السوبرانو كريستينا إسحاق: الأوبرا تجمع التمثيل والأدب والموسيقا

1٬080

رولا حسن /

صوت أوبرالي سوري مفعم بعشق الموسيقا والمسرح، كريستينا إسحاق، خريجة كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية جامعة تشرين، درست الغناء الأوبرالي بإشراف مارينا بوغايتشوك ثم تابعت دراستها الأكاديمية في المعهد العالي للموسيقا عام 2009 وبعدها في بولندا منذ العام 2013، وانتسبت إلى أكاديمية كراكوف للموسيقا وتخرجت من قسم الغناء الأوبرالي والتمثيل 2016 ثم أنهت دراسة ماجستير في الغناء الأوبرالي والتمثيل بإشراف أستاذتها EWA WOLAK.
*الصوت البشري في غناء الأوبرا آلة موسيقية ما رأيك بهذا المصطلح ؟
-الصوت البشري فعلاً هو آله المغني، أستطيع أن أشبه الحبال الصوتية بالأوتار الموسيقية الموضوعة في علبة هي الحنجرة التي هي قالب الآلة، لكننا لا ننسى أن هذه الآلة موصولة بالرقبة والرقبة موصولة بالأكتاف وبباقي الجسد، أستطيع القول أن آلتي كمغنية ليست حبالي الصوتية حرفياً وصوتي ليس مفصولاً عن جسمي وجسمي ليس مفصولاً عن حالتي النفسية، الكل مرتبط بالكل ولا يمكن الحديث عن جزء مفصول عن ارتباطه بباقي الأشياء وهنا يكمن السحر في الأداء . لا يكفي مغني الأوبرا أن يكون صوته عذباً، بل تلزمه التقنية أيضا، كيف يمكن لكريستينا أن تحدثنا عن ذلك من خلال تجربتها الفنية؟
*يمكنني أن أشبه الصوت بقطعة الذهب الخام التي تحتاج للصقل، وحتى أصقل قطعة الذهب وأنحتها بشكل جميل علي أن أمتلك أدواتي لأصنع منها شيئاً جميلاً ومدهشاً دون أن أسبب أي ضرر أو أحدث أي تشويش وقطعة الذهب هنا، كما أشرت سابقاً، هي كناية عن الصوت، أود الإشارة هنا الى أن التكنيك ضروري جداً في الغناء، هو ما يمكن الإشارة اليه عبر الحديث عن التقنية التي يجب أن يمتلكها المغني ليصبح أكثر حرية.
*ماذا يعني لكريستينا وقوفها على المسرح وهي تغني؟
الأوبرا جمعت ثلاثة أشياء أعشقها: التمثيل والأدب والموسيقا، أنا شخصياً أعشق المسرح بجميع أشكاله والوقوف على خشبة المسرح تعني الحرية المطلقة واللحظات التي أعيشها على المسرح هي حياتي الحقيقية التي اختبرت من خلالها حلمي على الواقع.
*جئت من مجتمع شرقي متخم بذائقته الشرقية التي تخاطب وتصل إلى متلقين من كل شرائح المجتمع، كيف انتقلت إلى الأوبرا التي تتوجه، إن صح التعبير، إلى النخبة فقط؟
ببساطة يمكنني القول إني تربيت على الموسيقا الكلاسيكية منذ صغري ولا سيما أني تعلمت منذ ذلك الوقت المبكر العزف على البيانو الذي نمّى عندي الفهم لهذا النوع من الموسيقا سواء الموسيقا الكلاسيكية بداية والأوبرا في النهاية، الأوبرا فن موجه للجميع لكنها ليست للجميع وهذا الفن أو هذا النوع من الموسيقا له جمهوره الذي يؤمن به ويعشقه، كما توجد فئة من الناس تهوى الموسيقا الشرقية وتعشقها أو الشعبية أو الجاز، كذلك الأمر مع الأوبرا. أديت الأوبرا خارج سوريا ومن فترة قريبة كان لك في دار الأوبرا بدمشق عمل مشترك مع الفرقة السمفونية الوطنية، برأيك ماذا تحتاج الأوبرا في الشرق لتصل إلى سويتها في الغرب؟
الأوبرا في الغرب جزء من ثقافة المجتمع، هنا يمكن الحديث عن نوع من الموازنة، نحتاج في مجتمعاتنا الشرقية إلى وقت لنصل إلى مستوى الغرب في فن الأوبرا كما هم بالمقابل بحاجة إلى وقت ليصلوا إلى مستوى الموسيقى الشرقية كما نتقنها ونفهمها ونؤديها بحرفية عالية.
*انتقلت من دراسة الآداب إلى الغناء الأوبرالي، ما هي دوافعك لهذا القرار؟
منذ صغري كنت أحلم بدراسة الأدب الإنكليزي والموسيقا، بداية حققت حلمي بدراسة اللغة ومن ثم اتجهت وبجد صوب الموسيقا التي أعتبرها حجر الزاوية في حياتي ووجودي وتأكيد كينونتي، ثمة رابط بين الأدب والموسيقا وهذا شيء نلمسه بشكل واضح في الأوبرا، لا سيما وأن الأوبرا أصلاً مأخوذة من روايات ونصوص مسرحية عالمية مثل روميو وجولييت، ماكبث، هاملت، أنا شخصياً أحب الأدب وأعشق تحليل الأعمال الأدبية وفي الوقت ذاته أعشق الموسيقا وعوالمها فأنا ممتنة جداً أني أعيش ما أحب وأعشق، والحقيقة أن هذا ما يشعرني بوجودي الإنساني.
*الأوبرا فن النخبة كما يقال فهل وجدت لدى عودتك إلى سوريا نخبة تستقبل هذا الفن؟
الدليل على ذلك برأيي أنه عندما قدمنا مؤخراً حفلاً مع الفرقة السيمفونية الوطنية بدار الأوبرا نفدت البطاقات من اليوم الثاني وهذا ما جعلني سعيدة جداً ربما لأني شعرت وبطريقة ما أنه رغم ظروف الحرب القاسية الناس تنتظر الموسيقا، قد يعني ذلك نوعاً من الخلاص الروحي، إن صح التعبير.
* مع تطور الأوبرا لم يعد الصوت، رغم أهميته، العنصر الوحيد الذي ينجح العمل الفني بل لعبت عناصر أخرى دوراً رئيسياً في ذلك ما رأيك؟
الأوبرا هي فن شامل يتضمن التمثيل والغناء التمثيل والرقص والشخصية على المسرح والأوركسترا والسينوغرافيا والإضاءة والإخراج وغيرها، كل عنصر من هذه العناصر هو قطعة من العمل، علينا أن نخلق تكاملاً وانسجاماً بين كل هذه العناصر حتى نستطيع أن ننتج عملاً فنياً متكاملاً ومدهشاً.
* ما هو تصنيف صوت كريستينا إسحاق في الغناء الأوبرالي؟
صوتي، تصنيفاً، هو سوبرانو وهو الصوت الأوكتاف الأعلى بين أصوات النساء، لأن الأصوات تنقسم إلى سوبرانو وميتسو سوبرانو وآلتو، فالسوبرانو هو الصوت الذي يصل إلى الطبقات الأعلى بين باقي الأصوات.