التشكيلي سلام جعاز لـ(الشبكة): استقي موضوعات لوحاتي من الواقع

572

أحمد سميسم /

ولد في بغداد عام 1964 درس في كلية الفنون الجميلة وحصل على شهادة البكالوريوس في الرسم عام 1994، شارك في أغلب النشاطات الفنية داخل العراق في ثمانينات القرن الماضي، سافر الى هولندا ناشداً الحرية فأكمل دراسته الفنية في الأكاديمية الملكية متخصصا في فن الرسم عام 1999، ثم واصل دراسته في فن التصميم الطباعي في معهد (كرفت) عام 2001 وانضم الى جمعية الفنانين الهولنديين، أقام العديد من المعارض الفنية الشخصية في هولندا وبعض الدول الأوروبية، يعمل حاليا مدرساً لمادة فن الرسم في الأكاديمية الحرة للفنون في (لاهاي)..

الفنان التشكيلي العراقي المغترب سلام جعاز حل ضيفاً على “الشبكة خلال زيارته الى بغداد.

بداياته

بدأت موهبته الفنية تبرز منذ صغره، فتتلمذ على أيدي كبار الفنانين الرسامين أمثال الفنان فائق حسن، ومحمد صبري، ووليد شيت، وفنانين آخرين لكن تأثره الكبير كان بأستاذه الفنان زهير صاحب الذي نمى موهبته نحو الأفضل.

انتمي للمدرسة التعبيرية

الفن التشكيلي له أصول ومدارس فنية عديدة كالمدرسة الواقعية، والتعبيرية، والرمزية وغيرها ترى الى أي مدرسة ينتمي جعاز هذا كان سؤالنا الأول فأجاب بالقول: عموما لم تعد المدارس الكلاسيكية الفنية كما عرفناها في السابق، بل تعددت وتنوعت بسبب الحداثة التي طرأت على مجمل البرامج والنظريات الفنية، بالنسبة لي درستُ جميع هذه المدارس وغصت في مكنوناتها، لكن ميولي وإنتمائي كفنان تشكيلي كان للمدرسة التعبيرية وأحاول أن أتفاعل مع عناصرها كونها منطقة حسية أكثر من كونها مرئية مختزلة من الصراعات والإرهاصات والتعبيرات اللامحدودة..

التشكيلي العراقي مظلوم

وعن نشاط الحركة التشكيلية في العراق وما رافقها من تأثيرات يقول الفنان جعاز: أرى أن الفنان التشكيلي العراقي مظلوم، أي أنه لم يأخذ فرصته بسبب الأجواء المحيطة به التي أدت إلى عناء الوصول الى ما يصبو اليه من أحلام وتطلعات، فترى الفنان حائراً يبحث عن معداته الفنية من ألوان وقماش وقطع خشب، بكل صعوبة وجهد مضن خلاف ما نرى في العالم من أجواء مريحة للفنان، فضلا عن غياب الدعم اللوجستي الفني من قبيل قاعات عرض كبيرة نموذجية، وأماكن مخصصة تحتوي على عناصر الجمال والدهشة، كل ذلك أثر على مجمل النتاج الفني. والحركة التشكيلية لم تعد بالمستوى المطلوب، يضاف الى ذلك هجرة الفنانين التشكيليين الكبار خارج العراق التي تركت فجوة كبيرة وفاصلا بين جيلين من الفنانين، برغم إن لدينا طاقات وإمكانات كبيرة وأسماء لامعة في حقل الفن التشكيلي العراقي.

الكم لا يهمني بقدر النوع

بين الاشتغال على الواقع وعلى الخيال في تنفيذ اللوحات الفنية أين أنت؟..سألناه فأجاب: أنا أفضل ان أستقي لوحاتها من الواقع مع وجود شيء من الخيال، الواقع يلامس شغاف القلب ويكون أكثر جدية، الرسم لدي أشبه بالمختبر أبحث فيه عن لوحة ناضجة تثير الدهشة وتحرك مشاعر الأخرين فكلانا يبحث عن الآخر، وأعيش صراعا متعبا مع اللوحة كوني بطيء الإنتاج بسبب أن الكم لا يهمني بقدر النوع الساطع والعمل المتميز المبهر، مع اعطاء الحرية الكاملة والرؤية العميقة للفنان لاسيما في الإيغال بالرموز والغموض في تنفيذ لوحاته، ويبقى للجمهور تفسير ذلك حسب رؤيتهم للعمل ومستوياتهم الثقافية والفكرية، إذ أن الفنان لا يمكن ان يتراجع للخلف في فكرة ما من أجل التبرير للآخرين في فهم لوحاته وما كان يقصد في ذلك، الفنان يفعل ما يراه جميلاً ويجب على الجمهور أن يقترب من روح الفنان ويكون لديه بعد بصري.