التشكيلي حازم ناجي لـ”الشبكة”: تأثرت بالمدرسة الواقعية ورسمت بيئتي
شذى فرج/
بدأ الرسم في سن مبكرة وتأثر بالمدرسة الواقعية، ماحفزه أكثر على الإبداع من خلال الواقع وصوره الكثيرة التي تحتل مساحة في الذاكرة دوماً. مثله الأعلى الفنانان فائق حسن وخلف الحديثي, له معرضان شخصيان والثالث قيد الإنجاز فضلاً عن معارض أخرى مشتركة، بيئته ونواعير مدينته (حديثة) كان لها الأثر الأكبر فجسّدها في أجمل لوحاته.
من يشاهد لوحاته يسبح في فضاء من جمال الطبيعة الساحرة وأجواء الفرح التي ستنتابه، فهو فنان يرسم للحب والطبيعة والمرأة والجمال وللعراق العظيم .
إنه الفنان التشكيلي حازم ناجي، مواليد ١٩٨٥، من محافظة الأنبار- قضاء حديثة- مدينة الصمود التي وقفت بوجه الإرهاب وعانت ماعانت من الحصار الاقتصادي والعوز بسبب خفافيش الظلام التي قطعت الطريق عليها وحاولت عبثاً أن تدنسها .
“مجلة الشبكة” كان لها معه هذا الحوار :
هذه مدرستي
من أية مدرسة فنية تشكيلية انطلق الفنان حازم ناجي في بداياته؟
-في باكورة العمر وبداية النشأة الفنية كانت لي تجارب عديدة مع مختلف المدارس ومنها التجريدية والتعبيرية بالإضافة إلى الواقعية، ولكنني وجدت نفسي في الواقعية التي صقلت موهبتي وحددت شخصيتي الفنية.
بمن تأثرت في بداية مشوارك من الفنانين العالميين أو العرب؟
-من المعلوم أن الفنانين العالميين الكبار تركوا بصماتهم في نفوس العامة، فضلاً عن الفنانين, وأن أي فنان من خلال مسيرته لابد أن يكون له اطلاع وربما تأثر بفنان ما وإن كان بسيرته ونهجه وفي أعماله، وربما بصبره، في إنجاز أي عمل والنقد الذي ينضج تجربته، وبالطبع هذه مادة غنية نجدها لدى فنانين كبار مثل “بيكاسو” و”مايكل أنجلو” و”ليناردو دافنشي” وغيرهم الكثير .
ماهو الوقت المناسب أو المفضل للفنان حازم الحديثي في رسم اللوحة؟
-ربما ليس هناك وقت معين أكون فيه أكثر تهيؤاً للرسم، ولكن الوقت الأقل انشغالاً والأكثر صفاء يكون الوقت الأمثل.
مشاركات
في حياتك كفنان هل أخذت المرأة حيزاً واضحاً في أعمالك، أم كانت مهمشة بعض الشيء وبعيدة عن ما ترسم؟
-المرأة جزء مهم من حياة الرجل، بل هي الجزء الأكبر والأكثر أهمية في حياته الاجتماعية ولابد أن تكون بغير معزل عن أعمالي من حيث تهيئة الأجواء اللازمة للإبداع، وقد كان تأثير ذلك واضحاً بعد وفاة زوجتي إذ لم أتمكن من وضع فرشاة على أية لوحة لفترة طويلة ثم عدت بعدها لإكمال مسيرتي.
هل شاركت في معارض عربية، وكم معرض شخصي لديك؟
-حصلت على الكثير من الدعوات لإقامة معارض شخصية عربية وعالمية، ولكن حالت الظروف دون تمكني من ذلك، إلا أني أقمت العديد من المعارض المشتركة (قصر الثقافة والفنون في الأنبار ٢٠١٣ ومهرجان أربيل المشترك ٢٠١٣ والمعرض السنوي الأول والثاني للفنون التشكيلية في البيت الثقافي في حديثة ٢٠٠٩-٢٠١٠ومهرجان القائم ٢٠١١). وعلى الصعيد الشخصي أقمت معرضي الشخصي الأول “شواهد من جنّة عدن” والثاني “مرايا وطن” وحالياً أقوم بالتحضير للمعرض الثالث.
غياب الدعم
الساحة العراقية مليئة بالفنانين التشكيليين كيف تراها من حيث إبراز معالم الإبداع فيها؟
-الساحة العراقية مليئة بالطاقات الفنية والعديد من الفنانين الكبار فضلاً عن الناشئة، لكن الدعم يكاد أن يكون معدوماً، وهذا ما أثر سلباً على الإنتاج الفني ما جعل الساحة العراقية الفنية منغلقة على نفسها, بل وحتى الدعم الذي كان يقدم لبعض الفنانين انقطع بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها البلد .
هل انحسرت لوحاتك على بيئة معينة تأثرت بها أم أنك ترسم بالمطلق؟
-على الرغم من تأثري بطبيعة مدينة “حديثة” والتي جسدتها في لوحاتي وكنت سفيراً لها، وخاصة في معرضي الشخصي الاول “شواهد من جنة عدن”، إلا أني كنت منفتحاً فنياً وعكست بذلك طبيعة وتراث مدن العراق بجبالها ونواعيرها وشناشيلها وأهوارها. وتجسد ذلك في المعرض الشخصي الثاني “مرايا وطن” بالإضافة الى رسمي لعدة لوحات للطبيعة عالمياً.
لو رسمت وضع العراق الحالي وماهو عليه الآن في لوحة تعبيرية معناها في قلبك وخطوطها مفتاح تحمله أنت فقط ، ماذا كنت سترسم؟
-وطناً يعاني الشتات والتمزق والمحن، حلماً لمستقبل أفضل من حاضره وماضيه.
هل جسَّد حازم ناجي ماعانته حديثة من حصار وألم ومعاناة في لوحة ما؟
-نواعير حديثة هي أفضل صورة لصمود وثبات مدينة حديثة، فعلى مر العصور والصعاب والمحن التي مرت فيها، إلا أن تلك المأساة رحلت وبقت النواعير صامدة وشاهداً يمثل صمود أهل حديثة وتهالك الباطل على أسوارها .