البرامج الرمضانية في إذاعة الفرقان.. دعوة للتفكير والتسامح ونبذ التعصب

462

سرمد رزوقي – تصوير حسين طالب /

الفكر والدين والثقافة، مواضيع احتلت الأهمية الكبرى في برامج صوت إذاعة الفرقان، فهدف الإذاعة أن تظل دوماً على تماس مع الواقع ومع يطرح فيه من قضايا جدلية في شتى الميادين.
وقد جرى اختيار هذه البرامج بعناية فائقة لتحمل رسالة القناة وهدفها بمعالجة جميع القضايا برؤية إسلامية، وبالموعظة الحسنة.
يقول مدير إذاعة الفرقان مصطفى الصائغ: إن “إذاعة الفرقان طرحت باقة من البرامج الثقافية والدينية والفكرية والتاريخية في الشهر الفضيل، تشكل دائرة مميزة من الموضوعات المرتبطة بالواقعين الديني والاجتماعي من جهة، ومتطلبات المرحلة من جهة أخرى.”
وأشار الصائغ الى أن اختيار البرامج جرى بعناية فائقة هذا العام، إذ تناولت جوانب دينية واجتماعية هادفة، ومثال ذلك برنامج (حوار في الإلحاد) الذي يعده ويقدمه الزميل د. ميثم حسن عارف، فهو يعالج موضوعة الإلحاد ويتحاور فيه مع متخصصين ليشكل رؤية أخرى لذات الموضوع.
حكاية فاطمة
كما يحظى برنامج (حكايا فاطمة)، الذي تعده وتقدمه الزميلة وسن سعيد، الذي يعنى بقضايا المرأة، زوجة وابنة وأختاً، ربة بيت كانت أم موظفة، باهتمام في مجال تخصصها، ويطرح مشكلات المراة المسلمة بما يتطابق مع واقع اليوم والعولمة.
أما برنامج ( شبابنا)، الذي يعده ويقدمه د. رسول جمعة مع اثنين من زملائه، فهو برنامج يحاكي واقع الشباب الواعي ويعالج بعض المشكلات التي تواجههم. أما حسين الحيدري فيستضيف شخصيات دينية وأكاديمية ومتخصصين بعلم النفس في برنامجه، الذي يتخذ من الموت موضوعاً رئيساً له ويقرأه بقراءات حديثة إيجابية تتناسب مع الرؤية الإسلامية، ويطرح وجهات نظر مدنية في مجالات علم النفس، ليقدم للمستمع موعظة حسنة تذكرة بأمر الله في أيام معدودات هي لله لا لغيره.

مراجعات
برنامج (مراجعات) يتناول موضوعات واحتجاجات وإشكالات تطرح في الوقت الحاضر في مسالة الإله والكون والإنسان، يزيح من خلاله الضبابية عن ذهن الشباب المؤمن عن طريق اسئلة تطرح لأول مرة بجرأة، كما حرصت الإذاعة على تقديم برنامج مختص بالسيرة النبوية (سيرة المكين)، الذي يقرأ النبي (ص) حاكماً ودبلوماسياً وقائداً وسياسياً، بطرح يواكب الواقع المعاصر، ناهيك عن برنامج التفسير الأضخم (نور الفرقان) الذي يفسر القرآن وفق المنهج التداولي بطرح حديث متجدد مع أستاذ اللسانيات التاريخية في الجامعة المستنصرية د. عدي حسين علي ويقدمه د. حيدر محمد.

