أشرقت غانم: مسرحية ” تاء التأنيث الساكنة ” كسرت حاجز عدم الثقة

209

بغداد/ محسن العكيلي/

منذ سنوات الطفولة كانت دائمة الحضور الى خشبة المسرح برفقة والدها الفنان غانم حميد. لذلك نما في داخلها حب الفن الذي كبر شيئاً فشيئاً، حتى باتت تحلم بأن تقف على خشبة المسرح أو أمام كاميرا التلفزيون. وعلى الرغم من صعوبة إقناع والدها بولوج هذا العالم، إلا أنها أصرت على أن تحقق حلمها.. مع الفنانة (أشرقت غانم) كان لنا هذا الحوار:
*هل كان للبيئة الاجتماعية دور في ولوجك عالم الفن؟
-بالتأكيد.. فأنا منذ صغري كنت أحضر مع والدي بروفات عروضه، وكان الشغف يملؤني، حين كنت أرى أن ما يفعله أشبه بالسحر، كان في نظري كأنه ساحر يصنع المستحيل ويترجمه على الخشبة، من يومها أصبح التمثيل حلمي.
رفض تام
*لابد من أن هناك اعتراضاً ما على دخولك هذا العالم؟
-لم يكن من السهل إقناع والدي بدخول عالم الفن، كان هناك رفض تام، ولم أستطع فهم هذا الخوف، حتى امتلكت الوعي الكافي لأدرك أحقيته في الخوف، ليس فقط في عالم الفن، بل في أي معترك عملي في الحياة، وعندما أتاح لي الفرصة، بات من المهم أن أثبت له أنني أستحق ذلك، وهذا ما أسعى له في الوقت الحالي.. ومستقبلاً.
*بماذا تصفين مشاركتك الأولى؟ إن كانت في المسرح أو التلفزيون؟
-من خلال العمل في مجالات عدة بعيدة عن الفن، أصبح التمثيل حلماً منسياً، لكن عندما جرى اختياري للعمل في التلفاز أو المسرح، لا أستطيع نسيان الشعور الذي راودني لأول مرة في حياتي، كانت مشاعر مختلطة من الخوف والفرح والدموع. أتمنى على كل فرد في الحياة أن يعمل في مجال يكون شغوفاً به، وأن يسترجع محاولة تحقيق الحلم المنسي.
*وسط مكتظ بفنانات عدة.. كيف واجهت هذا التحدي؟
-أفرحني وجود العديد من الفنانات والوجوه الشابة، فأخيراً أصبح هناك إقبال للعنصر النسوي في المجال الفني، وهنا تكمن متعة المنافسة.
مع المنافسة والاجتهاد
*المنافسة أمر لابد منه.. هل تهتمين بذلك؟
-أنا مع المنافسة، لكن ليس مع انشغالي بها بحيث أقصر في حق نفسي أو في اجتهادي، لأني أعتقد أن الاجتهاد مفتاح التميز الذي بإمكانه أن يضعك في مكانة مختلفة.
*في رأيك.. ما مفاتيح نجاح الفنان؟
-الاجتهاد والإصرار على الظهور بطرق مختلفة في كل تجربة، وعدم التوقف عن البحث والتطوير الذاتي وتصديق كل ما يجسده، لكي يصل الى المتلقي بالطريقة المُثلى.
*أيهما الأقرب لاستمرار الفنان.. الموهبة أم الأكاديمية؟
-لا أعتقد أن من الممكن الاستغناء عن أي من العنصرين، أنا لست خريجة أكاديمية الفنون الجميلة، لكن حاولت الولوج عن طريق ورشات خاصة بفن التمثيل الأكاديمي، فأدركت مدى أهمية التعليم الأكاديمي، بالإضافة الي الموهبة. سابقاً كنت أعتقد أن الموهبة كافية، لكنني أدركت أنها يجب صقلها بالدراسة والسعي الى تطويرها عن طريق الدخول الى مكنونات الشخص، والوصول الى الأقصى في الشعور أو في التكنيك.

*(تاء التأنيث الساكنة).. هل تعتبرينها مفتاحاً لمسرحيات أخرى؟
-أود مبدئياً توجيه الشكر والامتنان الى الست مروة الأطرش، مخرجة العرض، التي أتاحت لي الفرصة في أن أظهر لأول مرة على المسرح، فقد منحتني الحافز في كسر حاجز عدم الثقة، كما ساعدتني في بناء الثقة بـ (أشرقت) كممثلة هاوية، وأرتني الخطوات الصحيحة للممثل، وأستطيع القول إنها كانت مفتاحاً لمسرحيات أخرى، ولـ (أشرقت) كممثلة مسرحية.. إن صح القول.
حضور لافت
*عند تجسيدك شخصية (رنا) في (خان الذهب).. هل كان في مخيلتك أن تلاقي هذا النجاح؟
-في الجزء الأول من العمل كان حضوري في حلقتين فقط، لكن في الجزء الثاني بعملية (الفيد باك)، الحقيقة مثلت لي صدمة جميلة بسبب ردود الفعل لدى المشاهدين، والى الآن مازلت أتلقى الكثير من رسائل التهنئة على هذا العمل.
*ما قصة بكاء الفنان غانم حميد حين مشاهدتك على التلفاز؟
-ما لا يعلمه كثيرون عن غانم حميد هو أنه إنسان مرهف الحس سريع البكاء، ولاسيما فيما يتعلق بأبنائه، وعندما رأى اسمي على (التايتل)، لم يتمالك نفسه في البكاء، وكذلك الحال حينما شاهدني على المسرح أيضاً. لقد كانت دموع والدي من أهم أهدافي، لأنها حفزتني على النجاح والتفوق، لكي تصبح دموع فخر في كل مرة يشاهدني فيها كممثلة.