجهت المحن والتحديات للحفاظ على النظام الديمقراطي في العراق بعد ٢٠٠٣، فضلاً عن دورها الأساسي في حماية الشعب العراقي والسيادة الوطنية ومواجهة الإرهاب، بأجياله الثلاثة، التي انتصرنا عليها، ومازالت قطعات الجيش العراقي مستمرة بالتعاون مع القوات الأمنية في مختلف الوزارات والأجهزة والتشكيلات تعمل لتصليب مرحلة النصر العسكري وفقاً لمتطلبات مرحلة بناء السلام .
التحول الكبير في نمو مسودة العقيدة العسكرية الدفاعية التي تستلهم قيمها الأساسية من النظام الديمقراطي والدستور العراقي الدائم لعام ٢٠٠٥ والبرنامج الحكومي لحكومة السيد رئيس الوزراء الأستاذ مصطفى الكاظمي، الذي كانت الفقرة الثانية فيه تركز -بصورة مباشرة- على تطوير وتحديث وإصلاح القوات المسلحة العراقية، وكذلك ستراتيجية الأمن الوطني، ووثيقة مسودة الستراتيجية العسكرية، وبذلك سيكون قريباً الإعلان عن أول عقيدة عسكرية عراقية مكتملة من حيث الجاهزية، لتتكامل بها القوات المسلحة العراقية من خلال القيادة العامة للعمليات المشتركة الممثلة بالوزارات والأجهزة الأمنية والاستخبارية مع صنوف الأسلحة في وزارة الدفاع بهدف حماية البلاد واستدامة الاستقرار والتنمية في كل ربوع العراق.
جيش ذكي
مرتكز التحول الجديد، الذي يستند عليه القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء، هو بناء الجيش الذكي القادر على الاستجابة لكل التحديات المعاصرة براً وجواً وبحراً وفضاءً، وهنا بدأت مهمة تحديث القوات المسلحة من خلال القدرات الذاتية وبرامج التدريب وبناء القدرات والاستثمار في العلاقات الخارجية التي نجحت الحكومة العراقية في عهد الكاظمي بالعمل على تطوير مساراتها بهدف خدمة مؤسسات الحكومة والدولة، ومنها أولوية تحديث المؤسسة العسكرية التي تعمل على إدارة العلاقات الدفاعية في المجال الخارجي ضمن الاتفاقيات والمعاهدات ومذكرات التعاون بين العراق ودول العالم، ومنها اتفاقية الإطار الستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية لعام ٢٠٠٨ التي صادق عليها البرلمان، بالإضافة الى الاتفاق مع حلف الناتو للبعثة غير القتالية، الذي بدأ العمل به مؤخراً لتطوير وبناء قدرات القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية.
تحديث المؤسسات الأمنية
رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي نجح في تطوير العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي من خلال البعثة الأمنية لدول الاتحاد الأوروبي غير القتالية، التي تركز على تحديث المؤسسات الأمنية العراقية والأجهزة الاستخبارية، بالإضافة الى استثمار المقاعد الدراسية في الدول العربية والأجنبية من خلال المعاهد والأكاديميات والكليات العسكرية لتوفير فرص تطوير ضباط الصف والأركان والقيادة الوسطى والعليا في الجيش العراقي من خلال الابتعاث الأكاديمي العسكري، وهذا ما يحدّث الجيش العراقي، بالإضافة الى المشاركة في التمارين العسكرية من قبل وزارة الدفاع ورئاسة الأركان للجيش العراقي وقيادة العمليات المشتركة لتحديث منظومة القيادة والسيطرة، وبذلك تتطور قدرات القوات المسلحة العراقية وتحديث الأسلحة البرية والجوية والبحرية وطيران الجيش والدفاع الجوي والأمن السيبراني، مع التركيز على منظومة الجندي العراقي وبناء قدراته وتطوير وتعزيز منظومة الضابط العراقي وتطوير ملاكاته، بالإضافة الى التركيز من قبل وزارة الدفاع على تطوير الملاكات المدنية وصنوف الطبابة والإعلام العسكري والتوجيه المعنوي وجامعة الدفاع الوطني وكلياتها العسكرية الأكاديمية وتعزيز دور المرأة في القوات المسلحة العراقية.
التعاون مع الإقليم
عملت الحكومة أيضاً على تعزيز التعاون بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق من خلال تعزيز التعاون بين الجيش العراقي والبيشمركة ضمن منظومة الدفاع الوطني العراقي، وبالتالي كل هذه البرامج والسياسات والستراتيجيات تعمل عليها حكومة رئيس الوزراء وتدعمها مع وزارة الدفاع وقيادة العمليات المشتركة والأجهزة الأمنية والاستخبارية لتحديث الجيش العراقي وتطوير قدراته وإمكانياته في عام ٢٠٢٢ من خلال الإنفاق العسكري والموازنة الاتحادية الجديدة وعبر مسارات عدة تهدف الى تحديثه بما يحقق الردع والتوازن الستراتجي للبلاد مع جيوش المنطقة في الشرق الأوسط وحماية سيادة البلاد وحدودنا الوطنية .
*أكاديمي ومستشار رئيس الوزراء لشؤون إصلاح القطاع الأمني