السورية نغم ناعسة:نواجه بشاعة الحرب بالجمال

1٬011

 مهدي باجلان /

بينما أقفل العديد من مراكز الفنون في سوريا أبوابه في زمن الحرب، فإن الفنانة السورية نغم ناعسة أصرت على افتتاح معهدها على الرغم من نيران الحرب التي تستعر حولها، فكان أن ولد معهد “ستيج آرت” للفنون المسرحية والرقص والباليه.

ناعسة فنانة مسرحية عملت مع الخبير الروسي الكسندر ديبا ومؤسسة “مشروع ومضة المسرحي الموسيقي” عام 2013 قبل أن تصبح مديرة مركز “ستيج آرت” للفنون في دمشق عام 2016.

أن يولد مشروع مسرحي أو فني في زمن المآسي التي تعيشها سوريا من حرب ودمار، إنما هو تأكيد على استمرار وهج الحياة في هذا البلد وإرادة شعبه على محاربة الجهل والظلام بالفن والجمال والموسيقى والرقص.
نغم ناعسة تريد أن يكون لمركزها أكثر من فرع في كل المحافظات السورية وأن يكون مشروع مركزها أكاديمية معترفاً بها دولياً.

معهد أكاديمي

استقطب “ستيج أرت” نخبة من أساتذه المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد العالي للموسيقى وكلية الفنون الجميلة منذ أن تأسس عام 2016 بهدف تنمية المواهب الشابة وتأهيلها بالإضافة إلى المختصين في مجال التربية والإرشاد النفسي والذين يعملون على التأهيل والدعم النفسي للطفل من خلال المعالجة بالدراما والمسرح التفاعلي.

بالنسبة للفئات العمرية تقول ناعسة “معرفة الفنّ ليست لها سنّ محددة، فنحن ندرّس الفنون استناداً لمنهاج المعهد العالي للموسيقى والمعهد العالي للفنون المسرحية بجميع أقسامه”.

مدن فاضلة

وتؤكد مديرة المعهد أنها “على قناعة تامة بأن الفن هو الحل الوحيد للخروج بالإنسان إلى عالم جميل لا تسكنه فوضى الحروب بل فوضى الفن بكافة أشكاله, وتعالجه ليصبح إنساناً مستقلاً بذاته مشاركاً بتطوير ثقافة مجتمعه”.
وتؤمن بأن “الفن قادر على مواجهة التخلف والجهل سواء كان ذلك بلوحة فنية أم بقطعة موسيقية أو حتى بمشهد مسرحي وراقص.. وكلما ازداد عدد الفنانين الحقيقيين ازدادت مدننا الفاضلة”.

ولفتت إلى أن مركز “ستيج آرت” هو رديف للمعهد العالي ويتميز عنه فقط بأنه معهد خاص وهذا بالنسبة لها شيء هام “فحين تزداد المراكز الثقافية في البلد تتاح فرصة دراسة الفن للذين لم تتوفر لهم الظروف للالتحاق بالمعهد العالي بسبب أعمارهم أو قلة خبرتهم”. وتشير إلى أن “الوضع في المركز مختلف تماماً، فقد جاء مركز “ستيج آرت” ليقول لكل الناس إنكم جميعا تستطيعون تعلّم الفن صغاراً وكباراً”. ولهذا نرى إقبالاً شديداً على المركز “محبة الناس هي التي تساعدنا على الاستمرارية”.

حبّ في الحرب

المركز ليس التجربة الأولى في سوريا, ولكنه التجربة الأولى في زمن الحرب. فالكثير من المراكز التي كانت قبل الحرب قد أغلقت أبوابها تماماً. بالمقابل توجد مراكز جديدة افتتحت ولكنها لا تتضمن كل الفنون الموجوده في مركزنا بل هي مختصه بنوع واحد فقط.

مقاومة

ناعسة تؤكد أن مجرد بناء صرح ثقافي أو مركز فني أو حتى تقديم عرض مسرحي هو مقاومة من نوع آخر في زمن الحرب. ومساهمتنا اليوم في مركز ستيج آرت خلقت ظروفاً مناسبة (تفريغية) فهو مكان للبوح، للتعبير عن كل مآسي الحروب من أصغر تفصيل إلى أكبره. نحن موجودون كجماعة من مختلف الأطياف. وندافع عن هذا الوجود، وهذه بحد ذاتها مساهمة منا وصوت عالٍ في وجه من يريد تدميرنا وأن يلغينا من الوجود.

ختاماً قالت ناعسة: شكراً لمجلة “الشبكة العراقية” لأنها موجودة معنا أيضاً. وأردفت: “مجلة الشبكة أتتنا من مكان بعيد عنا لكنه قريب من القلب وهكذا هي الحياة، إنها كمثل السمع، مثل البصر ولو من أمكنة وأزمنة بعيدة”.