أسلوب جديد
وهناك أكثر من عشرة برامج تتميز بالثقل والتركيز والانتقاء من حيث الإعداد والتقديم واختيار الضيف، وحتى في أسلوب إخراجها. أما من جهة الفواصل فإن الفرقان تنفرد بأسلوب جديد في صناعة الفاصل واختيار موضوعاته، أمثال باقة (أين الأثر) وباقة (الصائم الإيجابي) وباقات أخرى تزيد على عشر باقات في كل باقة أكثر من خمسة عشر فاصلاً . غير أن الإذاعة تتيح للمستمع أن يختم المصحف الكريم مع بثها من خلال اختيارها لـ ست ختمات قرآنية اختيرت بعناية من حيث نوع التلاوات وأحكامها وبلدان القراء ونقاوة الصوت والتسجيل، فهي تبث أربع ختمات لقراء عراقيين وواحدة لقارئ خليجي وأخرى لقارئ مصري.
وبعيداً عن كون الإذاعة، وبما تختلف فيه عن أقرانها، فقد أنتجت تواشيح إسلامية خاصة بها للشهر الفضيل، وكذلك مناقب نبوية على الطريقة العراقية من محافظة الرمادي، كما أنها أعادت إنتاج الأنشودة الأشهر (يا إله الكون إنا لك صمنا)، بتوزيع وأداء جديدين، وباستخدام تقنيات الصوت الحديثة، كون هذه الأنشودة لها ارتباط ذهني لدى المستمع والمشاهد العراقي، بعد الإفطار مباشرة، فقد استحصلنا الموافقات من أسرة المرحوم روحي الخماش، صاحب الأنشودة، لتكون حقوقها للإذاعة وشبكة الإعلام العراقي، وجرى توزيعها على مديريات الشبكة الإعلامية من تلفزيونات وإذاعات، والكثير من الأعمال الإذاعية و(السبوتات) والفواصل والدراما والبرامج التسجيلة المميزة والتغطيات الخاصة بالمناسبات والأحداث التاريخية في هذا الشهر الفضيل.
إذاعة الفرقان، وفي برنامجها الفقهي اليومي، ترتبط بها إذاعة جمهورية العراق في البث، كون الفرقان تمثل الإاذاعة الدينية الرسمية لجمهورية العراق، وهنا لابد لنا من الإشارة الى برامج الشهر الفضيل وسياسات وضع الخطة البرامجية في كل عام، إذ أن المطلوب، الذي يجب أن يراعى في إعداد ورسم سياسة ستراتيجية برامج الشهر الفضيل هو كيف تقدم للمجتمع بطاقات تذكرة للعودة الى الله، وكيف تربط المجتمع مع أجزائه من خلال صلة الرحم والدعاء والوقوف على كتاب الله والتدبر في آياته بما يخدم المجتمع وإعادة بناء وترميم علاقة الفرد بالآخر من جهة وعلاقة الفرد بخالقه.

حرب ناعمة
من جهة أخرى، يتساءل مدير إذاعة الفرقان مصطفى الصائغ عما تفعله اليوم المحطات التلفزيونية والإذاعية التي تعي أام لا تعي أنها شريكة في حرب ناعمة بتحويل هذا الشهر من شهر عبادة الى فلكلور شعبي يبعد العبد عن ربه، ولا يقربه، او هو محاولة افراغ اهمية الشهر من المحتوى وهيكلته في اتجاه آخر من حيث الإسفاف في برامج الترفيه والتفاهة المفرطة وصناعة الدراما الجريئة والفواصل التي هي أقرب الى الانحراف منها الى الاستقامة، بل وتنفق الأموال الطائلة في منافسة من سيهدم أكثر من الآخر في سباق ضد ما أراده الله، ولعل هناك من يحاول أن يجعل هذا الرأي في ركن التعصب والتشدد في محاولة للهروب من الرد على السؤال الذي يقول “إذا كنت مؤمناً بالله ومتبعاً لكتابه وسنّة نبيه، هل لك أن تفسر ما واجب الأفراد والمؤسسات في شهر رمضان الذي أعده الله شهر عودة وإعادة إليه؟” لهذا نواصل في اذاعتنا مشروعنا الهادف الذي يرى الدين دين حياة لا انزواء وانعزال وتشدد وتعصب وتطرف، يحترم الجميع ويشترك ويتشارك مع الجميع ويبادل الناس الحب والمودة والخير، كما جرى الترويج لبرامج إذاعاتنا عن طريق نشر بوسترات البرامج الإذاعية تحتوي على اسم البرنامج مع صورة المقدم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووكالة الأنباء العراقية وهذا نوع من السبق يختلف عما كان في السابق.