أخطاء في التصوير جعلت الأفلام أكثـر تشويقاً
اعداد: مجلة الشبكة /
تلتقط أعين المشاهدين من محبي السينما الكثيرمن الأخطاء المتكررة التي تظهر في الأفلام وتكون نتيجة لأخطاء إخراجية أوعدم مراجعة العمل السينمائي بالشكل الكافي, وفي كثير من الأحيان نسمع عن حوادث أثناء تصوير الأفلام، أو عن أخطاء في تسلسل الأحداث، أو خروج الممثلين عن إطار الشخصية في المشاهد النهائية.
وقد تصبح هذه الأخطاء سمة مميزة للفيلم وتمنحه منعطفاً فريداً.
فكّر بسرعة!
في هذا الفيلم الرائع الذي أخرجه سبايك جونز وكتبه تشارلي كوفمان، يكتشف جون كيوزاك نفقاً سرياً يتيح له الدخول إلى عقل وجسد الممثل جون مالكوفيتش لينعم بما يفعله رجل مثل جون في حياته اليومية. ويصبح التردّد على النفق أمراً اعتيادياً لكيوزاك وكل من علم بأمر النفق، حتى أصبح سبيلًا للممثل الشهير نفسه.في أحد المشاهد، يكتشف الممثل مالكوفيتش النفق ويصاب بالذعر، وأثناء سيره على الطريق السريع، يلقي رجل زجاجة خمر على رأسه صارخا: «مالكوفيتش، فكّر سريعاً!»، ويسقط الممثل على الأرض ويصرخ من شدة الألم، ويبدو أن الألم كان حقيقياً كما يزعم المخرج. وما حدث هو تسلل سيارة بها رجل ثمل إلى المشهد.أدت تلك الحادثة إلى تقاضي الممثل 700 دولار أميركي كراتب إضافي لليوم واحد بدلا من 100 دولار أميركي. وأضافت تلك اللقطة لمسة عدائية تجاه مالكوفيتش تعبّر عما شعر به آنذاك بأنه يمر بيوم سيئ.
مشهد الاصطفاف
هذا الفيلم هو أحد أنجح أفلام التسعينيات، الذي يلعب فيه جابرييل بيرن، وبينيشيو ديل تورو، وكيفن سبيسي من بين آخرين دور البطولة. ومع ذلك هناك مشهد واحد لم يكن مخططاً له أن يصبح بهذا الشكل.في مشهد الاصطفاف، إذ تقدّم كل الشخصيات نفسها أثناء اصطفافهم جنبًا إلى جنب في خط المشتبه بهم وتقول كل شخصية جملة معينة، يضحك الممثلون جميعهم. لم يكن من المفترض أن يحدث هذا، إذ كان مشهداً جاداً. لكن بينيشيو كان يعاني من مشاكل في المعدة، ولم يكن بإمكانه التوقف عن إطلاق الريح طوال اليوم.وبفضل تلك الحادثة، أصبح المشهد أفضل بعشرة أضعاف. لأنّه ألمح لنا بمدى علمهم بإجراءات الشرطة الروتينية، ومدى خوفهم منها وأصبح ذاك المشهد أحد أكثر المشاهد شهرة في الفيلم.
مقدمة لوكا برازي
أثناء تصوير فيلم (العرّاب) الجزء الأول، أراد المخرج فرانسيس فورد كوبولا رجلا ضخما ومخيفا ليلعب دور لوكا براسي. ولحسن حظه زار موقع تصوير الفيلم مجموعة من العصابات الفعلية وحراسهم الشخصيين. أحدهم كان ليني مونتانا، الذي حصل على دور برازي تمامًا كما تخيله كوبولا. وكان مونتانا بطلًا عالميًا في المصارعة .كان المشهد بسيطًا، وهو التعرف على دون كورليوني وإعلان ولائه له. ولكن ما حدث في النهاية هو أن مونتانا شعر بالتوتر الشديد أمام الممثل مارلون براندو وبدأ يغمغم.أثار ذلك إعجاب كوبولا، لدرجة أنه صور مشهدًا آخر يمارس فيه بزاري ما سيقوله لكورليوني. وبحسب كوبولا جعل ذاك المشهد شخصية براندو تبدو أكثر تخويفًا وقوة.
المشهد النهائي
كان فيلم (الخريج) للمخرج مايك نيكولز ثوريًا في كل تعبير، وشمل مثلث حب الأم – الابنة ومشاهد مبتكرة، وطرق جديدة وديناميكية للغاية لعرض قصة رومانسية.في المشهد الذي يعلن فيه بنيامين برادوك حبه لإلين روبنسون. وبينما يجلسان في مؤخرة حافلة أثناء غروب يضحك كل منهما بابتهاج في سعادة بدت أبدية. ولكن بعد ذلك تظل الكاميرا مسلطة عليهما، بينما يصبحان أكثر جدية وعمقًا. ما يشير إلى أن الزوجان بدآ يشعران بالقلق بشأن مستقبلهما. أعطى ذاك المشهد نهاية خاصة للفيلم؛ ما جعل الجمهور يتساءل حول القدر المجهول ويتعاطف معه.ولكن في الواقع، استمرت الكاميرا في التصوير عن طريق الصدفة، بينما كان يحاول الممثلان البقاء في إطار الشخصية استعدادًا لتصوير مشهد آخر. وأعجب نيكولز كثيرًا بذاك المشهد وقرر أن ينهي به فيلمه.
أنا أسير هنا!
قدم هذا الفيلم صورة مثالية لنهاية ظاهرة (صيف الحب). يحكي الفيلم قصة شاب يلعب دوره الممثل جون فويت يتوجه إلى نيويورك سعيًا لتحقيق ثروة، ليتعرف على داستن هوفمان المجنون الذي سرعان ما يشفق عليه ويصبح صديقه الوحيد في المدينة.في أحد المشاهد، بينما كانا يمشيان، أُغلق الشارع للتصوير. لم تهتم إحدى سيارات الأجرة بعلامة التوقف، فكادت تصطدم بهوفمان. ظل هوفمان متقمصًا الشخصية، ولكم السيارة صارخًا: (أنا أسير هنا!). أعجب المخرج جون شليزنجر بذاك المشهد كثيرًا لدرجة أنه أعاد تصوير المشهد عدة مرات مكررًا رد فعل هوفمان ذاك بالضبط. تماشى ذلك مع الشخصية التي جسدها هوفمان: شخصية مشتتة، وغاضبة، ومجنونة.
إصابة حقيقية
من المعروف أن ليوناردو دي كابريو هو أحد أكثر الممثلين الموهوبين والأكثر قدرة على التمثيل حتى الآن. إنه دائمًا ما يقدم عروضًا مذهلة لا يستطيع سوى القليل من الممثلين القيام بها. في فيلم «(جانجو) يلعب دور كالفن كاندي، وهو صاحب مزرعة، وكاتب شديد العنصرية.في المشهد الذي يدرك فيه أن شولتز وجانجو يخدعانه؛ يلكم الطاولة في غضب ويضرب الزجاج. يبدأ الدم في التسرب بين يديه وأصبعه، بينما يقول إنه سيقتل حبيبة جانجو إذا لم يبتعد عن طريقه. لم يكن هذا مخططًا له، حيث جرح دي كابريو نفسه بالفعل، وظل متقمصًا الشخصية. وأضاف ذلك لأدائه؛ مما جعله مخيفًا وأكثر فظاعة