التشكيلية سناء محمد لـ (الشبكة): اللوحة تبحث عني

1٬100

#خليك_بالبيت

أحمد سميسم – تصوير: حسين طالب/

بدأت بوادر موهبتها مبكرا عندما كانت في المرحلة الابتدائية، فوجدت نفسها تبحر في عوالم الألوان والجمال والدهشة، صديقتها الفرشاة تكاد لا تفارقها لتداعب أناملها الفنية الماهرة بما يجول في خيالها من أفكار لتنفذها على الورق في مرسمها البيتي الصغير، نشأت التشكيلية سناء محمد وسط أسرة فنية محبة للفن التشكيلي ما ساعدها على إكمال مشوارها الفني بكل حرية دون قيود، أعمالها لا تخلو من الرومانسية الرمزية التي غدت ثيمة معظم رسوماتها والتي تعرف بها لوحاتها.
شاركت في العديد من المعارض الفنية وبيعت بعض أعمالها في أغلب المعارض الفنية التشكيلية المشاركة بها، مجلة الشبكة العراقية حضرت احد معارضها في بغداد والتقتها فكان هذا الحوار:
عالم التجريد
* بداياتك مع الرسم متى كانت؟ وكيف اكتشفتِ موهبتك؟
– بداياتي كانت منذ الطفولة، وبدأت أرسم في المرحلة الابتدائية من الدراسة حينها أثرتُ انتباه معلمة الرسم وبدأتْ تراقب عن كثب ما تخطُّه أناملي، وعند إكمال رسوماتي تسألني عن معنى هذه الرسوم التي قمت برسمها؟ فأقوم بشرح ما أعنيه من تلك الخطوط البسيطة من وجهة نظري الفطرية الطفولية.
* من أوَّل من شجّعك وأخذ بيدك لتنمية موهبتك الفنية؟
– أوَّل من شجّعني ودعمني وقدّم لي المساعدة هو أخي الكبير الفنان التشكيلي المعروف قاسم الساعدي، الذي بذل معي جهدا كبيرا ووجّهني نحو الطريق الصحيح في مجال الفن التشكيلي.
* هنالك مدارس عدّة في الفن التشكيلي؛ فإلى أي مدرسة فنية تنتمين؟
– أنا أنتمي إلى المدرسة التجريدية بموضوعاتها الرمزية، لذا تجدني أبحر في هذا العالم دون التجريد الرمزي دون حدود أو أطر معينة.
بوستر “تحرير” أعزّ أعمالي
* برأيك هل الموهبة وحدها تكفي للفنان التشكيلي أم الموهبة بحاجة إلى دراسة؟
– لا شكّ أنَّ الدراسة الأكاديمية تكمل موهبة الفنان وتجعله ملمّاً أكثر بالمواضيع العلمية الدقيقة في مجال تخصّصه، لذا برأيي لا بدّ من الدراسة للفنان لترافق موهبته الفطرية لتكملا بعضهما الآخر في النتاج الفني التشكيلي الرصين.
* المعارض الفنية التي شاركت بها؟
– شاركت في العديد من المعارض الفنية في جمعية الفنانين التشكيليين وأيضا معرض نساء تشكيليات، وفي نقابة الفنانين العراقيين، وكلية الفنون الجميلة، وأيضا في المعارض التي أقامتها دائرة ثقافة الأطفال، فضلا عن المعارض التي أقيمت مؤخرا في ساحة التحرير.
* اللوحة الأقرب إلى قلبك؟
– هناك عمل رسمته مؤخراً أعدّه الأقرب إلى قلبي اسمه (تحرير)، عرض العمل بشكل بوستر كبير وسط ساحة التحرير وفي أماكن عدة، يحاكي العمل الانتماء إلى العراق وإبراز الهوية الوطنية العراقية بعيدا عن كل المسميات بشكل حضاري يتمتّع بالحرية المنشودة.
* ما طموحك؟
– طموحي وحلمي أن أنشئ مؤسّسة فنية تشكيلية للأطفال، لأنّ الطفل يمتلك طاقة هائلة مخزونة بداخله يحتاج من يأخذ بيده ويخرج طاقاته الإبداعية في شتى المجالات المختلفة، لذا أتمنى أن أحقّق ذلك الحلم.
* أبرز المعوقات التي تواجه عمل الفنانة التشكيلية؟
