الخزف عندما يصاغ بطريقة حرفية مميَّزة ومغايرة

168

أربيل / خالد إبراهيم/
شيرينا جعفر ، فنانة تعمل في مجال النقش على السيراميك للتعريف بهذا الفن والحفاظ عليه، في أحد المراكز الثقافية الفنية في أربيل فوق قلعتها التاريخية منذ قرابة العامين، وتسعى إلى تجسيد الفن والنقوش الكردية التراثية الفلكلورية التاريخية القديمة. للحديث عن فنّها وما تهدف إليه وما تقوم به حدثتنا الفنانة شيرينا جعفر في حوار خاص أجرته معها “الشبكة العراقية” قائلة:-

أعمل في مجال النقش على السيراميك والنحت، وقد درست الفن، فقد أكملت دراسة الفنون في إيران، وأنا أنحدر من عائلة فنية، فأبي كان كاتباً وأنا منذ الصغر أعيش في عالم الفن، ومنذ قرابة ست سنوات أعمل في مجال السيراميك في أربيل، كما أعمل في البيت الثقافي لجامعة جيهان، حيث لدينا معمل ومكان للتدريب في مجال العمل على السيراميك، وهذا المكان هو للعمل والتدريب معا، وفي الوقت نفسه لبيع السيراميك المصنوع. لم أفتح معرضاً خاصاً بي لكوني جديدة ولم يمض وقت طويل على عملي في أربيل، وهذا المعرض هو لعرض السيراميك وأيضاً لبيعه، لأن العمل في مجال الخزف والسيراميك قليل جدا ويحتاج الى إمكانيات خاصة.
النقش على السيراميك
تضيف شيرينا: أن العمل في هذا المجال غريب وجديد ومميز في الوقت نفسه، إذ أن من يعملون في مجال هذا الفن والفنون المتنوعة يعرفون صعوبة العمل على السيراميك، وجمال ورونق الأعمال المصنوعة منه، وأكثر الذين يقتنون هذا النوع من الفن هم من الأجانب والسياح، والعمل في هذا المجال قليل جداً وأنا أعمل دوماً على تطويره وفي الوقت نفسه لتعريف المجتمع بهذا النوع من الفنون.
أعمال فنية خاصة
تحاول شيرينا أن تكون لها بصمة خاصة بها في مجال النقش على السيراميك، عن هذا الجانب تضيف قائلة:-
كل أعمالي هي من بنات أفكاري وتخيلاتي، إذ لا أحبّذ أبداً أن تكون أعمالي مستنسخة من أعمال أي فنان آخر، فأعمالي كلها من أفكاري بشكل كامل لأن الفن مبني على خلق شيء جديد، غير مكرّر، لأن من يقوم بتقليد واستنساخ عمل من أي فنان فلا أعدّه عملاً فنياً، فالفنان لا بد له أن يكون خالقاً لفنه، منفرداً ومميّزاً، ولهذا كله أرغب دوماً بأن تكون أعمالي كلها من أفكاري، وأسعى أن يظهر عليها لون وشكل الفن الراقي المميز.
المنقوشات الفلكلورية
وتودّ شيرينا أن تضيف لمسة من النقوش الكردية الفلكورية القديمة على أعمالها، وفي هذا الصدد تقول:-
خلال عملي أقوم بالنقش على السيراميك بما له من دلالة على الفن الكردي مثل الفرش والسجاد الكردي القديم والفلكلور التراثي، وأيضا القماش والمنقوشات القديمة جداً، وأجد إقبالاً جيداً من السياح، وبالأخص الأجانب منهم، رغبة لاقتناء هذه الأعمال التي تظهر عليها هذه الألوان والنقوش، لتكون دلالة على زيارتهم لمدينة أربيل، كذلك إهداؤها لمن يحبون عند عودتهم الى بلدانهم، وهذا ما أقوم به في الوقت الحالي وهو نقش النقوش الكردية على السيراميك، وفي المستقبل القريب أود فتح معرض خاص بي، وأن يكون فوق قلعة أربيل التاريخية العريقة وفي المركز الثقافي الخاص بجامعة جيهان، وأعمل مثلما ذكرت سابقا لكي أعرّف الجميع بهذا الفن وجماله.
تطوير الذات
وترغب شيرينا بأن تطوّر دوما مهاراتها وإمكاناتها بما يكون له تأثير على تطوير أعمالها، تضيف قائلة:-
على الصعيد الشخصي أعمل دوما على تطوير مهاراتي، وأن أكون غداً أفضل وأحسن من اليوم، وأتمنى أن ننجح في عرض النقوش الكردية، لكي ينتشر هذ الفن بيننا وبالأخص في الأماكن السياحية، وألا نعتمد فقط على المستورد، وأن يكون المنتج المحلي المصنوع بجمال وذوق محط محبة واهتمام الجميع. هذا ما أتمناه، أن تتحول هذا الأعمال الفنية إلى (براندات) سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي، لكي يتعرف عليها شعبنا.