استعانت بأفضل القراء قناة العراقية تنفذ ختمة قرآنية لعرضها في رمضان

210

طه الحسني
تصوير / علي الغرباوي/
منذ تأسيس تلفزيون العراق منتصف خمسينيات القرن الماضي والى يومنا هذا، وعلى الرغم من أن البلاد كانت وما زالت تزخر بأصوات جميلة ورائعة ترنمت بتلاوة القران الكريم، وامتلاكها قراءً كان لهم شأن على مستوى العالمين العربي والإسلامي، إلا أننا للأسف لم نشهد تسجيلات لتلاوات كاملة للقرآن الكريم على المستويين الإذاعي والتلفزيوني لقراء عراقيين.
الأمر الذي دفع بالقنوات العراقية المحلية الى الاستعانة بتسجيلات لقراء عرب، ولاسيما خلال شهر رمضان المبارك، ومن أشهرها تلاوات المرحوم القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الذي ارتبط صوته معنا روحياً خلال شهر رمضان المبارك.
توفيق رباني
الدكتور صادق الصحن، مسؤول دائرة البحث والتطوير في شبكة الإعلام العراقي، قال في حديثه مع “مجلة الشبكة” إن “فكرة عمل ختمة قرآنية مصورة ومسجلة تلفزيونياً جاءت خلال دراستنا إنشاء شعبة للقرآن الكريم في إذاعة الفرقان، وصدر بها أمر اداري باعتباري رئيس اللجنة الهيكلية التي طلب منا تشكيلها لتلافي حدوث أخطاء قد تظهر لنا أثناء التلاوات التي تبث من إذاعة الفرقان، او القناة الرسمية لشبكة الإعلام العراقي، التي قد تسبب لنا مشكلات كبيرة حال حدوثها، فقد تم اختيار الدكتور عامر ذنون رئيساً للشعبة.” مضيفاً أنه خلال اللقاء الذي جمعه بالدكتور عامر ذنون والشيخ القارئ عامر الكاظمي، تبلورت فكرة عمل الختمة القرآنية المصورة، وقد شرعنا بتنفيذها بعد استحصال الموافقات الأصولية، بتشجيع من الدكتور نبيل جاسم رئيس الشبكة، الذي عمل على تذليل كل المعوقات وتسهيل جميع الإجراءات من أجل إنجاح هذا العمل التاريخي.
طور مميز
وبيّن الصحن أن ما شجعنا على بلورة الفكرة وتطبيقها على أرض الواقع هو الاندفاع والحماسة اللذين رايتهما على وجوه الجميع، والرغبة في إنجاح هذا المشروع مهما كان الثمن، فقد تبرع الشيخ القارئ عامر الكاظمي بعمل الختمة مجاناً دون مقابل مادي، إضافة الى خبيري التحكيم في التلاوة، اللذين تبرعا بمجهودهما لوجه الله لإنجاح هذا المنجز الكبير.” مشيراً الى أن ما يميز هذه الختمة عن سابقاتها هي تلاوتها بالطريقة العراقية التي تمتاز بالشجن والحزن، وهي الأقرب الى القلب من باقي التلاوات العربية والإسلامية، إذ إن فيها تطبيقاً لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم (أنزل القرآن حزيناً فاقرأوه بحزن).”
محاولات خجولة
الدكتور عامر ذنون، مسؤول شعبة الشؤون القرآنية في شبكة الإعلام العراقي، أوضح في حديث لـ “مجلة الشبكة” أنه “كانت هنالك محاولات سابقة لتسجيل ختمات قرآنية مصورة تلفزيونياً في العراق، إلا أنها كانت خجولة، ولم تكن لقارئ واحد وإنما لعدة قراء، وذلك لصعوبة تسجيل وأداء كل القرآن. وحتى الختمات التي سبق أن سجلت في مصر وبقية دول العالمين العربي والإسلامي، لم تكن لقارئ واحد وإنما لعدة قراء، لذا عندما طرح الدكتور صالح الصحن الفكرة علينا رحبنا بها واتفقنا على إنجازها ودعمها بكل الإمكانيات المتاحة لنا ضمن فضاءات شبكة الإعلام العراقي، من إذاعة وتلفزيون، بتنسيق ودعم عاليين، وتشجيع من قبل رئاسة الشبكة.” مؤكداً أن “العمل يجري في مراحله الأخيرة وفق الخطة المرسومة له، ومن المؤمل أن تعرض هذه الختمة على شاشة تلفزيون العراق الفضائية خلال شهر رمضان المبارك المقبل.”
الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل
مدير إذاعة الفرقان مصطفى الصائغ، أشار الى أنه “ضمن الاستعدادات التي تقوم بها شبكة الإعلام العراقي بكل مفاصلها لتهيئة المواد والبرامج الإعلامية، سواء على صعيد الإذاعة او التلفزيون لاستقبال شهر رمضان المبارك، وعلى صعد متنوعة ومختلفة في البرامج الخدمية والترفيهية، وعلى وجه الخصوص المحور الديني، لمتعلقات الشهر الفضيل وما لها من آثار روحية ونفسية لدى المتتبع للمشهد العراقي، فإن هناك فكرة أن تكون الختمة مصورة، وهي فكرة فريدة من نوعها كانت من ضمن بنات أفكار العاملين في شعبة الشؤون القرآنية، لتكون بداية لمشاريع أكبر، ولاسيما أن العراق يزخر بأصوات وقامات قرآنية كبيرة تركت آثاراً واضحة لهم في داخل وخارج البلاد وعلى مستوى المحافل الدولية.”
تهيئة الأجواء المناسبة
مدير قناة العراق الفضائية نوفل عبد دهش، أبدى تعجبه من السرعة التي جرى فيها تنفيذ فكرة الختمة المصورة وتجسيد الفكرة وتطبيقها على أرض الواقع، مؤكداً أنه رأى الفكرة منفذة على أرض الواقع لحظة إخباره بها من قبل الدكتور صالح الصحن، الذي لم يدخر جهداً في الحصول على الموافقات الأصولية وتهيئة الأجواء المناسبة لها، ليقع الاختيار على ستديوهات قناة العراقية لتصوير الختمة ومن ثم بثها من خلال شاشة القناة خلال شهر رمضان المقبل وبمعدل ساعة يومياً.