– هنالك معوقات كثيرة تواجه عمل الفنانة التشكيلية العراقية؛ لعل أبرزها عدم قدرتها على أنْ يكون لها مرسمٌ خاصٌّ بها خارج نطاق البيت، لأن المرسم البيتي يسلب الفنان حريته فيكون مقيدا بين متطلبات المنزل وبين خياله وعزلته في المرسم، واعتقد أن العادات وتقاليد المجتمع تقف عائقا أحيانا أمام حرية الفنانة في أن يكون لها مرسمٌ مستقلُ تزاول به أعمالها الفنية بعيدا عن ضوضاء المنزل، فضلا عن أنّ الفنانة التشكيلية العراقية تعاني في وقتنا الحاضر من انحسار الفرص، من توفير المكان المناسب لعرض أعمالها والمشاركة في المهرجانات الفنية وأمور أخرى مقارنة بالرجل، الفنان التشكيلي يستطيع أن يتحرّك بحرية ويسافر ويشارك في المهرجانات وتتوفّر له أرضية مناسبة لا تجدها الفنانة التشكيلية الا بشق الأنفس.
سمكة بجناح أبيض
* كيف تختارين الألوان في لوحاتك؟
– أنا متحرّرة في موضوع اختيار الألوان، أي لا اتقيّد بلون معين، اختار ألواني بطريقة تلقائية لا سيما تلك الألوان المحبّبة للعين الدالة على الفرح والرومانسية.
* ما هو أوّل شيء رسمتيه وقرّرت أن يكون باكورة أعمالك؟
– كانت لوحة سمكة بجناح أبيض تحاكي التحرّر من العبودية والظلم في الواقع.
* كيف تستلهمين أفكارك لتنطلقي في مشروع لوحة جديدة؟
– لدي أجندة أدوّن بها الأفكار التي تداهمني فجأة، لأعود لها في وقت آخر أنفذها على الورق بلوحات مختلفة، فضلا عن أنّ هناك أشياء تثير انتباهي على أرض الواقع فلا أغفل عنها، ذات يوم كنتُ في ساحة التحرير، فرأيت طفلا أثار انتباهي يرتدي ملابس رثّة ووجهه متعب فقمت برسمه حال عودتي إلى البيت ومن ثم عرضت اللوحة في ساحة التحرير.
* من وجهة نظرك ما هي مميزات الفنان التشكيلي الناجح؟
– برأيي أهم ميزة تحدّد نجاح الفنان هو أن يكون متواضعا، لأن هناك بعض الفنانين التشكيليين لا يسمحون لأي شخص أن يخترقهم أو يتعامل معهم بشكل سلس، وأيضا مشاركات الفنان في المعارض الفنية الكبيرة فلها وقعها في مسيرة نجاحه.
اللوحة تبحث عني
* ما الذي يميّز أعمالك عن أعمال غيرك من الرسامات؟
– اعتقد أن أهم ما يميّز أعمالي عن بقية الفنانات التشكيليات هو توظيفي لرسم السمكة برمزيتها العميقة التي تحاكي واقع المجتمعات، فضلا عن طغيان الطابع الرومانسي في أعمالي بشكل لافت للنظر.
* برأيك هل هناك منافسة بين الفنانات التشكيليات العراقيات من حيث تميّز ورصانة أعمالهن؟
– لدينا فنّانات تشكيليات وصلن إلى مستويات كبيرة وحقّقن نجاحات منقطعة النظير في مجال الفن التشكيلي، الأمر الذي يجعل المنافسة شريفة في ما بينهن، وهذا يدفعهن لتقديم أفضل الأعمال المؤثرة والتنافس في المشاركة في المهرجانات المحلية والدولية.
* ما الهاجس الذي يداهمك حين تقفين أمام اللوحة تحضيراً للرسم؟
– يداهمني هاجس الفرح، وأشعر أنّني في غاية السعادة لدرجة أضع اللوحة أمامي وعيناي تصبو إليها طوال اليوم.
* هل تبحثين عن اللوحة أم اللوحة تبحث عنك؟
– اللوحة تبحث عني دائما وتسحبني إليها دون أن أشعر، فأجد نفسي موغلة في اللوحة بين فرشاتي وألواني ومخيلتي.

النسخة الألكترونية من العدد 361

“أون لآين -4-”