استحــــــدث أسلــــــــــوب “الرينسسيـــــز” سيف سعد.. الفنان الذي مزج الحداثة بالأسلوب الكلاسيكي

172

بغداد: محمد إسماعيل/
استحدث الفنان سيف سعيد أسلوباً تشكيلياً بعنوان “الرينسسيز”، عرَّفه بأنه: كلاسيكية جديدة قائمة على موديلات حية، تنطلق من جو معتم. وقال سعيد لـ “الشبكة العراقية”: أعيد تصنيع وحدات الفن الأكاديمي بموديلاتي ذات الطرح الخاص بي، من خلال التحديث بأساليب رسم قديمة.
يوضح سعيد أنه أقدم على هذا الأسلوب متأثراً بمدرستي فرانس هانز (هولندا 1580- 1666) ورامبرانت هرمنسزون فان راين (هولندا 1606 – 1669). وأضاف أن هنز ورامبرانت هما الأساس في التأثير، من حيث اللوحة أو العمل الفني.. أعمالهما فيها قداسة وأرستقراطية وطاقة متدفقة من سطح اللوحة الى مخيلة الفنان. مبينا أن أي فنان يتأمل نتاجاتهما يتأثر بقوة الصراخ الذي تلهج به لوحاتهما، وانسجام قوة اللون مع معنى اللوحة، أعمالهما فيها قداسة.. القداسة بمعنى صفاء اللوحة التي تنبع من روح الشخصية.. رسم روح الشخصية وليس الصورة.
ضوء شمعة
وأكد سعيد ان آلية العمل تكون من خلال إطفاء النور في قاعة، وتسليط ضوء شمعة على الشخصية التي أرسمها.. الموديل، هذا الجو يتسلل الى نفس الموديل من الداخل، وينعكس على مظهره.. قبل وأثناء الرسم؛ وبالتالي يصل إليّ فأطليه على سطح اللوحة.. بل إنه ينبض على السطح، لا يعود الفكر حينها كما هو، إنما يعطي طابع القدسية، جو من رهبانية صوفية ينبعث من الموديل، تلتقطه حساسية اللوحة، فيبدو حتى الإنسان البسيط كما لو كان حكيماً أو راهباً أو فيلسوفاً أو قساً.
ولفت إلى أن المفردات المستخدمة في فن “الرينسسيز” تتأتى من معرفة الرسام بالشخصية التي يرسمها، شخصيات حقيقية على علم بأصلها وسلوكياتها، قريبة من نفسه سبق له التعامل معها عن كثب. وأعطى أمثلة: لوحتيَّ “الأنثى” و”شبح الطفولة” هما لقريباتي، و”السيدة أنستازيا” صديقة روسية، فنانة من سان بطرسبورغ، و”الفتاة مسرة الآشورية” وسواها، كلها لوحات لشخصيات أنا مطلع جيداً على حياتها، فرسمت ما أعرفه عنها أكثر مما أراه على ملامحها وثيابها والمكملات، إنه الظلام، الظلام المحيط بالشخصية في اللوحة، هو المكمل لمنظورها والخلفية والأساس الذي أبني عليه اللوحة فنياً.
تفرغ أكاديمي
واكد سيف حرصه على تعليم هذا الأسلوب لطلبته في قسم التشكيل بمعهد الفنون الجميلة كدرس غير منهجي؛ لأن الطالب خلال الدراسة يجب أن يتعلم القواعد المهنية التقليدية أكاديمياً، وبعد التخرج له حرية الاجتراح.. قبل ذلك لا يحق له الاجتهاد، من دون معرفة التشريح والبورتريه والإنشاء وتقليد اللوحة الكلاسيكية؛ لأنها تعد مرجعاً فنياً للانطلاق. شخصياً: تفرغت من العمل في المعهد لمواكبة تطورات الفن، إذ لا توجد في المنظومة الأكاديمية مواهب شابة يستطيع مدرس الرسم تطويرها؛ فوجدت وقتي يضيع سدى بين طلبة لا جدوى من تلقينهم؛ لأنهم لن يبدعوا.
وأشار الى أن: الأجدى هو التفرغ للرسم، بدل النفخ في قربة مثقوبة، طلبة ليسوا جادين ولا متفانين في التعلم، ولا تطلعات لديهم.. سكونيون! كنت أتمنى، كأستاذ أكاديمي، أن أكون فلاحاً أغرس فن الرسم في طلبة موهوبين، أرتقي بهم من تلاميذ هواة الى فنانين محترفين، وحين لم أجد أرضاً خصبة للغرس؛ آثرت الحفاظ على نضج تجربتي بتطوير أفكاري في مختبري، الذي أسفر عن لوحات معرضي الشخصي الأول “نيو كلاسيك” الذي سوف أقيمه على قاعة “حوار” للفنون، مطلع 2024.